السفير حمدان في رسالة للبنانييّ المكسيك: لن تهزنا العواصف ولبنان سيبقى وطنَ الرسالة
في أعقاب التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي
ضربت لبنان، وجه السفير اللبناني في المكسيك الدكتور هشام حمدان رسالة إلى أبناء الجالية
اللبنانية على أراضي المكسيك حملت عنوان "لن تهزنا العواصف"، أكد فيها
أن لبنان الذي رفد المكسيك بهذا الكمّ من الأدمغة والمهرة ليس هذا هو الذي يحاولون
أن يقدمونه اليوم في الأعلام مصبوغاً بدماء الأبرياء. وقال: سيبقى لبنان وطن
الرسالة كما وصفه الطوباوي يوحنا بولس الثاني. واضاف: فدفعنا ثمن الحرب الفلسطينية
الأسرائيلية، وها نحن الآن ندفع ثمن الفوضى الخلاقة في الدول العربية.
وفي ما يلي نص الرسالة بترجمتها العربية:
"تعرض لبنان مؤخرا الى ثلاثة تفجيرات ارهابية أدت الى مقتل العشرات وجرح المئات. رد اللبنانيون بإحياء حفل كبير على شاطئ البحر حيث غنوا رغم الألم الذي يعتصرهم على الضحايا الأبرياء. غنوا لأنهم أرادوا أن يوجهوا رسالة الى المجرمين الحقيقيين الذين دفعوا ومولوا وجهزوا عملائهم ليقوموا بالتفجيرات الأرهابية. رسالة واضحة وجازمة مستقاة من تاريخ لبنان ورسالته ودوره الذي أختاره له الله سبحانه وتعالى. لا للعنف . لا للأرهاب . لا لثقافة الموت . نعم للسلام. نعم للمحبة . نعم للتعايش المشترك والوحدة الوطنية. نموت فقط ونحن ندافع عن وطننا ورسالتنا الحضارية لا في حضن الكراهية والتعصب الديني.
أخواني أبناء الجالية اللبنانية
أخواني المكسيكيون من اصول لبنانية
أيها الأصدقاء في المكسيك
لبنان الذي رفد المكسيك بهذا الكم من الأدمغة والمهرة ليس هو هذا الذي يحاولون أن يقدمونه لكم في الأعلام المصبوغ بدماء الأبرياء. لبنان دفع غاليا ثمن الديموقراطية والحريات العامة فيه فالمجرمون استفادوا من هذه الحريات ليطعنوه خدمة لمصالحهم . والعالم الحر ترك أنبل نموذج في الشرق الأوسط لمصيره . فدفعنا ثمن الحرب الفلسطينية الأسرائيلية وها نحن الآن ندفع ثمن الفوضى الخلاقة في الدول العربية. لبنان الذي أوجده الله بمميزات طبيعية وديموغرافية وجغرافية فريدة وجعله موطن المعذبين من الأقليات المختلفة في منطقتنا فجمع 18 مذهبا دينيا مسيحيا أو مسلما أو يهوديا هو الآن نموذج لرسالة السيد المسيح فهو يمحي بدم أبنائه خطايا السياسات الأقليمية والدولية المختلفة.
لا أيها الأخوة، سيبقى لبنان بإرادة الرب، تَبارك اسمه، وطنََ الرسالة كما قال عنه الطوباوي يوحنا بولس الثاني. سيبقى الوطن الذي ينجب مثل جبران خليل جبران صاحب كتاب النبي الذي صار يهدي الأنسان في أخلاقه. سيبقى لبنان الريشة التي ساهمت في أعداد اعلان الأمم المتحدة لحقوق الأنسان ومبادئ المحكمة الجنائية الدولية. سيبقى لبنان بلد القيم التي طبعت ملايين من أبنائه في دول الأنتشار حيث قدموا أزهى صورة عن العطاء والأخلاص والتفاني في العمل والولاء للبلد الذي أختاروه وطنا جديدا لأبنائهم .