باسيل للجالية اللبنانية في المكسيك: أميركا اللاتينية هي الأهم لأنها تضم العدد الأكبر من اللبنانيين
جبلنا ماغازين - مكسيكو
في إطار جولته على دول أميركا اللاتينية، انتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من كوبا إلى المكسيك حيث كان في استقباله في مطار مكسيكو المديرة العامة لأفريقيا والشرق الاوسط في وزراة الخارجية المكسيكية السفيرة ماريا دي كارمن أونياتي، والسفير اللبناني الدكتور هشام حمدان، والقنصل رودي القزي، وطاقم السفارة.
وحضر الوزير باسيل حفل استقبال أقامه على شرفه متروبوليت المكسيك وتوابعها للروم الارذوكس المتروبوليت المطران أنطونيوس الشدراوي، حضره وزير المصلحة العامة فيرجيليو اندراد مارتينيز، عدد من أعضاء مجلس الشيوخ اللبنانيي الأصل، سفير الكويت في المكسيك سامح جوهر حياة، الى جانب عدد من الشخصيات الفاعلة والمتحدرة من اصل لبناني.
وألقى المطران شدراوي كلمة ترحيبية، شدد فيها على ان " للبنان رسالة في العالم وعليه ان ينفذها"، مؤكدا انه ليس لدينا تفرقة مذهبية، ونحن متحدون على حب لبنان الذي أعطانا كل شيء، وعلينا ان نعطيه بدورنا ما له علينا."
من جهته قال الوزير باسيل :" جئت الى بيت اللبنانيين في المكسيك لالتقي بأهل ومحبين. اشكر سيادة المطران على هذه الدعوة، وأؤكد لكم ان لبنان سيبقى بشبابه، ولولا هذه الحيوية والقوة التي منحها الرب له لما كان قادرا ان يكون لديه اشخاص مثلكم موجودون في كل العالم، ويمثلون نجاحات ويخبرون قصصا عن الانسان الذي يستطيع العيش والتأقلم أينما كان."
اضاف:"نحن في بلد أعطى الكثير للبنانيين بإحتضانهم بمحبة، وأخذ منهم الكثير من طاقاتهم وقدراتهم، ونحن نريد ان نستغل الوقت الذي سنمضيه معكم لنأخذ منكم قوة للبنان. وقوة لبنان من قوتكم فعندما تكونون أقوياء في العالم، يقوى بكم لبنان ويستمر بكم، بوحدتكم كجالية لبنانية، بلبنانكم فوق طائفيتكم، وبلبنانيتكم التي تجسد الانسان الذي يختزل مفهوم الخير مقابل الشر الذي نراه في منطقتنا".
وتابع: "ان لبنان اليوم يواجه الشر كله بشعب صغير، وبلد صغير وإمكانيات قليلة انما برسالة إنسانية كبيرة. هذه الرسالة التي نحن مؤتمنون عليها جميعاً شبابنا وشيبنا. شبابنا الذين يحملون رسالة الخير على هذه الارض، لأن مفهوم الله عند المسيحية والإسلام واليهودية هو مفهوم الخير والسلام والتسامح والمحبة، وكل قتل وعنف وظلم لإنسان بإسم الله هو أكبر اعتداء على الله". أضاف:". نزوركم لنقول لكم اننا ولبنان في خدمتكم على قدر ما نستطيع. محبتنا لكم هي أغلى ما يمكن ان نقدمه لكم، واعتزازنا بكم وانحناء لبنان أمام اللبنانيين الكبار الناجحين في العالم".
لقاء الجالية اللبنانية
وفي لقاء مع الجالية اللبنانية في النادي اللبناني، رأى الوزير باسيل "ان رسالة التسامح التي يحملها اللبنانيون بين البشر، اذا ما تخلوا عنها، سيكون البديل داعش والارهاب الذي نراه"، لافتا الى اننا "نحن في لبنان من يحارب الارهاب، ومن دون لبنان سيحتل الارهاب كل العالم".
وحضر اللقاء المطران أنطونيوس الشدراوي، ومطران الموارنة في المكسيك والزائر على أميركا اللاتينية جورج ابو يونس، ورئيس النادي اللبناني خوري سيريو.
بعد كلمة ترحيبية للسفير د. هشام حمدان، تحدث الوزير باسيل وقال:" ان موضوع الاغتراب اللبناني هو موضوع أساسي ليس فقط لوزارة الخارجية انما لكل لبنان، واميركا اللاتينية هي الأهم بالاغتراب لانها تضم عددا كبيرا من اللبنانيين يفوق العدد الموجود في لبنان بمرتين او اكثر. والمكسيك هي دولة أساسية في أميركا اللاتينية ليس لان فيها النسبة الأكبر من اللبنانيين انما لانها البلد الوحيد الذي يجتمع فيه اللبنانيون، انتم هنا جالية مميزة، هذا الرابط الذي يجمعكم من خلال الحياة المشتركة بينكم، وهذا الامر يشجعنا على العمل هنا اكثر بكثير من باقي الدول." وأثنى على نجاح الجالية في المكسيك، وقال:" اود اليوم ان أحدثكم عن لبنان الذي هو اكبر من بقعة ارض مساحتها ١٠٤٥٢كلم مربع (...) ولكي نستطيع المحافظة على هذه الهوية علينا نحن اولا في لبنان المحافظة عليها لأننا نحن من يمس بها ويخدشها، ولكن انتم أيضاً عليكم المحافظة عليها لانه من دونكم لا يمكن ان يستمر لبنان، انتم قوة لبنان في ضعفه المتمثل بمشاكله الداخلية، لذلك نحن نزور دول الاغتراب كي نتحدث عن هذه الهوية اللبنانية وعن كيفية المحافظة عليها، وذلك أولا من خلال الاعتراف بلبنانيتنا، والمحافظة على لغتنا العربية."
واكد الوزير باسيل على اهمية ان يكون هناك مدرسة تعلم اللغة العربية في المكسيك، مبديا كل الاستعداد لتحقيق هذا الامر. ودعا المغتربين الى شراء النبيذ والزيت والمونة اللبنانية لأن "المحافظة على هويتنا تكون أيضاً من خلال مائدة طعامنا، وأنتم حين تشترون المنتجات اللبنانية تشجعون بذلك العائلات اللبنانية على البقاء في أرضها". وأضا: "جزء منكم أتى الى هذه البلاد نتيجة الحروب والمجاعات، واليوم يحاولون مجددا تجويعنا واقتلاعنا من ارضنا، ونحن سنبقى في ارضنا، وأنتم سوف تساعدوننا على البقاء".
وأعلن الوزير باسيل عن مبادرة تقوم بها الوزارة لإعادة ربط المغتربين بلبنان وهي عبارة عن مشاريع وخطط تشجعهم على المجيء الى لبنان للسياحة والاستثمار فيه، ومن خلال انشاء "بيت للمكسيك"، و"متحف المغترب اللبناني"، وتطبيقات الكترونية، كما عن لقاءات كثيرة منها المؤتمر الاغترابي في شهر ايار المقبل من ٢٠الى ٢٢ منه، وستكون مناسبة تجمع اللبنانيين الناجحين من مختلف أنحاء العالم وفي كل المجالات.
وزار الوزير باسيل والوفد المرافق متحف "سوميا" الذي خص الكاتب والفيلسوف والرسام اللبناني جبران خليل جبران، بجناح يضم مخطوطات ولوحات وبعض المقتنيات الخاصة به.
كوبا
وكان الوزير باسيل اختتم زيارته الرسمية الى كوبا، بجولة في "المعهد الطبي لمعالجة الأمراض الاستوائية" الذي أسسه الطبيب اللبناني الأصل البروفسور بيدرو خوري في العام ١٩٣٧، بهدف المساهمة في حماية الشعب الكوبي أولاً والعالم ثانياً من الأمراض الجرثومية المعدية والخطيرة.
كما زار كنيسة مار نقولا في هافانا التي تحتضن مزارا للقديس مارون، ويعود تاريخ إنشائها الى اكثر من ١٧٠ عاما. وكانت مناسبة أعطى من خلالها وزير الخارجية توجيهاته للسفير اللبناني روبير نعوم بضرورة العمل على لمّ شمل الجالية اللبنانية عبر اقامة نشاطات دينية واجتماعية ورعوية تهدف الى تعزيز الروابط فيما بينهم من جهة، وبين وطنهم الأم من جهة اخرى.