Follow us


الجمعة والأحد اللبنانيون في الانتشار ينتخبون في أماكن وجودهم للمرة الأولى

ليست مجرّد صناديق اقتراع هي التي ستُفتح غداً في 6 دول عربية والأحد في 34 دولة أجنبية للمغتربين للمشاركة في الإنتخابات النيابية . فـ 27 نيسان و29 منه هما يومان سيَدْخلان التاريخ كونهما سيشهدان إرساء أول “رابط” سياسي – ديموقراطي بين لبنان المقيم و”إمبراطورية المهجر” المترامية على امتداد 6 قارات ينتشر فيها أكثر من 10 ملايين لبناني ومتحدّر من أصل لبناني.

فالمنتشرون في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأستراليا ، الذين كانوا حتى الأمس القريب مجرّد “أرقامٍ” في “عدّاد” المغتربين، صاروا أصواتاً “عابرة للبحار” أقرّت لهم بيروت بحقّ الشراكة في الحياة السياسية عبر إتاحة إمكان ان يَقْتَرِعوا في الانتخابات النيابية في أماكن وجودهم وذلك للمرة الأولى والتي ستكون أيضاً الأخيرة وفق الآلية الحالية التي ستجعلهم يصوّتون لاختيار نواب من بين الـ 128 الذين يتألف منهم البرلمان، اذ سيصار ابتداء من مجلس النواب التالي (في 2022) لتخصيص 6 مقاعد لغير المقيمين، حُدّدت بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين.

82970 لبنانيا هو عدد المدعوّين غداً والأحد الى “الجولة التمهيدية” من انتخابات 6 أيار، على أن يتم غداً فتح باب الاقتراع في 6 بلدان عربية هي: الكويت التي تَسجّل فيها 1878 ناخباً، الإمارات (5166)، السعودية (3186)، قطر (1832)، عُمان (296) ومصر (257)، فيما يَجري الأحد الانتخاب في الدول الـ 34 الأخرى والتي كانت «حصة الأسد» فيها لـ أستراليا 11.826 ناخباً، ثم كندا 11.443، فالولايات المتحدة 9999، وألمانيا 8357، وفرنسا 8342، وساحل العاج 2345، والبرازيل 2113، والسويد 1910، وبريطانيا 1824، وفنزويلا 1497، ونيجيريا 1263، وبلجيكا 1053، فيما الدول الباقية سُجل في كلّ منها أقل من ألف ناخب.

ووُضعت انتخابات المغتربين تحت المجهر من زاويتيْن سياسية و”رقمية” – لوجستية، وسط رصْد دقيق لنسبة الاقتراع التي ستُسجّل باعتبار أنها ستكون كفيلة بتحديد مدى إمكان تأثير “الكتل المغتربة” في الدوائر التي استقطبت أكبر عدد من المسجَّلين للانتخاب في أماكن وجودهم والتي من شأن “بلوكات” ولو بالمئات ان تُحدِث فيها فوارق سواء بتأمين حواصل للوائح او كسورٍ مرشّحة لتتحوّل حاصلاً.

في الجانب السياسي، “جذبتْ” انتخابات المغتربين الاهتمام من زاويتيْن: الأولى التجاذب الذي “أُخمد فجأة” بين رئيس البرلمان نبيه بري في شكل رئيسي وبين “التيار الوطني الحر” (حزب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) الذي يترأسه وزير الخارجية جبران باسيل على خلفية الخشية على سلامة العملية الانتخابية بفعل إشراف “الخارجية” عليها وليس وزارة الداخلية.

والزاوية الثانية عبّر عنها بوضوح قبل أيام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وتتصل بخشية مؤيدي الحزب من الطائفة الشيعية وخصوصاً في بعض البلدان من تسجيل أسمائهم للاقتراع وتالياً من الانتخاب باعتبار ان الحزب مدرج على لائحة العقوبات من واشنطن وبعض الدول.

ووصل نصرالله الى اعتبار ان “حزب الله” قدّم “تضحية” بموافقته على اقتراع المغتربين “لأن لا أحد يعطينا فيزا ولا مرشحينا عندهم قدرة على السفر حول العالم، ولا الذين سينتخبوننا سيملكون حرية الإنتخاب”.

وفي الشقّ الرقمي واللوجستي، فإن عملية اقتراع المغتربين التي ستُفتح فيها الصناديق من السابعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً، حسب توقيت كل بلد، (أول صندوق سيفتح في القاهرة عند السادسة صباحاً بتوقيت بيروت، على ان تنتهي عملية الانتخاب مع إقفال آخر قلم اقتراع في لوس أنجليس في الولايات المتحدة عند السادسة من صباح الاثنين)، تتميّز بالآتي:

أن الناخبين في الدول الأربعين توزعوا على 116 مركزاً انتخابياً و232 قلم اقتراع، على قاعدة تخصيص قلم للناخبين الذين لا يقل عددهم عن 200 ولا يزيد على 400. وسُجل عدد الأقلام الأكبر في أستراليا (33)، تليها أميركا (31) وكندا (30 قلماً)، فيما احتلت فرنسا المرتبة الأولى في عدد الأقلام في أوروبا (28 قلماً). وعربياً، جاءت الإمارات بالمرتبة الأولى (13 قلماً).

خُصص للبنانيين في الكويت (1878 ناخباً) 5 أقلام اقتراع في مقرّ السفارة. وهؤلاء ينتمون الى 14 دائرة انتخابية من أصل 15 تم تقسيم لبنان إليها وفق القانون الجديد (يعتمد نظام الاقتراع النسبي للمرة الاولى) وتتنافس على أساسها اللوائح الـ 77 ولكن مع صوت تفضيلي للمرشّح محصور بالقضاء الذي يترشّح عنه.

إن الذين تسجّلوا للاقتراع في الخارج يشكلون نحو 2.2 في المئة من عدد الناخبين الإجمالي (3.746.483) المدرجين على لوائح الشطب لدورة 2018. وهي نسبة تُعتبر قليلة جداً قياساً إلى أعداد المغتربين الكبيرة ممّن يحملون الجنسية اللبنانية ويحقّ لهم الاقتراع.

إن نسبة المسيحيين بين الذين تَسجّلوا للاقتراع في الخارج هي 54.58 في المئة مقابل 45.42 للمسلمين. ويتقدّم الموارنة الناخبين المسيحيين (28524) ثم الأرثوذكس بـ 7613 ناخباً، فيما يتصدّر عند المسلمين الشيعة بـ 19100 ثم السنّة ب 13724.

استقطبت دائرة الشمال الثالثة (ذات الغالبية المسيحية) العدد الأكبر من الناخبين الذين تسجلوا للاقتراع في الخارج أي 12337 بما نسبته 14.87 من مجمل المسجّلين، تليها دائرة بنت جبيل – النبطية – مرجعيون – حاصبيا الجنوبية ذات الغالبية الشيعية بـ 8739، فيما سجّلت دائرة صيدا – جزين أقلّ نسبة بـ 2474 ناخباً.

إن الإنتخابات التي سيشرف عليها في الخارج السفراء والقناصل والمكلفين بذلك، ستواكَب عبر لجنة مشتركة من وزارتيْ الداخلية والخارجية ستتابع مجريات اليوميْن الانتخابييْن وصولاً للإشراف على إحصاء الصناديق بعد قفل باب الاقتراع ثم وصول جميع الصناديق إلى لبنان. علماً أن وزارة الخارجية أنشأت غرفة عمليات في مقرها لمواكبة عملية الاقتراع بإشراف باسيل، ونقْل البثّ مباشرة عبر الانترنت من أقلام الاقتراع باستثناء ما يحصل داخل العازل.

إنه بعد قفل صناديق الاقتراع وبحضور السفير أو القنصل شخصياً أو من ينتدبانه يقوم رؤساء الأقلام بتفريغها بحضور المندوبين والمراقبين ووسائل الاعلام المعتمدين بحال وجودهم، على أن يُعمد فقط الى فرز المظاريف حسب الدائرة الانتخابية (اي دون فتح المغلفات)، وبعدها تُنقل إلى مكان موحد في السفارة اللبنانية حيث يجري وضع المظاريف الخاصة بكل دائرة في مغلف كبير يختم بالشمع الأحمر تمهيداً لنقله إلى لبنان عبر الـ DHL فيُحفظ في مصرف لبنان بانتظار نهاية عملية الاقتراع يوم الأحد المحدد لاجراء الإنتخابات النيابية في لبنان.

*المصدر: الراي الكويتية