عظة لافتة للمطران عودة في عيد الفصح توجه فيها إلى نواب لبنان والمسلمين في الشرق
جبلنا ماغازين – بيروت
توجه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الى المسؤولين اللبنانيين قائلا: “لا تتركوا شهوة السلطة تفقدكم الوطن. الوطن اغلى من الشهوات والمنافع والارتهان الى كل شيء ما عدا الوطن". وأضاف خلال عظة الفصح بعد ترؤسه رتبة الهجمة وقداس العيد في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت: “ادعو الجميع الى التمرد على هذا الوضع ورفض الاقطاع المالي والفكري والفساد وبلادة العقول وجهل النفوس، وادعو الى العودة الى الضمير والقيام بالواجب”، مشيرا الى أننا “بحاجة الى ثورة بيضاء تقضي على الاهمال وادعو الى صرخة الى العمل بوجه الجهل”.
وشّدد على أن “كلنا نعرف ان ما وصلنا اليه سببه عدم انتخاب رئيس للجمهورية ليضبط الامور ويسهر على تطبيق الدستور وحماية الوطن، لذا اتوجه الى احبائنا النواب ممثلي الشعب واخاطب ضمائرهم مذكرا اياهم ان التاريخ لا يرحم ونحن لا نأتمن للخارج وأسأل ضمائر النواب ان تفعل فعلها وينتخبوا رئيسا في أسرع وقت ممكن”.
وسأل: “هل انتخاب رئيس أمر عصي الى هذا الحد؟ 21 جلسة وما يقارب السنة والنواب لم يستطيعوا ان ينتخبوا رئيسا. ألم يعد في لبنان شخصيات قادرة على تولي المسؤولية وتحظى بالأصوات اللازمة؟"
وتوجه الى النواب قائلا: “احبسوا انفسكم في مجلس النواب ولا تخرجوا إلا والمهمة قد انجزت، وكونوا على قدر المسؤولية”.
ودعا عودة الى “تغليب مصلحة الوطن على مصلحة كل شيء والنيران من حولنا مشتعلة. لذلك علينا ان نتحد ونقف درعا لإبعاد الحريق عنا”.
وأضاف: “مطلوب منا ان نتصرف في بلدنا كمواطنين يعيشون في دولة مستقلة ذات قوانين تسري على الجميع، أما ادياننا ومذاهبنا فهي الحافز لنا لنكون المواطنين الصالحين، فالايمان الحقيقي لا يمكن ان يكون سبب الانشقاق والفراق ونحن نشهد حولنا مجازر باسم الدين وجرائم ضد الانسانية وحضارات تمحى. وفي ايماننا علينا ان نتذكر الخطايا لا ان ننسيها لكي لا نكررها”.
وتابع عودة: “حضارات تمحى وشعوب تواجه خطر الانقراض بسبب التعصب وهل هذه الاعمال البربرية لها علاقة بالدين والايمان؟”.
ولفت الى أن “التطرف والتعصب وانكار الآخر واستئصاله افعال تدمر الآخر والذات وتشوه سمعة الدين لذلك اتوجه الى اخوتي المسلمين طالبا منهم الوقوف بحزم في وجه حمالات التطرف والتكفير”، مضيفا أنه “اذا انقرض المسيحيون من هذه المنطقة بسبب عملية اضطهادهم كيف سيكون هذا الشرق من دونهم؟ المسيحية متجذرة في هذه المنطقة وكلنا يعلم ذلك من دون استثناء ونحن نعيد اليوم بقيامة ربنا يسوع المسيح الذي ولد في بيت لحم”.
وتوجه عودة الى المسيحيين قائلا: “أقول لاخوتي المسيحيين في هذه المنطقة الا تدعوا كل النزاعات تحبطتكم وتدفعكم الى الهجرة”.