لبكي: لهذه الأسباب ستعود المناصفة المسيحية - الإسلامية ديموغرافياً في لبنان
تحت عنوان "بالأرقام: 47% مسيحيون و53% مسلمون"، نشر موقع "ليبانون 24" الآتي:
تبلغ نسبة المسيحيين في لبنان سنة 2015 الـ 47 في المئة! قد تكون هذه النّسبة صادمة للبعض، خصوصا أنّ المتداول سياسياً أو في الصالونات اللبنانية يشير الى أن نسبة هؤلاء لا تتعدّى الـ35 في المئة.
يكمن الحديث عن هذا الموضوع السكّاني بسبب إحصاءات حديثة أعدّها الباحث في الشؤون الديموغرافية والإغترابية الدكتور بطرس لبكي، وهو صاحب مؤلّفات عدّة في هذا الشأن، مستندا الى تحليل دراسات للتسويق تنجزها شركات متخصصة في مراحل عدّة من السّنة.
لكنّ هذه الزيادة في عدد هؤلاء ليست إلا بسبب تزايد هجرة المسلمين اللبنانيين التي تكثّفت في الآونة الأخيرة. ويقول الدّكتور لبكي لـ"لبنان24" تبعاً لأرقام الدراسة التي أعدّها أخيرا:" ليس المسيحيون أقلية كما يقال، فهم كانوا يشكّلون 44 في المئة من السّكان المقيمين، بينما كان المسلمون يشكلون 56 في المئة من اللبنانيين المقيمين مع حسبان الفلسطينيين في خارج المخيّمات والسوريين المقيمين. وهذه الأرقام تعود الى عام 1995. أمّا الآن فمع الهجرة الإسلامية الكثيفة والتقارب في نسب التوالد بين الطوائف، فمن المرجح أن تكون نسب السكّان اللبنانيين بين مسيحيين ومسلمين قد تقاربت أكثر: أي 47 في المئة للمسيحيين و53 في المئة للمسلمين".
وتظهر جداول إحصائية أعدّها الدكتور لبكي أنّ "هنالك تراجعاً في عدد المهاجرين المسيحيين منذ عام 2003، بل منذ عام 1999، بعكس ما يروّج له، وأكثريّة هذه الهجرة تتوجّه الى بلدان الخليج لأنّ أكثرية هذه البلدان لم تصب بأزمات إقتصاديّة متتالية، على عكس البلدان الأخرى التي يقصدها المهاجر اللبناني وخصوصا في أوروبا والأميركيّتين وأوستراليا، ومن المعروف أنّ المهاجر الى الخليج يعود إجمالا الى لبنان".
أما أسباب زيادة هجرة المسلمين اللبنانيين فيفنّدها الدكتور لبكي كالآتي:
إرتفاع مستوى التعليم لدى الطوائف الإسلاميّة، إرتفاع نسبة معرفة اللغات الأجنبية ما يشجّع على السفر وفتح آفاق جديدة، وجود شبكة من الأهل والأقارب وأبناء القرى المسلمة في الإغتراب مما يشجع بقية أفراد العائلات على الإلتحاق بهم، تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية في المناطق الإسلامية في ثمانينينات وتسعينيات القرن الفائت ومطلع القرن الحادي والعشرين، خصوصا في مدن رئيسية مثل طرابلس وفي عكار وفي الجنوب الذي كان محتلا بين عامي (1978 و2000) مما زاد من نسب البطالة في هذه المناطق وشجّع أبناءها على الإغتراب، إنخفاض الولادات لدى المسلمين من 7 أولاد في خمسينيات القرن الفائت الى ولدين أو ولد واحد حالياً، ومن أسباب تدنّي نسبة الأولاد زيادة نسبة التعليم لدى المرأة في الطوائف الإسلامية، الهجرة الى المدن وترك الزراعة التي كانت أيضاً أحد حوافز إنجاب الأولاد بكثرة، ثم الإنتقال الى العمل المأجور في المدن حيث السّكن متعثّر والضغوط المعيشيّة أكثر بكثير".
بعد هذا العرض يخلص الدكتور لبكي في حديثه الى "لبنان24" الى أنّ "النتيجة الديموغرافية لهذه العوامل كلّها إذا استمرّت على حالها سوف تؤدي الى وجود مناصفة في أعداد المسلمين والمسيحيين اللبنانيين، وهذا ما يفسّر قبول القيادات المسلمة في لبنان أخيرا بعمليّة تصويت المهاجرين في السفارات والقنصليات لأن الهجرة الحديثة هي إسلامية الطابع".