اجتماع رؤساء كنائس الشرق في بكركي: النازحون والرئاسة والإرهاب
اجتمع في بكركي اليوم البطاركة ورؤساء
الكنائس الشرقية، بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي.
وبعد الاجتماع، تلا الخوري رفيق الورشا
البيان الآتي: "اليوم الثلاثاء 27 كانون الثاني (يناير) 2015، إجتمع في
الكرسي البطريركي الماروني في بكركي أصحاب القداسة والغبطة بطاركة الكنائس الشرقية
شارك فيه الكاردينال بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة،
والبطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس،
والبطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان
الأرثوذكس، والبطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك، والبطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان،
بطريرك السريان الإنطاكي، والمطران جوزف أرناؤوطي ممثلا البطريرك نرسيس بدروس
التاسع عشر، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، والقس سليم صهيوني رئيس
المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا، والسفير البابوي المونسنيور
غبريالي كاتشا، والمطارنة ميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان، ودانيال
كوريه مطران بيروت للسريان الأرثوذكس، والياس عوده متروبوليت بيروت للروم
الأرثوذكس، وبولس صياح النائب البطريركي العام، وسمير مظلوم النائب البطريركي،
والأب بول كرم رئيس "كاريتاس" لبنان، والسيد ميشال قسطنطين المدير
الوطني للبعثة البابوية، والسيدة آني كالوست ممثلة الجمعية الخيرية للأرمن
الكاثوليك، والسيد ملحم خلف من جمعية "فرح العطاء" والأباتي أنطوان
خليفه الأمين العام للدوائر البطريركية.
وتناولوا أوضاع النازحين من سوريا والعراق
إلى لبنان، وإلى داخل الأراضي السورية والعراقية الآمنة، وأولئك الموجودين في
مدنهم وبلداتهم، من حيث الخدمة التي تؤدى لهم، وحاجاتهم ومطالبهم من حكوماتهم
ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، والأسرتين العربية والدولية. وفي ختام اجتماعهم
أصدروا البيان التالي:
1- هنأ الآباء صاحب الغبطة البطريرك
الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي على نجاح العملية الجراحية المفاجئة التي أخضع
لها، وشكروا الله معه على ذلك، وعلى عودته بالسلامة لاستئناف خدمته على رأس
الكنيسة الانطاكية السريانية المارونية.
2- آلم الآباء جدا سقوط ثمانية شهداء جدد في
صفوف الجيش اللبناني على مذبح الوطن يوم الجمعة الماضي في واجب الدفاع عن الحدود،
في مواجهة مسلحي المنظمات الإرهابية التي شنت هجوما واسعا على الجيش في جرود رأس
بعلبك. وقد أحبط الجيش، بعون الله، خططها التخريبية البالغة الخطورة. وهم، فيما
يعزون قيادة الجيش وأهالي العسكريين الشهداء، يجددون الدعم الكامل لهذا الجيش،
ويدعون الجميع للوقوف إلى جانبه، ويطالبون السلطة اللبنانية بتوفير الغطاء السياسي
الكامل والموحد له، وتأمين كل حاجاته ومده بالسلاح اللازم.
3- عرض الآباء أوضاع أبناء كنائسهم في سوريا
والعراق وما أدت إليه الحروب من تدمير وتقتيل وتهجير لعدد كبير من المواطنين. كما
استمعوا إلى تقارير المسؤولين عن بعض المنظمات التي تقوم بمساعدة هؤلاء المهجرين
والنازحين، وشكروهم على جهودهم متمنين لهم التوفيق في متابعة خدمتهم. كما يشكرون
كل المنظمات والدول التي قدمت المساعدات المالية والعينية، متمنين تكثيف هذا الدعم
لتغطية حاجات هؤلاء النازحين الذين يعيشون أوضاعا مذرية ومأساوية.
4- تجاه هذه المأساة الإنسانية الكبيرة التي
يصاب بها شعبنا المسيحي ومواطنونا من الأديان الأخرى، يوجه أصحاب القداسة والغبطة
النداء إلى كل من الحكومات المحلية والأسرتين العربية والدولية، فيطالبون بتأمين
المساعدات اللازمة للنازحين، والعمل الجاد من أجل عودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم،
ومساعدتهم على إعادة بناء بيوتهم وترميمها، وتحرير الأسرى والمخطوفين العسكريين
والمدنيين ورجال الدين، ولا سيما المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، ووضع حد
للحرب في سوريا والعراق بالطرق السلمية والمفاوضات السياسية والحوار الجدي بين
المتنازعين، والتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية ومدها بالمال والسلاح. إن الأهداف
السياسية والاقتصادية، مهما كبر حجمها بنظر أصحابها، لا تبرر كل هذه الاعتداءات
المشينة بحق الإنسانية، وهي تشكل وصمة عار على جبين القرن الحادي والعشرين.
5- في لبنان، وأمام تداعيات الأوضاع العامة،
السياسية والإدارية والاقتصادية، بالإضافة إلى تلك التشريعية والإجرائية والأمنية،
يدعو الآباء الكتل السياسية والبرلمانية إلى تحمل مسؤولياتهم الدستورية الخطيرة
بانتخاب رئيس للجمهورية. وهم يأملون أن تؤدي الحوارات السياسية الجارية إلى حل هذه
الأزمة بالتعاون مع الدول الصديقة المعنية، الإقليمية منها والدولية. فلبنان يحتاج
إلى رئيس جامع معروف بحكمته ومصداقيته، صاحب فطنة ورؤية تمكنه من مواجهة التحديات
الراهنة، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت الكثيرين من
اللبنانيين يعانون من الفقر المتزايد، وتتآكلهم هموم حياتهم اليومية. كما أن
شبابنا وقوانا الحية لا يجدون أمامهم سوى شر الهجرة مرغمين. وحتى إذا ضاعفت
الكنائس والمنظمات الاجتماعية خدماتها، فهي لا تستطيع لوحدها حل تلك الأزمات، ولا
يمكنها ولا أحد سواها أن يحل محل الدولة في النهوض بالاقتصاد الوطني، وتحريك
مرافقه، وتحسين مستواه، وإيجاد فرص العمل الكافية لأبناء الوطن وسواهم.
6- في الختام، يدعو الآباء أبناءهم إلى توحيد
الكلمة ورص الصفوف، والعمل مع كل ذوي الإرادة الطيبة على إيقاف الحروب والأعمال
الإرهابية، وتكثيف الصلاة لأجل إحلال السلام العادل والشامل في هذه المنطقة
المعذبة من العالم".