إلى متى سينتظر الجيش التجهيزات العسكرية الموعودة؟
كتبت ألين فرح في "النهار":
ثمة أسئلة كثيرة عن أسباب معركة جرود رأس
بعلبك الأخيرة التي سقط بنتيجتها 8 شهداء للجيش اللبناني، وعن أسباب الهجوم الذي
شنته المجموعات الارهابية على موقع تلة الحمرا، لكن النتيجة واحدة: مزيد من
الشهداء والجرحى والتضحيات... والغضب من عدم دعم الجيش الا بالكلام.
هل يمكن ربط هذا الهجوم بسقوط الخلايا
الارهابية بيد الجيش اللبناني التي كانت تنوي القيام بعمليات انتحارية وأمنية
تخريبية، فكشف سيارات مفخخة كانوا يحاولون ادخالها الى لبنان؟ او بسبب تشديد الجيش
احكامه على المنطقة وعدم السماح للمسلحين الإرهابيين بوصول الإمدادات اليهم، علماً
ان محاولات المسلحين التسلل من جرود عرسال الى السلسلة الشرقية متكررة، والجيش
يتصدى لها باستمرار، فتعتبر في اللغة العسكرية تلة الحمرا استراتيجية للارهابيين
وتشكّل ممراً آمناً لهم؟ أو هو رد على تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي المواقع
العسكرية في عرسال، مؤكداً على مواجهة الجيش الارهاب واستئصاله... تكثر الاسئلة
لكن الأهم بينها: إلى متى سينتظر الجيش تسليحه ووصول التجهيزات العسكرية الموعودة،
وهو يدفع الاثمان والتضحيات الكثيرة دفاعاً عن الوطن؟
معركة الجيش مع الإرهابيين بدأت عملياً في
2 آب الماضي، واستشهد وجرح عدد لا بأس من أبناء المؤسسة الوطنية وما زال، كما خطفت
المجموعات الارهابية آخرين وخطف الوطن معهم. والمعركة لم تستكمل لأسباب عدة، وبقي
المحور الممتد من جرود عرسال الى جرود القاع ساحة مفتوحة... في انتظار وصول
المساعدات العسكرية للجيش، وتنفيذ وعود الهبات التي أقرّت. الجيش الآن بأمسّ
الحاجة الى هذا السلاح، اذ ان المواجهات أصبحت متكررة بين الجيش والمجموعات
الارهابية، وخصوصاً انه أقفل جدياً معظم خطوط الامداد الى المسلحين، كشف سيارتين
مفخختين في أسبوع واحد، ويصدّ تحركاتهم باستمرار.
ثمة اجماع كلامي بدعم الجيش من كل الأطراف
السياسية واستنكارات واسعة لما تتعرض له المؤسسة العسكرية، لكن أين الجهود
والتحركات السياسية الفعلية لتسريع تسليح الجيش؟ ولماذا التأخير في تنفيذ الوعود؟
مصدر وزاري أكد لـ"النهار" ان
الجيش طلب السلاح والأعتدة التي يريدها وفي حاجة اليها وأبلغها الى الدول المعنية
وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وبريطانيا وايطاليا والمانيا وفرنسا
(بالنسبة الى هبة 3 مليارات). لكن كل سلاح جديد في حاجة الى وقت ليصل، "لكن
يمكن لهذه الدول اذا كانت فعلاً حريصة على تسريع تسليح الجيش ان ترسل له من العتاد
الجديد الموجود لديها، وخصوصاً ان كل دولة لديها خطط طوارىء ويمكنها ان تعطي الجيش
من مخزونها الاحتياطي، وخصوصاً في ظل الاوضاع التي يعيشها الجيش ويسقط له شهداء
وجرحى".
ويؤكد المصدر الوزاري ان خطة تسليح الجيش
تسير بوتيرة طبيعية، "وكما قلت سابقاً يمكن تسريعها أكثر، اذ ان الاجتماعات
عقدت والعماد جان قهوجي أعطى كل اللوائح المطلوبة، والاتصالات أعطت نتيجة، وقريباً
سيبدأ وصول السلاح، لكن هذه أمور لا يجوز التوسع بها في الاعلام، لأنها قضايا
أمنية وعسكرية وأمور تعتبر من أسرار الدولة"، مع تفهّم للغضب الشعبي والحزن الكبير
على التاخر في التسليح وعلى تضحيات الجيش الكبيرة.