ماذا قال باسيل لمقاطعي كلمته من أبناء الجالية اللبنانية في بروكسيل؟
جبلنا ماغازين – بروكسيل
في كلمة ألقاها أمام أبناء الجالية اللبنانية قبل أيام في بروكسيل، قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل: "في كلّ مرّة نلتقي فيها بأفراد الجالية اللبنانية في أي بلد نزوره، نشعر بالفخر، لأنّكم في كلّ مرّة تعطون الصورة الجميلة عن لبنان. لو لم تكونوا "لبنان" بكلّ المعايير السياسية والمنطقية، لكان البلد زال بحدوده وشعبه وهويته وثقافته، وبكلّ ما يتميّز به. فأنتم خط الدفاع الأول عنه، وأنتم أملنا بأن يبقى هذا البلد مستمرّاً بكم. كلّ شخص منكم هو مدعاة فخر لنا، لهذا أنا أعتقد أنّ هذه الوزارة عليها مسؤولية كبيرة تجاهكم، وأن تتواصل معكم، وأن تقول لكم إنّكم موجودون في ذهنها".
وإذ لفت باسيل إلى أن ثمة من قاطعوا لقاءه وسماع خطابه للجالية في بلجيكا، دعا إلى حدّ أدنى من الترابط بين المغتربين اللبنانيين. وقال: "عندما لا يعود بإمكاننا سماع بعضنا البعض، فهذه هي الكارثة الكبيرة. حصلت معي حادثة هنا، أنّ ثمّة أناس لم يُريدوا الاستماع اليّ. أنا وزير خارجية لبنان، كلّ لبنان وكلّ اللبنانيين، وأتكلّم لكلّ اللبنانيين. لماذا؟ لأننا تربّينا على ثقافة تقول إنّه عندما يأتي وزير للكهرباء يُصبح لون الكهرباء أصفر أو برتقالي أو أخضر أو أزرق. في حين أنّ الكهرباء والخدمة العامة لا يمكن أن تكونا إلاّ لكلّ الناس". وأضاف: "نحن كسياسيين، عندما نأتي الى الموقع العام، يصبح لدينا مسؤولية الحديث ليس فقط عن أفكارنا بل عن تلك التي يفتخر بها كلّ لبناني.... فلا نستطيع القول إننا لا نريد الكهرباء إذا أتت على يدّ هذا الفريق، ولا المياه إذا أتت على يدّ ذلك الفريق، ولا نريد أن نسمع لأنّ فلان سيتكلّم. علينا أن نسمع بعضنا، وهذه هي الثقافة الأهمّ التي علينا أن نربّي أولادنا عليها، لأنّنا إذا لم نربيهم على قبول بعضهم البعض بل على الحقد، فإنّ الحقد يأكل صاحبه والذي يتلقّاه معاً".
ومما قاله الوزير باسيل أيضاً: "يوم الاحتفال بعيد مار مارون كنت أقول لكوادر في التيّار الوطني الحرّ إنّني "أنّا تيّار وأقولها على رأس السطح، وأفتخر بذلك، لكنني لبناني قبل أن أكون في التيّار". وأنتم في بلاد الإغتراب، عليكم أن تُفكّروا بلبنانيتكم قبل حزبيتكم، لأنّه لا قيمة لـ "التيّار" بلا لبنان، ولا قيمة لـ "الكتائب اللبنانية" بلا لبنان. ونحن مع بعضنا البعض، وكما نعمل نحن ورفاقنا في "القوّات اللبنانية" اليوم، نكرّم مار مارون عندما نقبل بعضنا البعض ونستمع لبعضنا البعض. فإذا كنا، نحن الموارنة نعتبر، أو الموارنة يعتبرون أنّهم أساس نشأة لبنان، فهذا يعني أنّ عليهم مسؤولية أكبر في المحافظة على هذا "اللبنان"، وهم تعلّموا، ويجب أن يكونوا تعلّموا أنّه ليس لهم. إنّ فكرة وجود لبنان، عندما وُجد فعلى أساس الشراكة ولكلّ اللبنانيين، وهذا يجعلهم أيضاً في عيد مار مارون يتذكّرون ثمن التضحيات الكبيرة التي قاموا بها في جبالهم الوعرة حتى بقيوا وتمركزوا في هذا البلد، ليحافظوا عليه، وليس لكي يخسروه، لا بالصراع بين بعضهم البعض، ولا بالتخلّي عن بعضهم، ولا بالتخلّي عمّا تمثّله قيم الجمهورية التي ناضلوا لأجلها، ولا بالتخلّي عن دورهم في هذه الجمهورية، لأنّه من دونهم تفقد نكهتها وميزتها".
وتابع الوزير باسيل في كلمته للجالية في بروكسيل: "أنتم تركتم لبنان، وأنا أعلم أنّ لبنان في قلبكم، ولكن هذا الأمر عليكم أن تنقلوه من قلبكم الى قلب أولادكم، وهم بدورهم سينقلونه الى أولاد أولادهم، وإلاّ فهذا اللبنان، القيمة الإنسانية الكبيرة، عندما يُستبدل شعبه نتيجة الهجرة بشعب ثانٍ، أيّاً يكن، قد يكون أحسن وأهمّ منا، لكنه ليس لبنانياً، عندها نفقد لبنانيتنا، وهي أغلى شيء عندنا. لبنانيتنا هي منبع فخرنا. وعلينا أن نعرف أننا شعب عظيم لأنّنا استطعنا تمرير كلّ الأحداث التي حصلت وبقينا. أحدنا استمرّ بالهجرة، والآخر بالبقاء. فلا هذا قبضاي ولا الآخر جبان. كلاهما ساعدا لبنان وجعلاه يستمرّ".
وأضاف باسيل: "قد نكون قصّرنا معكم في السابق، وقد نقصّر معكم غداً، لكن عليكم أن تعرفوا دائماً أنّكم أنتم من أساس تكوين هذا البلد، ومن دونكم لا يمكنه أن يعيش ويستمرّ. لهذا نحن لدينا الكثير من الأفكار والبرامج لوزارة المغتربين. وإذا أردنا الحديث عن "الجنسية والتسجيل"، فأنتم حاضرون في ذهننا، وسنقوم بما يجب وقد بدأنا به. وإذا تحدّثنا عن "الإقتصاد والاغتراب" أي مصلحتكم ومصلحة الإقتصاد اللبناني، فنحن نفكّر ونعمل ولدينا الكثير من المشاريع. وأنا أقول لكم إنّ اقتصاد لبنان يعيش بكم فقط، ولبنان يوفّر لكم فرص العمل والاستثمار، ونحن لا نطالبكم فقط بإرسال الأموال الى لبنان، بل أنّ لبنان يستطيع أن يُقدّم لكم شيئاً إيجابياً".
وختم باسيل كلمته مشيراً إلى أنه: "من أصل 11 ألف لبناني في بلجيكا، هناك 550 طبيب، وعدد كبير من تجّار الألماس، والسيارات والمركبات الآلية، وغير ذلك" وسأل: "هل تعلمون ما يعني وجود جالية من 11 ألف لها حضورها ومطبخها الذي تهافت عليه الشعب البلجيكي؟ كلّ هذه الميزات علينا المحافظة عليها، كما تنوّعنا الذي يجب علينا الحفاظ عليه، واحترام بعضنا البعض على أساس فروقاتنا. هذا ما يجعل بلدنا مميزاً، وما يجعلنا حملة الرسالة اللبنانية الفريدة".