Follow us


عن فرنسا التي لا تحبونها! –بقلم: عبدالله خلف

كتب عبدالله خلف، منسق تيار المستقبل في فرنسا:

خمسون دعوى قضائية ضد صحيفة "شارلي ايبدو" منذ التسعينات، من منظمات إسلامية ومسيحية ورجال سياسية وإعلام وأعمال، ربحت بعضها وخسرت بعضها الآخر. هكذا اكتسبت شهرتها، وهكذا عرفت كيف تستمر ولو بالحد الأدنى بعد تدني عدد قرائها ومواردها في الفترة الأخيرة...

هذه الصحيفة فرنسية خاضعة للقانون الفرنسي، في أرض فرنسية، يعيش عليها من المسلمين أكثر من عددهم في بعض البلدان الإسلامية، ويرتاد مساجدها مصلون أكثر من أولئك الذين يرتادون المساجد في بعض دولنا، وفيها من الأئمة ورجال الدين والعلم المسلمين والعالمين بإمور دينهم ودنياهم أكثر من العديد من البلدان العربية والإسلامية، وعندما أساءت هذه الصحيفة للنبي الكريم لم يُصدر علماء فرنسا الأجلاء فتاوى قتل، لكن ذهبوا إلى القضاء!

في فرنسا معظم المسلمين يعرفون حقوقهم وواجباتهم يعيشون بسلام ويحاولون بناء مستقبل وحياة لأولادهم لم توفرها لهم بلادهم.
في فرنسا مجلس نيابي ومجلس شيوخ صوّتا مع الاعتراف بدولة فلسطين وشعب تظاهر بمئات الألف عند كل محنة لنصرة غزة وشعب فلسطين!

وفي فرنسا دولة ساندت مطالب شعب سوريا في الحرية والكرامة واعترفت بمعارضتها وطردت سفير نظامها وهذا ما لم تفعله دول اسلامية عدة
في فرنسا شعب ساند غزة وتظاهر بمئات الآلاف عند كل اعتداء عليها، 
في فرنسا الكثير من الفرنسيين يناصرون للقضايا العربية اكثر من بلاد العرب والمسلمين!

مسلمو فرنسا متمسكون بدينهم وبنبيهم أكثر مما تتصورون ويعرفون كيف يدافعون عن معتقداتهم بالحق وبقوة القانون ويرفضون القتل والإرهاب
في فرنسا تقاليد وأعراف وقوانين وحرية وإخاء ومساواة.
في فرنسا حرية المعتقد واحترام الإنسان
في فرنسا لا يقتل الاطفال ولا تُغتصب النساء... ولا تُستعبد اليد العاملة الأجنبية كما في بلاد العرب والمسلمين!

صحيح أن في فرنسا حركات عنصرية، ولكن باقي مكونات الشعب الحزبية والسياسية والفكرية الفرنسية تحاربها.
وصحيح أيضاً أن في فرنسا بعض المعادين للإسلام وللعرب ولقضاياهم، ولكن في هذا البلد قانون وحق!

وفي فرنسا سلام وأمن وعمل ومدارس وجامعات ومستشفيات. وفيها، تُحفظ كرامة الإنسان.

في الأيام الأخيرة، خلال حملة التضامن مع فرنسا واستنكار الجريمة الإرهابية بحق صحفيين ورجال أمن بينهم مسلمون، سمعنا وقرأنا انتقادات عديدة ومن كل حدب وصوب تسأل: "لماذا لا يتضامنون بهذه القوة مع قضايانا؟ ولماذا يتضامنون مع صحيفة أساءت للنبي الكريم؟" ونحن نقول "لو كنتم صرفتم هذا الجهد الكبير الذي تبذلونه للإنتقاد وللتشهير بالآخرين لكنتم أنتم حررتم كل شعوب العالم من الظلم والإستبداد! وفي بعض دول العرب والمسلمين صحف ووسائل إعلام كثيرة تدعو للفتنة وللقتل وللعنصرية؛ فأين أنتم منها ومن أعمالها؟"

(عن موقع: الرومي)

*تجدر الإشارة إلى أن موقع "جبلنا ماغازين" لا يتبنى المواقف والمعلومات الواردة في المقالات التي ينشرها. وهي بالتالي لا تعبر عن موقف الموقع أو سياسته، بل عن رأي كتاب المقالات أنفسهم.