Follow us

image

تاج فاليري وكرسي بعبدا... وقوس قزح! - بقلم: فاديا سمعان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

... وهكذا، انتخبت فاليري أبو شقرا ملكة جمال لبنان للعام 2015.

لا يختلف إثنان على تمتع الملكة بجمال أخاذ، حتى ولو تحزب كثيرون لصالح متباريات أخريات، كما في أي مسابقة جمالية تجري في لبنان أوخارجه.

ولا يختلف إثنان – كذلك – على التنبه والإشارة إلى أننا تمكنا من انتخاب ملكة جمال، بالوقت والشكل المناسبين، فيما لا نزال نتخبط منذ أكثر من عام في مقاربتنا لموضوع انتخاب رئيس للجمهورية... ولكن، أن تمتلىء مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات على انتخاب الملكة لتقول: "عيب أن ننتخب ملكة جمال قبل أن ننتخب رئيساً"! فهذا كلام لا معنى له. وما علاقة هذا بذاك؟

هذه مسابقة جمالية نتابعها على الشاشة لحظة حدوثها، نفرح لفرح الملكة ونحزن لحزن المتباريات اللواتي لم يحالفهن الحظ... ثم ننصرف لحياتنا وأعمالنا ومشاكلنا وهمومنا التي لا تنتهي.

أما السباق الرئاسي... عفواً الاستحقاق الرئاسي (فهو لم ولن يصل يوماً في لبنان إلى حد وصفه بالسباق لما لهذا الوصف من معنى حضاري!)، فهو استحقاق للتاريخ. إذ أننا بانتخاب الرئيس نرسم خطوطاً للمستقبل من شأنها التأثير في حياتنا السياسية وفي مسيرة تطور (أو تراجع) بلدنا.

لا سبيل للمقارنة بين الإثنين... فهذا موقع فخري وذاك موقع مصيري! هذا تاج جمالي وذاك كرسي مسؤولية! هذا تتحدد مواصفاته بالقياسات الجمالية وذاك تتحدد مواصفاته قياساً لاتجاهات السياسة العالمية! وأهم فارق بين الإثنين هو أن الجمال لا ينتظر نواب لبنان وسياسييه لكي يتدخلوا فيه ويختلفوا عليه فيحولوا الجمال فيه إلى قباحة!

لا مشكلة في انتخاب ملكة جمال في الوقت الضائع بلا رئيس.. وقبل إيجاد حلّ لمشكلة النفايات.. وحتى في ظل التعثر الحكومي والتخبط النيابي والاحتجاج الشعبي وكل ما يعيشه لبنان اليوم! ألا نفرح عندما نرى قوس قزح في سماء ملبدة بالغيوم؟ أم نقول لقوس قزح: "اختف ولا تعد إلا في سماء صافية"؟

كفانا سوداوية! فلننظر إلى قوس قزح ونتأمل خيراً!