Follow us

image

نحن الجيش... والجيش نحن! --بقلم: فاديا سمعان

إنه الأول من آب...

إنه عيدُ الجيش اللبناني... العيدُ الوحيدُ الأوحد في لبنان الذي لا يُحتفل فيه بإطلاق العنان للمفرقعات والرصاص الطائش، في سماءِ بلدٍ طاشت فيه المفردات وضاعت فيه البوصلة وغصّ فيه التاريخ، ليغدوَ كحكايةٍ – أو سلسلةِ حكايات – تصلحُ لإنتاج مسلسلٍ تلفزيونيّ بعنوان "وراء كلّ باب حكاية"... أو "وراء كلّ متراس وطن"... أو "وراء كلّ مزبلة ديك صيّاح"...

إنه عيد الجيش في بلدٍ لا يحتاج لغير الجيش... ولكنه مزدحم بجيوشٍ، بعضُها مسلح وبعضُها لا، وكلٌّ منها يغني على ليلاه... فيما المطلوب واحد!

إنه عيدُ الجيش في بلدٍ لا رؤيةَ موحّدةً لأبنائه نحو هويته ومستقبله وشكله ... وجيشه! فتارةً نحبّ الجيش، وتارةً نبغضه، وتارةً نشيد بمناقبيته، وتارةً ننتقد تدخله أو تخاذله... كعلاقةِ حبّ غيرِ مستقرة أوزواجِ لا يسودُه الوئام.

أمام كل هذا، نكاد ننسى أننا نحنُ الجيش... والجيشُ نحن! هو منّا... ولنا؛ وعلينا أن نبذلَ كلَّ ما نستطيع من أجل أن يقوى على الجميع ويكون أقوى من الجميع... لأننا لا نقوى إلّا به!

بتحبّ الجيش؟ سلّمه سلاحك!

بتحبّ الجيش؟ ما تحبّ جيش غيره!

بتحب الجيش؟ قوّيه بدعمك وثقتك وخبرتك!

بتحب الجيش؟ ادعمه!

بتحب الجيش؟ ما تاخد مطرحه!

بتحب الجيش؟ خلّيه يحرسلك بيتك ويسهر على عيلتك!

بتحب الجيش؟ فرجينا!

هذا غيضُ من فيضِ ما يمكن أن يُقال لكلّ مَن يتباكى على الجيش، ويتذاكى على أبناء الوطن، ويتناسى أن هناك تاريخاً يدوّن بيومياته وحذافيره... ولا شيء سيبقى خفياً، بل سيُعلن!

إنه الأول من آب...

إنه عيد جيشنا الذي هو نحن... ونحن هو!

فتحيةً لك أيها الساهر على وطنِ الأرز...
نحنُ معك... لتقوى، وتكون الأقوى!