تحسن الحركة السياحية في لبنان: الحجوزات تخطّت 90% خلال الأعياد
مزيد من التحسن شهدته حركة القطاع السياحي في لبنان منذ مطلع السنة الجارية، وقد تعززت إيجابيتها مع حلول عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمين الشرقي والغربي. فإستنادا الى أرقام نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان، تخطت نسبة الحجوزات على متن الطائرات العاملة عبر مطار "رفيق الحريري الدولي" الـ90% خلال نيسان الجاري. وهذه النسبة المرتفعة من الحجوزات يعود معظمها الى اللبنانيين العاملين في الخارج وتحديدا في الخليج، اضافة الى عدد كبير من المغتربين الذين قرروا تمضية الاعياد في بلدهم الام. مع الاشارة أيضا الى ان نسبة الحجوزات تعزز بفضل طول فترة الاجازات الممتدة لحوالى اسبوعين، ما شجع العديد من المغتربين والعاملين في الخارج الى إتخاذ قرار تمضية الاعياد في لبنان، بالاضافة الى الهدوء الامني الذي تنعم فيه البلاد منذ فترة رغم الازمة الاقليمية وفي دول الجوار، ورغم الازمة السياسية المستمرة. ووفق المتابعين، القطاع السياحي، بكل مقوماته، يُعتبر من أبرز المستفيدين من نجاح الخطط الامنية التي تقوم بها السلطات المعنية منذ اشهر، وبدأت تعطي ثمارها الايجابية بشكل واضح، كما تؤكد هذه الاوساط أهمية القرار الدولي في البقاء على الاستقرار الامني في لبنان رغم المصاعب التي يمر فيها، ما أشاع جوا من الايجابية والتفاؤل في العديد من القطاعات. وبحسب أرقام نقابة اصحاب السفر والسياحة في لبنان، فإن حركة الحجوزات لدى المكاتب ارتفعت بحوالى 5% في شباط وآذار 2015، مقارنة بالفترة نفسها من 2014، كما تحسنت حركة الوافدين الى لبنان خلال هذه الفترة وتعدت الـ25% على صعيد سنوي.
وفي سياق متصل، تشير إحصاءات نقابة أصحاب المطاعم في لبنان، الى تحسن ملحوظ في حركة القطاع خلال الربع الأول من السنة الجارية، مع ارتفاع الحركة بأكثر من 20% على صعيد سنوي، أي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. في الوقت الذي تؤكد فيه أوساط عاملة في هذا القطاع الى تحسن ملحوظ في نسبة الحجوزات خلال فترة الاعياد مقارنة بالتوقيت ذاته من 2014، نتيجة الاستقرار النسبي والهدوء في لبنان على جميع الصعد وتخطت نسبة التحسن الـ20% مقارنة بفترة الاعياد في 2014.
حركة الفنادق
وفي سياق متصل، أشار تقرير شركة
"أرنست أند يونغ" عن أداء الفنادق ذات الاربعة والخمسة نجوم في منطقة
الشرق الاوسط، الى إرتفاع معدل إشغال الفنادق في بيروت بنسبة 14% على أساس سنوي
إلى 55% في شباط الماضي مقارنة بـ41% في نفس الفترة من العام 2014. كذلك ارتفع
متوسط تعرفة الغرفة بنسبة 3,2% على صعيد سنوي الى 169 دولارا في الشهر الثاني من
السنة الجارية، وزادت الايرادات المحققة على كل غرفة متوافرة بنسبة 36,7% سنويا
الى 93 دولارا. وعلى صعيد إقليمي، حظيت بيروت برابع أعلى نسبة إشغال فنادق بين
عاصمة المنطقة التي شملها التقرير.
أما شركة "س.ت.ر. غلوبل"، فقد
أصدرت بدورها تقريرا أشار الى تسجيل العاصمة اللبنانية بيروت تحسنا سنويا بنسبة
24,7% في معدل إشغال الفنادق الى قرب 49,3%، خلال شباط من 2015، توازيا مع زيادة
سنوية ملموسة في الايرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة في العاصمة بلغت 29,7%
ووصلت الى قرب 73,28 دولاراً.
مواجهة التحديات
ويشدد القيمون على هذا القطاع، على اهمية
مواجهة حواجز السياحة في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا، عبر تسهيل عملية السفر
والحصول على التأشيرات، خفض الضرائب المفروضة على المسافرين (تذاكر السفر،
النقل،....)، بالاضافة الى التخفيف من العراقيل التي تواجه حركة الطيران، وتسهيل
الوصول الى لبنان عبر خطوط طيران مباشرة. كذلك من الضروري ايضا لتنمية السياحة
ونموها بنسب أكبر، وجود مطار آخر، ومرفأ سياحي يستقبل البواخر السياحية الكبرى التي
تعبر البحر الابيض المتوسط. وتبقى أمل القطاع السياحي، وكل القطاعات التي تنضوي
تحت لوائه، من مطاعم، وفنادق، وخدمات وشركات سفريات، (...) أن يستمر الهدوء الامني
في الفترة المقبلة ما سيعزز الثقة في لبنان وبالتالي سينعكس إيجابا على الحركة
السياحية المنتظرة لهذا الصيف. في الوقت الذي يشدد فيه القيمون على هذا القطاع،
على أهمية تفعيل عملية التسويق للسياحة في لبنان في الخارج عبر السفرات والمكاتب
السياحية، لتعزيز موقع لبنان على الخريطة السياحية العالمية.
*عن جريدة النهار