Follow us

image

شبيبة الجامعة الثقافية... بين فرح الزيارة وحنين الوداع

تحقيق: لينا يونس

أرادت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أن تعيد الشباب المتحدر من أصل لبناني الى جذورهم وتعرفهم الى أرض آبائهم وأجدادهم، لأنها تعتبرهم سفراء للثقافة اللبنانية في كل القارات من خلال اعلان هويتهم ورفع العلم اللبناني عاليا، ذلك العلم الذي لطالما نشره آباؤهم وأجدادهم حول العالم، هم الذين لم يبتعدوا يوما عن بلدهم الأم ولم يدعوا يوما الانغلاق على أنفسهم، بل كانوا دائما منفتحين للحوار مع الثقافات والشعوب الأخرى.

فعل ايمان شبابي بلبنان الكيان والدولة، لبنان المجتمع الرافض كل محاولات الوصاية والاحتلال، لبنان الوطن الذي صمد طوال ستة الاف عام، وهو باق ما دام شباب من اصل لبناني ومن كل العالم يقدمون بمجيئهم اليه، وثيقة ولادة جديدة.

أتوا من كل أنحاء العالم في اول زيارة لهم إلى بلدهم الأم للتعرف إلى أبرز معالمه الثقافية والحضارية والأثرية، ولتمتين الأواصر بين شبيبة لبنان المغترب وشبيبة لبنان المقيم. سمعوا بالتفجيرات، عاشوا أجواء نتائجها، عاشوا لحظات أخافت أجدادهم... إنهم أعضاء وفد المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة اللبنانية الثقافية. زاروا لبنان لعشرة أيام من 16 آب إلى 26 منه، وجالوا على الأماكن السياحية والأثرية في مختلف المناطق، وعقدوا مؤتمرا في دير سيدة الجبل في فتقا.

قديسي
وفي حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" أوضح الأمين العام للجامعة طوني قديسي ردا عما إذا كانت الأحداث الأخيرة قد أثرت على الزيارة، أن "الوفد أكمل زيارته حتى موعد انتهائها، بالرغم من إلغاء برنامج الزيارة الذي كان مقررا يومي السبت والأحد الفائتين إلى طرابلس وصور، نظرا للانفجارين اللذين هزا مدينة طرابلس وذهب ضحيتهما الكثير من الأبرياء"، مقدما التعازي باسم الجامعة إلى "ذوي الضحايا الذين سقطوا في انفجارات الضاحية وطرابلس".

وأضاف:"هذه التفجيرات الأخيرة، لن تثني عزيمة الجامعة على متابعة جهودها في توطيد العلاقات بين الشبيبة في الانتشار والشبيبة في لبنان المقيم"، متمنيا للبنان "السلام والطمأنينة والاستقرار".

شنتيري
بدوره، أكد رئيس الوفد ديماس شنتيري، ل "الوكالة الوطنية للاعلام" أن "الهدف من الزيارة عزم الجامعة على الجمع بين لبنان والمغتربين المنتشرين في أنحاء المعمورة".

وقال:"أتينا إلى هنا لنجمع بين تاريخ أجدادنا وتاريخ شبيبة الاغتراب، هادفين إلى الالتزام بلبنان واحد وليس بلبنانين".

وشدد على أن " اللجنة لا تميز بين الأديان، فالكل لبنانيون وينتمون للوطن"، قائلا "الدين لله والأرض للجميع".

وعن نتائج الزيارة إلى لبنان، قال:"على الصعيد الشخصي شعرت بحزن كبير عندما زرت بلدة جدي الجميلة. أدركت كم خسر جدي مناظر خلابة وبلدة رائعة عندما اضطر للسفر إلى الاغتراب".

أما على الصعيد المؤسساتي، فأشار شنتيري إلى أن "زيارة الوفد كانت موفقة جدا حيث استطاعت الجامعة أن تحضر إلى لبنان حوالى 100 من شبيبة الاغتراب وأعطتهم الفرصة ليروا وطنا رائع الجمال ليصبحوا سفراء بلدهم الأم في بلاد الانتشار، ولينقلوا إلى أصدقائهم وعائلاتهم الصورة الجميلة التي رأوها في بلدهم الأم".

باروسو
وتحدث الشاب كارلوس الفاريس باروسو عن انطباعه الذي كونه خلال زيارته لبنان، وقال:"إنه بلد يمزج بين الماضي والحاضر وتاريخ الإنسان وبين الغرب والشرق بشكل متوازن ولافت"، مؤكدا أنه سيحمل معه إلى بلاده "رسالة عن قوة لبنان الثقافية التي مرت عبر التاريخ وما زالت حتى الآن".

وأضاف:"لا يهم أين تقطن في العالم، منزلك هو حيث تكون عائلتك وقلبك. رأيت لبنان أجمل بكثير مما رأيته في الأفلام والتلفزيون ومما روى لي عنه الأقرباء والأهل. فإذا كنت تريد أن تتعرف إلى مكان بدقة، ما عليك إلا أن تراه بأم عينيك".

البايع
أما جوفري البايع، فأكد أن "الزيارة غيرت كليا الطريقة التي أنظر فيها إلى المغتربين المنتشرين في أرجاء العالم. قبل زيارتي كنت أعلم بوجود لبنانيين مغتربين في الأرجنتين او غيرها من بلاد الاغتراب، ولكن بعد الزيارة رأيت مقدار الحب الذي يكنه هؤلاء إلى وطنهم الأم بالرغم من بعد المسافات".

وأضاف: "كانت تجربة رائعة  أن ألتقي في لبنان بمغتربين مثلي وجعلتني هذه الزيارة اشعر كم أحب لبنان". وشكر الجامعة "التي أفسحت لي المجال أن أرى بلدي الأم وزملاء لي"، متمنيا "الانخراط أكثر في نشاطات الجامعة في المستقبل ليساعد بلاده التي تحتاج اليه".

الخوري
وقالت ريتا الخوري:"عشنا في هذه الفترة اختبارا رائعا. أثروا فينا كثيرا بحبهم للبنان. الآن بتنا نحب وطننا أكثر، ونتمنى الاستقرار والسلام لهذا البلد الصغير الرائع ذي الأهمية الكبيرة".

وشكرت الخوري الجامعة التي منحتها فرصة الاختلاط والتعرف على إخوانها الشبيبة المنتشرين في أنحاء العالم، آملة البقاء على اتصال معهم في المستقبل "لكي يبقى لبنان من أولوياتنا".

واليوم، ختم الوفد زيارته... الكل عاد إلى بلده ينتابه شعور بالاعجاب ببلده الأم، حاملا في ذاكرته مناظر خلابة وفي قلبه حنينا إلى أوقات مميزة حميمة قضاها في حنايا وطن، يتنافس الطامعون على تخريبه، لكنه سيقوم يوما ما بجناحيه المقيم والمغترب.  ودع الوفد لبنان واعدا إياه بأن زيارته له ستتكرر قريبا.

 

*عن: الوكالة الوطنية للإعلام