Follow us

image

بانتظار نضوج الطبخة الحكومية... وباختصار -- بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان - جبلنا ماغازين

بين تفجيرٍ هنا وقصفٍ هناك، واشتباكاتٍ في مكان وشائعاتٍ في مكان آخر، تنضج على النار طبخة حكومية ينتظرها اللبنانيون منذ أكثر من تسعة أشهر.

بصرف النظر عن المواقف السياسية من الحكومة قيدِ التشكيل وعن حصص الأحزاب والطوائف والمناطق فيها والمشاركة النسائية من عدمها والبيان الوزاري الذي ستطل علينا به، وكل هذه الأمور التي بات المواطن اللبناني يعرف أن لا ناقةَ له فيها ولا جمل، فإن كلّ ما يهمّ هذا المواطن من الحكومة العتيدة هو أن تأتيَ لتحاكيَ معاناته وتعبرَ عن هواجسه وتشعرَ بآلامه وتعالجَ مكامنَ الشكوى لديه، ولو بنسبة 50%... عندها فقط تستطيع أن تعمل على تصحيح الخلل وتحسين الظروف المعيشية وفرض الأمن وتطوير مفهوم الدولة بالحد الأدنى.

فهذا المواطن ضاق ذرعاً بوزيرٍ يحكي دون أن يقول شيئاً ذات معنى، وبوزيرٍ ليته يعمل بدل أن يحكي، وبوزيرٍ إن حكى فهو يحكي وكأنه من بلد آخر ويعيش في عالم لا دخل لهذا المواطن به، وبوزيرٍ يعيش في الغيوم ويمجد نفسه على اكتشاف لم يكتشفه، وبوزيرٍ لا يعرف سوى "النق" وسيلة للتعبير، وبوزيرٍ كأنه ليس بوزير...

أصناف عديدة من الوزراء تعايش معها المواطن اللبناني قسراً منذ حزيران 2011 أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها لم تعبر عنه ولو بنسبة 10 في المئة، لا من حيث الموقف السياسي ولا من حيث الهم الأمني والمعيشي والصحي وغيرها من الهموم الضاغطة...
فكيف لحكومة أن تعمل من أجل شعب لا تشعر بألمه وهمه ولا تشاركه هواجسه ومعاناته؟

وإذا كان الهم الأمني هو الطاغي اليوم، فكيف يمكن لحكومة أن تعمل لفرض الأمن إذا لم تكن تنظر -مجتمعةً- إلى هذا الأمن نظرة متكاملة، ثلاثية الأبعاد، تشتمل على المسببات والوقائع والنتائج معاً؟ فإن لم تتحلّ بهذه الإمكانية، لن يكون باستطاعتها أن ترسي أرضية مشتركة وخطة عمل واضحة الأهداف حتى تتمكن من عمل شيء ما – قد لا ينهِ المعاناة فوراً – إنما على الأقل قد يخفف منها.

فيا أيتها الحكومة الموضوعة على النار، أهلاً وسهلاً بكِ. ولكنْ، كوني معبرة عن همّ الناس... أو لا تكوني!