Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • المخترع اللبناني الأميركي طوني فاضل في زيارته الثانية إلى لبنان: إرثي اللبناني هو أكثر ما أفتخر به
image

المخترع اللبناني الأميركي طوني فاضل في زيارته الثانية إلى لبنان: إرثي اللبناني هو أكثر ما أفتخر به

أدّى طوني فاضل دوراً محورياً في التكنولوجيا الاستهلاكية المعاصرة – بصفته أحد المبتكرين الأساسيين لجهاز "آيبود"، وأحد صانعي التغييرات في مجال المنتجات السمعية، وجزءاً من الفريق الذي قام بتصنيع الهاتف الذكي "آيفون" ذي الشعبية الواسعة، ومؤسِّساً مشاركاً في شركة "نست لابز" الرائدة في ثورة "إنترنت الأشياء" (Internet of Things).
وقد باع فاضل أخيرا "نست لابز" إلى "غوغل" بـ3.2 مليارات دولار أميركي. إنه مخترع ومبتكر ورائد أعمال ومستثمر مموِّل يقدّم رأس المال للشركات الناشئة.
عمره لا يتعدّى الـ47 عاماً، وقد استحصل خلال مسيرته في صناعة الأدوات الإلكترونية الاستهلاكية على امتداد عقدَين ونيف، على أكثر من 300 براءة اختراع. نال عام 2012 جائزة "ألفا" (Alva) التي تُمنَح لـ"المخترع التسلسلي العظيم المقبل"، تكريماً له على إنجازاته. وعام 2013، ورد اسم فاضل في قائمة "بيزنس إنسايدر" لأفضل 75 مصمماً في التكنولوجيا، وقائمة "فاست كومباني" للأشخاص المئة الأكثر إبداعاً، وقائمة "سي إن بي سي" لأول 50 شخصاً أو شركة أحدثت ابتكاراتها ثورة في أسلوب عيشنا (CNBC's Top 50 Disruptors).
شارك في تأسيس شركته الأولى عندما كان لا يزال طالباً يتابع تحصيله العلمي لنيل الإجازة في هندسة المعلوماتية في جامعة ميشيغان.
أطلّ طوني فاضل للمرة الأولى في مناسبة عامة في لبنان، خلال مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال لعام 2016 (BDL Accelerate 2016)، الذي استضاف عشرين ألف زائر الأسبوع الماضي. وقال في حديث الى "النهار" إنه من بين كل الإنجازات اللافتة التي حققها، إرثه اللبناني هو من أكثر الأمور التي يفتخر بها.
وأضاف: "من المزايا الإضافية التي تؤمّنها مشاركتي في المؤتمر القدرة على إلهام رواد الأعمال الشباب اللبنانيين، وهذا مصدر سرور كبير بالنسبة إلي".
قال فاضل في كلمة الافتتاح في المؤتمر إنه يشجّع بقوة المبادرين الشباب على التعلم من الآخرين: "عليهم التعلم من أخطاء الآخرين وإنجازاتهم، يجب أن يتعلّموا منهم كيف تمكّنوا من أن يشقّوا طريقهم نحو النجاح".
وقد روى جزءاً من تجربته الشخصية، عندما انتقل من ديترويت إلى كاليفورنيا "مع 400 دولار فقط في جيبي"، وكيف شكّلت هذه الواقعة اختباراً لتفانيه وعزمه على خوض غمار الأعمال، مشيراً إلى أن "جميع رواد الأعمال سيواجهون لحظات صعبة في مرحلة معيّنة. وقد يتبين لاحقاً أنها من اللحظات الأكثر تنويراً التي يتعلم فيها المرء الدروس الأكبر في مسيرته الشخصية".
أضاف: "بدءاً من ابتكار الفكرة الأولية، مروراً بإطلاق المشروع وصولاً إلى التوسع والنمو، يواجه المرء محطات صعبة تضع معدنه الحقيقي على محك الاختبار".
ولفت إلى أن "إحدى المزايا التي لمستها لدى اللبنانيين – بما في ذلك رجال الأعمال الشباب الذين التقيتهم هنا – هي مثابرتهم وقدرتهم على التصدّي للظروف القاسية والمضي قدماً".
راح فاضل، الذي يتميز برأسه الحليق وقامته الرشيقة التي لا شك في أنها من نتائج مواظبته على ممارسة التمارين الرياضية، يلوّح بيدَيه في القاعة للإشارة بكل فخر إلى جميع اللبنانيين المشاركين في المؤتمر.
ثم أشار بإصبعه إلى والده، وإلى شقيقه الشاب الذي يتميز بشعره الأشيب، وقال إنه ينوي الذهاب مع شقيقه لزيارة مسقط العائلة في زحلة – التي تُعرَف بمدينة "النبيذ والشعراء" – وتناول طعام الغداء في أحد المطاعم الشعبية على ضفاف نهر البردوني.
وتابع مبتسماً: "سأتخلّى عن عاداتي النباتية في الأكل في هذه الوجبة فقط"، في إشارة إلى المازة المشرقية الشهيرة التي تتضمن العديد من المقبلات التي تترافق دائماً مع الحمص والتبولة، ومع أطباق رئيسية من اللحوم المشوية مع زيت الزيتون.
في زحلة، على ضفاف نهر البردوني، تتصاعد رائحة المشاوي الشهية من المطاعم الكثيرة المنتشرة في المكان، وكأنها تدعو المارة الى الدخول وتذوٌق الأطباق اللذيذة. حتى الأكثر تمسكاً بعاداته النباتية لا يستطيع مقاومة الرائحة المتصاعدة في المكان. لكن مهما تنوعت الأطباق، يبقى الطبق الأهم على موائد اللبنانيين أواصر الصداقة والأجواء العائلية التي تسود عندما يجتمع اللبنانيون حول مائدة الطعام.
إنها المرة الثانية يزور فاضل لبنان. لعله وجد فيه أيضاً الوطن الذي افتقده.
يروي لـ"النهار" أنه لمس "تحولاً هائلاً ونمواً كبيراً في المنظومة الإيكولوجية التكنولوجية، الأمر الذي يجب أن يشكّل مصدر إلهام لرجال وسيدات الأعمال الشباب في لبنان".
وأشاد فاضل في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر، بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قائلاً: "دعمه القوي للابتكار والشركات المبتدئة في لبنان جعله من أفضل حكّام المصارف المركزية في العالم".
ولفت أيضاً إلى أن الظروف مؤاتية جداً للمنظومة الإيكولوجية التكنولوجية التي باتت تتمتع الآن بالوصول إلى الموارد الأربعة الأهم التي يجب توافرها في أي مشروع في مجال ريادة الأعمال: "الوصول إلى الأسواق، والوصول إلى المواهب، والوصول إلى التكنولوجيا، والوصول إلى التمويل".
وقال فاضل لـ"النهار" إن الاجتهاد الذي تجلّى في مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال "يعبّر جيداً عن نفسه، الطاقة التي ألمسها يستطيع الجميع أن يلمسها".
تابع: "لقد مرّ رواد الأعمال في هذا البلد بتحديات كثيرة – إنها شهادة دائمة على ما يحلو لي أن أسمّيه "الروح اللبنانية".

*المصدر: جريدة النهار

 

*للاطلاع على المزيد عن طوني فاضل اضغط على الرابط التالي:

http://www.jabalnamagazine.com/sections-details.php?id=1690#.WB_gzlzjU0B