هل يشهد لبنان رئيس جمهورية بعد الاتفاق الأميركي - الإيراني؟
مقال "محمد نمر" في جريدة النهار
أبرمت أميركا وإيران "اتفاق الإطار
التاريخي" حول الملف النووي في لوزان... فأين رئاسة الجمهورية في لبنان؟
الاجابة على هذا التساؤل "اللبناني البريء" غير متوافرة حالياً، ربما
لأن الملف صناعة محلية لا علاقة له بالتسويات الخارجية، أو أن الاتفاق لم ينضج بعد
إلى مرحلة "التسويات والصفقات وتوزيع الحصص" ولا يزال الجميع ينتظر، او
قد تدفع "السخرية" البعض إلى الخشية من ربطه بملف "مفاوضات السلام".
قراءة الخريطة السياسية وارتدادات الاتفاق
على المنطقة وخصوصاً لبنان، لا تزال صعبة، خصوصاً ان الطرفين هلّلا لهذا الإنجاز،
وأفرطت إيران في ذلك على قاعدة "اميركا هي من ركعت لنا". وفي لبنان لا
تزال الامور غامضة بين حوار وصل إلى الجلسة التاسعة بين "حزب الله"
و"تيار المستقبل"... وحوار لم يفضِ بعد إلى لقاء يجمع رئيس "القوات
اللبنانية" سمير جعجع برئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون.
إلى مزيد
من التأزم
نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي
على يقين أن "الأشهر الثلاثة القادمة لن تشهد حلحلة في الملف الرئاسي"،
فهو يرى عكس ذلك "إذ ستشهد المزيد من الحماوة على مستوى المنطقة
برمّتها"، ويستبعد اي إمكانية "حلحلة في المستبقل المنظور لأن الأزمة
اليمنية أيضاً خلقت حاجزأ أمام إمكانية تمدّد الاتفاق الايراني الاميركي
بإيجابياته على مستوى انتخابات الرئاسة اللبنانية".
يعتمد كثيرون على مصطلح "حلحلة"
في الملف بعد الاتفاق، فهل يعني ذلك أن إيران ستضغط من اجل رئيس توافقي؟ يجيب
الفرزلي: "المراهنة على أن إيران ستضغط على "حزب الله" لفك ارتباطه
مع عون وتتركه وحيداً في الساحة، هي ليست في موقعها الطبيعي"، وأضاف:
"الحلحلة تعني ان يذهب الجميع في اتجاه التوافق الذي يؤدي الى إنتاج رئيس
يأخذ في الاعتبار الشعارات المطروحة لجهة مطالب المسيحيين في البلد"، مشدّداً
على أنه "لن تكون هناك، بأي شكل من الاشكال، موافقة على أي صيغة حلحلة تقوم
على قاعدة قبول بالرئاسة ضد مبدأ إنتاج رئاسي يأخذ بالاعتبار إرادة المسيحيين أو
اعادة انتاج دورهم تحت سقف الدستور... وإلا ستطرح الامور بكاملها على النقاش".
ويوضح: "الحلحلة تعني مجيء المسيحيين
جميعًا وفي مقدمتهم الدكتور جعجع للتسليم بتوافق مع ميشال عون، وإلا لا رئاسة
جمهورية، والأمر لا يعني إيصال الجنرال شخصياً، بل هي عملية تثبت فكرة إعادة إنتاج
علاقة تشاركية صحيحة".
ارتياح إيراني
لا تزال ارتدادات الاتفاق ضبابية بالنسبة
إلى "تيار المستقبل"، إذ يقول عضو الكتلة النائب عمار حوري
لـ"النهار": "انه إطار اتفاق وليس لدينا تفاصيله ونأمل ان ينعكس
على المنطقة بأكملها في الشرق الاوسط لناحية الاستقرار والامن"، فهو يعتبر
أنه "من المبكر الحكم على الاتفاق لأن كل فريق هلّل بأنه انتصر بالاتفاق،
سواء الغربي او الايراني".
ورغم ذلك يعتبر حوري أن انعكاس الاتفاق على
لبنان "يرتبط بإيران التي سترى اذا كان وضعها مرتاحاً، وتقرر حينها إذا كانت
ستفرج عن ملف رئاسة الجمهورية أم لا". لنصل بالنتيجة إلى "حلحلة"
تعني بالنسبة إلى حوري أن "يتصرف حزب الله لإيجاد حلحلة تتّجه نحو رئيس
توافقي".
الحوار بين إيران والسعودية
ولا يخفي عضو كتلة "التيار الوطني
الحر" النائب الان عون "وجود مفاعيل للاتفاق على كل المنطقة، وأنه سيخلق
ديناميات جديدة"، يتمنّى أن "تكون دينامية حوار وتؤدي إلى حلحلة الملفات
من ضمنها اللبناني"، لكنه على يقين أن "المسار ليس بقصير المدى أو السريع،
فنحن نتحدث عن تحول في المنطقة وتغييرها وعلينا ان نراقب ارتدادات وتفاعلات
الاتفاق في ما يخصّ الملفات الاخرى، إضافة إلى الحوار بين ايران والسعودية، فهذا
موضوع يؤثر جداً على الوضع في المنطقة، خصوصا لبنان".
"نتمنّى أن تكون
تداعيات الاتفاق إيجابية، وان تنتقل من مرحلة الحوار الايجابي إلى النتائج"
وفق عون الذي يختم: "الملفات الاخرى غير النووي هي ستحدّد سرعة التطورات".
... الأسماء لا تعود لها أهمية
أما "القوات" اللبنانية فهي ترى
أن الاستحقاق محلّي وحلحلته تبدأ من الداخل، إذ يقول عضو كتلة "القوات"
النائب فادي كرم أنه "رغم ارادة بعض الأفرقاء، خصوصًا "حزب الله"،
وضع الملفات اللبنانية بيد المفاوض الايراني للاستفادة منها في مفاوضاته
واستراتيجياته، فإن ملف الرئاسة رهن الافرقاء اللبنانيين، وهم المؤثرين الاساسيين،
ومهما حصل من تسويات في الخارج فإن اللبناني قادر أن يحلّ كل الملفات".
كرم ليس متفائلاً "بأنه سيكون هناك
رئيس، خصوصاً أن فريق 8 آذار المعطل لم يقتنع بعد بلبننة هذا الملف، ولا زال بيد
"حزب الله" الذي يعطّله ونحن مصرّون أن نقنعهم بأن لا تحل إلا بيننا
وبينهم، إما بطريقة التفاهم أو الديموقراطية الطبيعية".
ماذا عن الحوار مع "الوطني
الحر"، هل سينتج رئيس جمهورية؟ والحوار؟ يجيب: "انه يقطع أشواطًا
بتفاهمات سياسية والاتكال عليه بأن يقرب النظرة السياسية إلى المشاكل والملفات
الوطنية الكبيرة، وربما هذه التفاهمات تؤدي إلى التفاهم على الرئاسة"، موضحاً
أن "التفاهم السياسي يكون بالنظر إلى الدور السياسي ودور رئيس الجمهورية
ولبنان في الوضع المتفجر في المنطقة وإذا تم تفاهم سياسي فالاسماء لا تعود لها
أهمية".