Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • فوضى الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو تحتجز اللبنانيين هناك في بيوتهم وتقفل مؤسساتهم
image

فوضى الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو تحتجز اللبنانيين هناك في بيوتهم وتقفل مؤسساتهم

يعيش 1200 لبناني في بوركينا فاسو الأفريقية التي تسودها منذ الأربعاء حال من الفوضى إثر الانقلاب العسكري الذي تسلم بنتيجته الحرسُ الرئاسي زمامَ الحكم في البلاد، بعدما اقتحم جنودٌ من هذا الحرس اجتماعاً للحكومة وأحتجزوا الرئيس ميشيل كفاندو وجميع أعضاء الحكومة بمن فيهم رئيسها.

وصدر قرار لحظر التجول اعتباراً من الساعة السابعة مساءً ولغاية السادسة صباحاً، كما تم إقفال الحدود والمطارات، وتعيش البلاد حالاً من الفوضى وقطع الطرقات احتجاجاً على ما آلت اليه الأمور.

الانقلاب العسكري لم يؤثرعلى أفراد الجالية اللبنانية الذين مكثوا في منازلهم وأقفلوا مؤسساتهم التجارية. وانتشرت وحدات الجيش في العاصمة وغاغو ومناطق اخرى. ويقطن 95 في المئة من اللبنانيين هناك في العاصمة ولا يتعاطون الشأن السياسي، "وهم يتفرغون لأعمالهم".بحسب ما نقلت جريدة "النهار" عن القنصل الفخري في بوركينا فاسو جوزف الحاج الذي فتح خطاً ساخناً مع المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية هيثم جمعة ووضعه في كل التفاصيل والتطورات التي استجدت في الساعات الاخيرة.

وأوضح جمعة ان "الجالية بخير ولا تضييق عليها من أي جهة. ومديرية المغتربين على تواصل مع القنصل الحاج وأركان الجالية استعداداً لمواجهة أي طارئ".

من جهته، ردد الحاج الكلام نفسه، وقال: "لا دخل للبنانيين بالانقلاب الذي نفذه العسكر. ولم تنقطع الاتصالات بين افراد الجالية وعائلاتهم في لبنان، لأن وسائل الاتصال لم تنقطع. ونحن من جهتنا في القنصلية على اتصال مباشر ومفتوح من خلال الهواتف الخلوية ومتابعة اي جديد. لا داعي للقلق في لبنان. ونقوم بالواجبات المطلوبة منا".

وعلى رغم الذعر الذي أصابهم، يبدو أن اللبنانيين في بوركينا فاسو يجدون أن الأحداث التي تجري في لبنان أشدّ عنفاً وخوفاً من تلك التي قد تحصل في افريقيا.

ويتحدث الحاج أحمد مروّة عن تخوفه من الوضع السائد، لاسيما انه رب عائلة مؤلفة من زوجة وابنة تبلغ من العمر 8 سنوات، ويقول أنهم لم يتعرّضوا لأي مضايقات حتى الآن، وأن الجالية اللبنانية المؤلفة من 1200 شخصاً في البوركينا، تتواصل مع القنصل باستمرار. وقد وصلت اللبنانيين رسائل نصية على هواتفهم تشرح لهم دقة الوضع الذي يحيط فيهم في البلاد وتنصحهم بعدم التجوّل.

ويضيف مروّة أنه عندما تحصل أحداث مماثلة في أفريقيا، تتأثر المؤسسات التجارية التي يتواجد فيها العديد من اللبنانيين. ويشرح مروة، وهو صاحب معمل أنابيب وقساطل على أنواعها، أن فتح معمله مسؤولية كبيرة في ظروف مماثلة، مؤكداً ان "علينا ان نتقيّد بالقوانين التي يفرضها هذا البلد". وفي وصف للمشهد منذ ليل الأربعاء حتى اليوم، يقول مروّة الذي يعيش على بعد 15 كلم عن القصر الجمهوري، أنّ "الجيش يمنع التجمّعات في الأماكن القريبة من القصر، إلاّ أن معظم الناس في البوركينا معتادون على التنقّل بالدراجات النارية".

وعلى الرغم مما يجري هناك، يؤكد مروة أن لا نية لديه بمغادرة البلاد والعودة إلى لبنان، ويقول: "لدينا تجارب كثيرة في البوركينا ولكننا نشعر بالأمان هنا أكثر من بيروت. وطريقة التعامل مع الناس أجمل... في بيروت الناس يُقتلون على الطرق ويُضرب المتظاهرون في الشوارع..."

ويضيف: "عملنا هنا باب رزقنا الوحيد وليس لدينا حلٌ آخر. في 24 كانون الأول 1998، تعرّضنا للسرقة في البوركينا، وهو أمر يتعرّض له اللبناني باستمرار، لأنه معروف بانخراطه في الأعمال التجارية والاستثمارات". وتساءل: "إذا رجعنا مين بدو يطلّع فينا؟"

من جهته، نقل رئيس بلدية عينطورة المقيم في بوركينا فاسو جورج الحاج أنه لا يزال يعيش في مرحلة تخوّف، متمنياً ألاّ تتطور الأمور للأسوأ. ورداً على سؤال عما إذا كان يرغب بالمجيء إلى لبنان هرباً من الوضع هناك، يقول أنه يتردّد إلى بلده باستمرار كونه رئيس بلدية ولديه أعمال يجب أن ينهيها في لبنان.

أما ابنته البالغة من العمر 8 سنوات، فتسأله عما يجري منذ سماعها أصوات إطلاق النار والضجة التي لم تعتد عليها من قبل.

*المصادر: النهار - جبلنا ماغازين - ووكالات