Follow us

image

ما علاقة هذا القديس ببلدة كفرصغاب والتيتانيك؟

تحتفل بلدة كفرصغاب في 27 آب بعيد شفيعها القديس «أوتل»، ويُشاع أنها الوحيدة في لبنان والشرق، والثانية بعد إيطاليا التي تحتضن كنيسة على اسم هذا القديس.

علاقة متينة تجمع بين الكفرصغابيين ومار أوتل بعدما حماهم من مرض الطاعون.

تحتفل كفرصغاب بعيد القديس أوتل مرتين: مرة في عيده الرسمي في 3 حزيران، ومرة في 27 آب من كلّ عام كونه حمى البلدة وأهلها من مرض الطاعون في هذا التاريخ.

تقع كفرصغاب في أعالي قضاء زغرتا، لبنان الشمالي، وتشرف على وادي قنوبين، الوادي المقدس. يبلغ إرتفاعها عن سطح البحر 1220 متراً وتبعد عن بيروت 130 كلم. يمكن الوصول إليها عبر جهتين: من الجهة الشرقية عبر بلدة «بان» أولى قرى قضاء بشري ومن الجهة الغربية عبر بلدة إهدن.

مَن يقصد تلك البلدة سيلاحظ مدى جمال الطبيعة التي سكبها الخالق على معظم قرى وبلدات وطن الأرز، فهي مكسوّة بالحقول والجنائن الزراعية الدائمة الإخضرار. تضمّ كفرصغاب عدداً من الكنائس وأهمها كنيسة القديس أوتل التي تأسست سنة 1470، ورُمِّمت عام 1776.

منذ سنوات معدودة تمّ تأهيل ساحة الكنيسة وشهدت بناء قاعة قربها لاستقبال المؤمنين في المناسبات. تغص البلدة في ليلة عيد القديس أوتل ويوم العيد بأبناء البلدة المقيمين والمغتربين، بالاضافة إلى حشد من المؤمنين، من أبناء القرى المحيطة ساحلاً وجبلاً، الذين يزورون الكنيسة كونها الوحيدة في لبنان والشرق على إسم القديس.

قصة كفرصغاب مع مار أَوتِل

يعود أصل القديس أوتل إلى مدينة مجدلون الواقعة في بلاد ليقية في آسيا الصغرى، فقد ولد من أبوين وثنيَّين في القرن السادس لكنه ما لبث أن اهتدى إلى الدين المسيحي. غادر المنزل عندما أراد والداه ان يزوّجاه قاصدَين بذلك جعلَه يجحد الايمان بالمسيح، فتنسّك في أحد أديار القسطنطينية قبل أن يعود إلى بلاده مبشراً الوثنيّين بكلمة الإنجيل.

اجترع الله على يديه معجزات عدّة قبل أن ينهي حياته الدنيوية ناسكاً في البرية. وقبل ختام الحديث عن القديس أوتل لا بدّ من ذكر حادثة «التيتانيك» التي حصلت في نيسان 1912 وما زال الأهالي يتداولون قصتها حتى اليوم.

كان يوجد على متن تلك السفينة 36 شخصاً من كفرصغاب، احدهم ألمّ به مرض، وبعد فحصه تبيّن أنه يعاني من إلتهاب حاد فحذّر القبطان رفاقه بأنه إذا توفي صديقهم نتيجة الألم سيتمّ رميه في البحر لكي لا تُصيب العدوى الركاب، فحار الكفرصغابيون وصلّوا بحرارة لقديس بلدتهم مار أوتل، وما إن وصلوا إلى أحد الموانئ حتى أمر القبطان بإنزال المريض وإبقائه على المرفأ ريثما تتمّ معالجته، فقرّر عندها رفاقه البقاء معه.

بذلك يكون القديس أوتل قد حمى أبناء البلدة الشمالية من إكمال رحلة الموت، كون السفينة قد ضربت بجبل الثلج لاحقاً ودُمِّرت وقضى عدد كبير من ركابها.

"الكفرصغابي" المريض شُفي لاحقاً، فأضحى القديس أوتل بتلك الأعجوبة شفيع المهاجرين والمسافرين، صورته محمولة ومحفورة في قلب وفكر كلّ مَن يعتلي طائرة أو باخرة أو قطار أو سيارة لأنه رفيقهم الدائم.

 

المصدر: الجمهورية