Follow us

image

مؤتمر في جامعة الكسليك عن الحضور اللبناني في العالم وسبل تعزيز علاقته مع لبنان المقيم

جبلنا ماغازين – بيروت

نظمت جامعة الروح القدس – الكسليك، مؤتمرها الدولي الرابع عن "الحضور اللبناني في العالم"، بدعوة من مكتب مفوض رئيس الجامعة للنشاطات وبالتعاون مع كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في الجامعة والمركز الثقافي الروسي في لبنان، شاركت فيه نخبة من اللبنانيين المغتربين الذين لمعوا في شتى المجالات، فأتوا من القارات الخمس ليتحدثوا عن تجاربهم وخبراتهم بالإضافة إلى محاضرين من لبنان.

استمر هذا المؤتمر يومين (من 19 إلى 20 آذار) في حرم الجامعة الرئيسي حيث عقدت طاولات مستديرة ناقشت أبرز المواضيع التي "تهم لبنان المقيم ولبنان المغترب على حد سواء وتساعد على تعزيز العلاقات بين الطرفين”.

وحضر الافتتاح ممثل بطريرك موسكو المونسنيور ارسيني سوكولوف، وسفراء روسيا الكسندر زاسبكين، الأوروغواي مارتا ايناس بيزنيللي، الأرجنتين ريكاردوس لارييرا، النائبان نعمة الله أبي نصر وسيرج طورسركسيان، نائب رئيس الجامعة للبحوث الأب يوحنا عقيقي ممثلا رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، مفوض رئيس الجامعة للنشاطات الأب جان مارون مغامس، عميدة كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية البروفسورة هدى نعمة، مدير المركز الثقافي الروسي خيرات أحمدوف، وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من الفاعليات الديبلوماسية والعسكرية والدينية والاجتماعية.

بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة ترحيب للدكتور نيكولا بدوي الذي شدد على "هوية لبنان الحضارية والعالمية"، معتبرا "أنه وطن يختصر جميع حضارات العالم، فهو الشرق والغرب، وهو المسيحية والإسلام، وهو حضارة العرب وغيرها من الحضارات، إن العالم كله في لبنان ولبنان في كل العالم حاضر بمنتشريه الذين اعتنقوا حضارات هذا العالم وأغنوها في العلم والمعرفة، في الفن والسياسة فأضحى يشكل ظاهرة فريدة في هذا العالم”. 

ثم ألقى الأب مغامس كلمة اعتبر فيها أن "الحضارة اللبنانية تتلخص بعبارات ثلاث هي: اللقاء والحضور والحدث”.

واعتبر نائب رئيس الجامعة للبحوث الأب يوحنا عقيقي "أن هذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على نجاح اللبناني في العالم، يستعيد، بطريقته الخاصة، جدلية الذاكرة والنسيان. وفي كلتا الحالتين هناك أمر واحد أكيد ألا وهو أن حضور اللبنانيين الوجودي والدولي يسعى إلى ملامسة الأسطورة". وأمل "أن يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح وأن يكون قيمة مضافة على الوجود اللبناني في العالم كما على البلد الأم، بلد الأرز الذي قاوم وما زال يقاوم اليوم كل ما يتعرض له من توترات ثقافية ودينية وسياسية وديموغرافية” 

ثم أدار الجلسة الأولى الدكتور نيكولا بدوي وشارك فيها ممثل بطريركيةأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى بطريركية موسكو المطران نيفون سيقلي الذي تحدث عن الحضور اللبناني في موسكو. وقدم لمحة تاريخية عن "العلاقات الأخوية المشتركة بين الكنيستين الانطاكية والروسية التي بدأت فعليا في العام 1899"، عارضا "تطور هجرة اللبنانيين إلى روسيا"، ومعددا زيارات أبرز الرسميين اللبنانيين إلى المقرات الدينية في روسيا منذ العام 1977”.

ولفت إلى "تطور ملحوظ في العلاقات الروسية – اللبنانية عام 2010 إثر زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان برفقة وفد من المسؤولين، وزيارات أخرى متتالية للعديد من الشخصيات السياسية والدينية والاقتصادية اللبنانية البارزة، ما ساهم في توطيد العلاقات بين البلدين والكنيستين تحديدا”.

ثم تحدث عن "الزيارة التاريخية للبطريرك يوحنا العاشر لموسكو عام 2014 التي وصفت بزيارة سلام أخوية"، مشيرا إلى "أن البطريرك يوحنا العاشر نقل خلالها الوضع السياسي الحالي الصعب في لبنان وحبه لروسيا، وأيضا معاناة الشعب السوري وتعلقه بروسيا". ولفت الى ان "البطريركين ناقشا خلال الزيارة مسألة الحضور الأرثوذكسي والمسيحي في العالم والتحديات التي تواجههم". ثم تطرق المطران سيقلي إلى زيارة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى روسيا في العام 2013، معتبرا "أنها شكلت نقطة أساسية في العلاقات بين الكنيستين وعززت الحضور اللبناني في روسيا عموما”.

وأكد أنه "شاهد على اهتمام الروسيين بتاريخ لبنان وثقافته، مثنيا على العمل المشترك بين الكنيسة والدولة لنشر قيم المجتمع الروحية، بعيدا من تسييس الدين”. 

وتطرقت سفيرة كولومبيا جورجينا الشاعر ملاط إلى الحضور اللبناني في كولومبيا، مشيرة إلى "نجاح اللبناني وتميزه في كولومبيا لأنه عرف كيف يندمج في المجتمع مبرهنا عن المثابرة والتصميم في العمل والقدرة الفطرية على التأقلم مع مختلف الظروف والتفاوض بحنكة ونسج علاقات جيدة مع الكولومبيين”.

وتحدثت عن "تاريخ هجرة اللبنانيين إلى كولومبيا عبر القرون"، لافتة إلى "نقاط التشابه بين الشعبين لناحية حسن الضيافة والحفاوة وليونة الشخصية”.

ثم عرضت "لأهم اللبنانيين الذين برزوا في مختلف المجالات كالأدب والتعليم والفن والبحوث والصحافة، وخصوصا في الحياة السياسية، حيث تبوأوا مناصب مهمة في مؤسسات الدولة كرئاسة الجمهورية والبرلمان ومجلس الشيوخ”.

وأكدت "عزم بلادها على تعميق العلاقات بين البلدين ودعم المتحدرين من أصل لبناني"، متمنية "أن يحل السلام والازدهار في لبنان في ظل ما تعيشه المنطقة”. 

وركزت مداخلة وزير السياحة التونسي السابق ورئيس الاتحاد الدولي للصحافيين والكتاب السياحيين تيجاني حداد على موضوع "السياحة، والأديان وحوار الثقافات”.

واستهلها ب"الإشادة بالحضور اللبناني في العالم". وتحدث عن "أهمية السياحة الدينية، خصوصا لناحية مدى مساهمتها في تطور الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل”.

وقال: "ان منظمة السياحة العالمية قد أعلنت في العام السابق عن وجود أكثر من مليار سائح في العالم، مع تقدم سنوي بنسبة 4 في المئة. فالسياحة الدينية ليست مسألة انتقال أو تغيير مكان فحسب إنما هي أيضا رسالة سلام وتسامح وحضارة وحوار ومعرفة الآخر”.

وعدد في مداخلته "أبرز أماكن الحج المسيحية والإسلامية واليهودية في العالم”. 

وانعقدت بعدهاالجلسة الثانية بإدارة الإعلامية ماري-نويل خطار من جامعة الروح القدس. وألقى فيها سفير كولومبيا السابق في دول الخليج الدكتور إيلي الترك محاضرة بعنوان "الطاقات الإغترابية حدودها العالم"، تبعتها محاضرة رئيس غرفة التجارة اللبنانية – الاوسترالية جوزيف خطار عن "الحضور اللبناني في أوستراليا". وانتهت بمداخلة للمستشار السابق للرئيس شارل حلو وسفير السلام في لبنان الدكتور جهاد نعمان بعنوان "أفكار بشأن تجذير اللبنانيين في أرض وطنهم”.

وجمعت الجلسة الثالثة التي أدارتها البروفسورة ميراي عيسى كلا من: المدير العام المساعد السابق في جريدة "النهار" ومدير شركة Press Media ناجي تويني متناولا مسألة "المحافظة على التراث من خلال رقمنة ذاكرتنا"، الدكتور جورج يونس من الجامعة اللبنانية الذي تحدث عن "السياحة الدينية على أرض مقدسة: نماذج وأمثلة" وأخيرا كبير الاختصاصين في قطاع التطوير الخاص والعضو في البنك الدولي في تونس جاد سلهب شارحا عن "السياحة التجريبية: قضية مشروع البنك الدولي "طريق ابراهام" في الضفة الغربية”.

وإختتم اليوم الأول من المؤتمر بطاولة مستديرة رابعة ترأستها أنجيليك بعينو من جامعة الروح القدس وقدمت فيها رئيسةقسم العلوم الإجتماعية في جامعة الروح القدس البروفسورة ميرنا عبود مزوق مداخلة عن "المارونية الاجتماعية-الثقافية والاجتماعية-الكنسية، نموذج "ما وراء اللبنانية" والدكتورة نور فرا حداد من جامعة القديس يوسف في بيروت عن "الحج والسياحة الدينية في اتجاه جنوب لبنان: أماكن للعبادة البيبلية، لبنان "أرض مقدسة" والبروفسورة روزي غناجي من جامعةالروح القدس عن "تمثليات الدعوات لتيتحفزالسياحةالدينية عبروسائل الاعلام المسيحيةالإلكترونية”.

وتخلل المؤتمر معرض فني واحتفال موسيقي قدمت خلاله اغان ورقصات فولكلورية لبنانية وروسية.

وفي اليوم الثاني من المؤتمر، انعقدت الجلسة الخامسة وأدارها البروفسور جوزف شريم من جامعة الروح القدس، بمشاركة البروفسورة ميراي عيسى من الجامعة، التي تناولت موضوع "تراث وإرث وميراث، مقاربة لغوية”.

وحاضر الدكتور طلال وهبي من الجامعة عن "الطابع الأسطوري للجبال اللبنانية في قصائد جورج شحادة". واختتمت بمداخلة للدكتور بول زغيب من الجامعة حملت عنوان "الفن السرياني: هوية موجودة”.

ثم انعقدت الجلسة السادسة بإدارة الإعلامية كريستين صليبي وتحدث كل من الدكتور أندريه نصار من الجامعة اللبنانية عن "الصحافة الإغترابية في مصر، نجيب غرغور نموذجا"، والدكتور غسان حسامي من جامعة كامبردج عن "رشدي سلهب صاحب الهوية اللبنانية العالمية"، وأخيرا الدكتورة أندريه عفيش من جامعة الروح القدس عن "أهمية رقمنة التراث اللبناني الثقافي والطبيعي”.

بعد ذلك، ترأست الإعلامية مايا خضرا الجلسة السابعة. وتحدث الأب جوزف نفاع عن "الأرض اللبنانية: مكان إلتقاء الانجيل الإلهي. أرض حج". ثم قدم الدكتور جورج يرق "قراءة عن الأرض اللبنانية" فيما تطرق المهندس جهاد فغالي من مركزالدراسات الديبلوماسية والاستراتيجية في باريس إلى مسألة "الروح اللبنانية في أوروبا: معطيات وتحديات”.

واختتم المؤتمر بالجلسة الثامنة وأدارتها الدكتورةأندريه عفيش. وألقت فيها البروفسورة هدى نعمة محاضرة بعنوان "من أوديسة فرح أنطون إلى إنسانية أمين معلوف المستنيرة”.

وتحدثت رئيسة "مؤسسة نيناوى ضاهر" في الأرجنتين أليسيا ضاهر عن "العودة إلى لبنان عبر وسائل الإعلام”.

وفي الختام، كانت مداخلة الأب جان-مارون مغامس تحت عنوان "الحضارة اللبنانية: رسالة تراث".
*(المصدر: ليبانون فايلز)

وهنا تقرير بثته محطة "تيلي لوميير" في اليوم الأول للمؤتمر: