الراعي لوفد شبيبة الاغتراب: تسجيل المغتربين ضروري لأن نظامنا ديمغرافي
شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار
بشارة بطرس الراعي على أن لبنان بلد تعدّدي ورسالة للشرق الذي يعيش حرب التعايش،
قائلاً: مسلمون ومسيحيون نعيش مع بعضنا بالتساوي والإحترام المتبادل. ودعا الراعي
المغتربين الى تسجيل أنفسهم في سجلات النفوس لأن نظامنا ديموغرافي.
الراعي استقبل في الصرح البطريركي الصيفي
في الديمان وفدا من الشبيبة المتحدرين من اصل لبناني الذي يزور لبنان بدعوة من
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وقد رافق الوفد رئيس الجامعة ميشال
الدويهي، والامين العام للجامعة طوني قديسي.
الدويهي ألقى كلمة اشار فيها الى ان وفد
الشباب المتحدر من اصل لبناني يزور لبنان للمرة الاولى، وقد قدم من 14 دولة للتعرف
الى البلد الام.
ثم كانت كلمة لشانتيري شكر فيها البطريرك على
الاستقبال مؤكدا التعلق بالوطن الام ومحبة الجميع له. ورد البطريرك بكلمة قال فيها: ان زيارتكم للبنان
نعتبرها كنزا كبيرا، ونشكركم على زيارة هذا الصرح ونشكر الجامعة اللبنانية
الثقافية في العالم التي عملت على تنظيم مجيئكم الى لبنان. ونهنئ ملكة جمال
الاغتراب على فوزها باللقب، وعلينا الاستمرار في الترابط بين شبيبة لبنان المقيم
والمغترب لأن هذين التعارف والصداقة يوطدان العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان
المنتشر، وقد أنشأنا في الكرسي البطريركي مكتبا خاصا لقضايا الشبيبة والانتشار،
ونأمل ان نتعاون مع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والرابطة المارونية
والمؤسسة اللبنانية للانتشار لتوطيد العلاقة في ما بيننا جميعا لخدمة هذا الوطن.
وأدعوكم الى الحفاظ على وجودكم اللبناني من خلال تسجيل انفسكم في سجلات النفوس
للحفاظ على كل الحقوق العائدة اليكم، فالارض تبقى ولبنان باق، ومن الضروري والمهم
الحفاظ على الجنسية والهوية، كما تعرفون ان النظام اللبناني يقوم على
الديموغرافيا، أي أن المسلمين والمسيحيين متساوون ويتشاركون في الحكم والادارة
بحسب العدد الديموغرافي لكل منهم، لذا من المهم تسجيل انفسكم في سجلات النفوس لان
نظامنا ديموغرافي، وادعو الجميع مسلمين ومسيحيين الى القيام بهذه الخطوة لانها
ضرورة وطنية.
وأضاف: أنتم تعيشون في بلدان ليس للدين
فيها علاقة بالدولة، فالعالم الغربي يفصل بين الدين والدولة، لكن في المشرق، ما
عدا لبنان، كل الانظمة دينية. فعند المسلمين دين الدولة هو الاسلام والشريعة
القرآنية هي الاساس، وفي اسرائيل اليهود يحكمون وفق طقوسهم، أما في لبنان فهناك
فصل بين الدين والدولة، ولكن بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين، فلبنان بلد تعددي
ورسالة للشرق الذي يعيش هذه الفترة حرب التعايش.
ورأى أن السنة والشيعة غير قادرين على
التعايش في ما بينهم، واليهود غير قادرين على التعايش مع العرب في اسرائيل
وفلسطين، أما الاصوليون فغير قادرين على التعايش مع المعتدلين على المستوى
الاسلامي، ولبنان يعطيهم هذه الرسالة وهذا النموذج. نحن، مسلمين ومسيحيين، نعيش مع
بعضنا بالتساوي والاحترام المتبادل، وهذا هو دور لبنان الكبير بالنسبة الى العالم
العربي، وعليكم انتم ان تعرفوا العالم الى خصوصية وطنكم، ولاسيما أنكم تسمعون
بصدام الحريات وصدام الحضارات والثقافات، لكن لبنان يناقض ذلك، ففيه تعايش
الحضارات والاديان. وقد قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني انه نموذج للشرق والغرب.
وأنتم سفراء حقيقيون للبنان الى جانب السفارات والبعثات الديبلوماسية الرسمية،
وندعوكم الى التعريف بوطنكم حيث أنتم، فتحملون التقاليد والروح اللبنانية الى
زملائكم، ونأمل ان تستمروا في زيارة بلدكم الام وان تقنعوا غيركم بالمجيء الى هذا
الوطن، لأنه بلد الآباء والاجداد، وله تاريخ عريق ومجيد".
وقد سلم مسؤول الشبيبة في العالم ديماس شانتيري باسم الوفد درعا تذكارية للبطريرك الراعي.