Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • زحلة في القرن التاسع عشر: ماذا تعرفون عن علمها الأخضر والأحمر؟ وماذا عن “جمهورية زحلة”؟
image

زحلة في القرن التاسع عشر: ماذا تعرفون عن علمها الأخضر والأحمر؟ وماذا عن “جمهورية زحلة”؟

زحلة هي إحدى المدن اللبنانية من مدن قضاء زحلة في محافظة البقاع. وهي مركز القضاء. تسمى بعروس البقاع. أسست عام 1711 واستطاعت أن تنشيء أول جمهورية في الشرق بين عامي 1825 و1858. تعتبر همزة وصل تجارة بين بيروت، دمشق، بغداد والموصل، خصوصاً بعد إقامة الخط الحديدي عام 1885. تشتهر بواديها الذي يجري فيه نهر البردوني وبمطاعمها المتناثرة على ضفافه.
زحلة هي المدينة الأحدث عهداً بين معظم مدن لبنان. ولُقبت بـ”عاصمة الكثلكة في الشرق” وبـ”مدينة الكنائس”؛ فهي تحتوي حوالي 50 كنيسة، وتعتبر أكبر مدينة مسيحية في الشرق وتتنافس في هذا الموقع مع مدينة جونية اللبنانية أيضاً والتي تسكنها أغلبية مارونية. وتعتبر زحلة ثالث أكبر مدينة لبنانيّة من حيث عدد السكان.

زحلة هي أوّل جمهوريـة ديموقراطيـة في الشـرق وكان لها علمها الخاص، فما هي مواصفته:
العلـم ذو لونيـن أحمـر وأخضـر، تعلـو ساريتـه حربـة وعلـى رأس الحربـة الصليـب.

يقـع الأحمـر فيـه من جهـة الساريـة ومن ثـم الأخضـر اي ان الأخضـر معلـق بالأحمـر. كمـا ان الأخضـر يسـاوي الأحمـر.

رمـوزه:
الأحمـر: يرمـز الى دمـاء الشهـداء الأبـرار.

الأخضـر: يرمـز الى الحيـاة والبقـاء والخلـود.

الصليـب على رأس حربـة الساريـة: يرمـز الى النصـر والسـلام والحريـة (زحـلة دار السـلام ).

الأخضـر معلـق بالأحمـر: وهـذا يعنـي ان بقاءنـا وسبـب وجودنـا مرتبـط ومعلـق بالشهـادة والتضحيـة.

ميـزات العلـم:
يتميـز بأنـه علـم أول جمهوريـة ديموقراطيـة في الشـرق (1857م -1859م).

يتميـز أيضـاً بأنـه علـم مدينـة زحلـة وليـس علـم حـزب أو فئـة (كمـا كانـت الأعـلام في القرنيـن الثامـن والتاسـع عشـر كلهـا لأحـزاب أو فئـات أو عائـلات … مثـلاً: علـم الحـزب القيسـي…) إن زحلـة هي المدينـة الوحيـدة في الشـرق التـي لديهـا علـم خـاص بهـا.

العلـم الزحلـي القديـم، محفـوظ لـدى عائلـة الدكتـور ميشـال يوسـف جحـا في دارة آل جحـا التاريخيـة – زحلـة، لقـد ورثـوه عن أجدادهـم الزحلييـن محتفظيـن بـه طـوال هـذه السنيـن.

أبـرز المواقـع التي بـرز فيهـا “علـم زحلـة” في القرنيـن الثامـن والتاسـع عشـر:
كـان “علـم زحلـة” دائمـاً بـارزاً ومرفوعـاً في معظـم المعـارك التـي خاضهـا الزحالنـة في حروبهـم، ذوداً عن مدينتهـم ودفاعـاً عن كرامتهـم ووجودهـم مؤازرتهـم لحلفائهـم. نذكـر منهـا :
حادثـة “الجرمـق” أو “الزهرانـي” في بـلاد شقيـف في وادي الجرمـق قـرب الزهرانـي سنـة 1770م ؛ مـرورا بمواقـع “المـزة ” في سوريـا سنـة 1820م ، “سانـور” في فلسطيـن سنـة 1830م ، و”جسـر السـن” سنـة 1834م ، و “عاليـه وبعبـدا” سنـة 1841م ، وموقعـة “العريـان” الشهيـرة سنـة 1841م ،” كفرسلـوان وقرنايـل ” سنـة 1845م ، “بريتـان” سنـة 1855م، والمواقـع الآتية في العام 1860: ضهـر البيـدر، كفرسلـوان مـرة أخـرى، “معركـة السهـل ”، ” الفـرزل وبساتيـن الكـرك”، و” كسـارة ”.. الى مؤامـرة الهجـوم على زحلـة لإسقـاط الحالـة الديموقراطيـة والنزعـة الإستقلاليـة والحكـم الذاتـي فيهـا، في المعركـة الشهيـرة التـي أدت الى “حريـق زحلـة ” في العام نفسه 1860، ولكنهـا والحمـد للـه لم تسقـط .
وبقـي “علـم زحلـة” مرفوعـاً وخفاقـاً يرفـرف على المتاريـس الثـلاثة الباقيـة تقـاوم (متـراس بيـت العـن والبيـادر والزلزلـة) في مـار ميخائيـل ومـار جرجـس والتـي بقيـت صامـدة محصنـة وأبـت ان تستسلـم او أن تهـرب إيمانـاً منهـا باللـه وبوجوديـة وبقـاء زحلـة، فلـم يقـو الأعـداء على أخذهـا ولـم تطأهـا رجـل غاصبـة.

وهناك حادثتان أو موقعتان ملفتتان متعلقتان بـ“علـم زحلـة ” والـذي هـو العلـم اللبنانـي الوحيـد الـذي حمـل الى خـارج لبنـان.
فـي هاتيـن الموقعتيـن يظهـر بوضـوح ليـس فقـط تبيـان قـوة وبـأس الشبـاب الزحلـي حيـث استطـاع ان يصنـع نصـراً باهـراً، بـل أكثـر من ذلـك هـو إثبـات عمـق الفكـر الإستراتيجـي في نظريـة “الحـروب الوقائيـة” التي اتبعهـا الزحالنـة حفاظـاً على وجودهـم بحيـث آمنـوا بـأن عدوهـم أو الطامـع بهـم يجـب ان يقهـروه في أرضـه قبـل أن يأتـي إليهـم.
من هنـا جـاءت رغبتهـم وقبولهـم في خـوض تلـك المعـارك ومشاركتهـم فيهـا.

- الحادثـة الأولـى: موقعـة “المـزة” في دمشـق.

في 14 أيـار سنـة 1820م قـام الأميـر بشيـر مع ألفـي جنـدي وبمـؤازرة الزحلييـن بمهاجمـة “قلعـة المـزة” في سوريـا وإلحـاق الهزيمـة بهـا.
ويقـول “تاريـخ زحلـة” للمـؤرخ عيسـى اسكنـدر المعلـوف، “كـان يوسـف سكـاف والحـاج نصـر من حملـة الأعـلام اللبنانيـة الزحليـة فتقدمـا حتـى القلعـة، وكـان فيهـا عسكـر فوضعـا سُلمـاً على سطحهـا وصعـد يوسـف السكـاف عليـه ونصـب علمـه فوقهـا فكـان النصـر للزحلييـن باهـرا”.
وعلى أثـر هذه المعركـة رفـع اول علـم لبنانـي زحلـي خـارج لبنـان . وكـان من الألاوز (نـوع من الحريـر – صنـع زحلـة) ذا لونيـن أحمـر وأخضـر تعلـوه حربـة وعلى رأسهـا صليـب.

- الحادثـة الثانيـة: موقعـة “سانـور” – عكـا، فلسطيـن.

في 3 كانـون الثانـي سنـة 1830م استصـرخ عبـد اللـه باشـا وزيـر عكـا، الأميـر بشيـر الشهابـي مساعدتـه لقمـع تمـرد النابلسييـن الذيـن اعتصمـوا في “قلعـة سانـور” والتـي كانـت حصينـة الموقـع منيعـة الجوانـب .
كـان زعيـم العصـاة أسعـد بـك طوقـان والشيـخ قاسـم أحمـد الجـرار اللذيـن أوشكـا على جعـل عبـد اللـه باشـا ان يفـك الحصـار عن الحصـن مخـزولا لـولا تدخـل الأميـر بشيـر بمـؤازرة الزحلييـن لـه بمئتـي مقاتـل كانـت نفقتهـم على حسابهـم الخـاص، اذ لـم يقبلـوا كغيرهـم نفقـات الأميـر الحاكـم، فقـام الزحالنـة باقتحـام القلعـة، وكـان منهـم الشيـخ خليـل جحـا وطنـوس الطبـاع اللذيـن تمكنـا من التسلـل الى القلعـة ليـلاً أثنـاء الحصـار وقتـلا احمـد الجـرار ورفعـوا “العلـم الزحلـي” فـوق “القلعـة” الحصينـة. وبعـد هـذه المعركـة ذاع اسـم الزحلييـن
.


*المصدر: Aletia