لبنان يفرض فيزا على السوريين ولا يُقفل الحدودَ أمامهم.. فما هي شروط الفيزا؟
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قيام البلدين، أعلنت “المديرية العامة للأمن العام اللبناني” في بيان لها صادر بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) 2014، عن وضع معايير جديدة تنظّم دخول السوريين إلى لبنان والإقامة فيه، بحيث يحتاج السوريون إلى سمة (فيزا) تحدّد فترة إقامتهم وغرضها في لبنان، وفق شروط محددة ووثائق مطلوبة.
وهذا الإجراء الذي يبدأ سريانه الاثنين، يأتي في سياق استكمال السياسة الهادفة إلى تنظيم حركة دخول السوريين إلى لبنان بعدما بلغ عدد اللاجئين فيه اكثر من مليون ونصف مليون منذ العام 2011.
مع الإشارة إلى أن المديرية لم توضّح مكان منح السمة (الفيزا)، لكن من المتوقع أن يتم ذلك على الحدود اللبنانية السورية، ولا يذكر القرار أن السلطات اللبنانية ستستوفي أي رسوم لقاء سمات الدخول (الفيزا(:
وبحسب “المديرية العامة للأمن العام اللبناني” نصت المعايير على التالي:
سياحة: مطلوب حجز فندقي، ومبلغ يوازي ألف دولار أميركي، والأوراق الثبوتية اللازمة (هوية سليمة/جواز سفر)، دفتر العائلة إذا كانت العائلة برفقته، ويمنح بناءً عليها: ويمنح سمة سياحية تتناسب مع مدة الحجز الفندقي قابلة للتجديد في المركز الإقليمي التابع له مكان إقامته). |
|
زيارة عمل: مطلوب الأوراق الثبوتية اللازمة (هوية سليمة / جواز سفر)، ودفتر العائلة (إن كانت برفقته)، وما يثبت صفته كرجل أعمال، مستثمر، نقابي، موظف في القطاع العام السوري، رجل دين، إلخ. أو تعهد إجمالي أو إفرادي بالمسؤولية من شركة كبيرة أو متوسطة أو مؤسسة عامة لحضور اجتماع عمل أو المشاركة بمؤتمر. ويمنح بناءً عليها: إقامة مؤقتة لمدة أقصاها شهر. |
|
مالك عقار: مطلوب الأوراق الثبوتية اللازمة (هوية سليمة / جواز سفر)، دفتر العائلة (إذا كانت عائلته برفقته)، سند ملكية أو إفادة عقارية حديثة (شهر واحد). ويمنح بناءً عليها: إقامة مؤقتة لمدة ستة أشهر. |
|
الدراسة: مطلوب الأوراق الثبوتية اللازمة (هوية سليمة / جواز سفر)، صورة فوتوغرافية، الشهادات التي استحصل عليها وسيُقبل إنتسابه الى جامعة على أساسها. ويمنح بناءً عليها: سمة (فيزا) لمدة سبعة أيام، وبعد إثبات التسجيل يمنح إقامة دراسية. |
|
السفر من لبنان: مطلوب جواز السفر، تذكرة سفر غير قابلة للاسترداد (يتم التأكد منها)، وتأشيرة دخول الى البلد المنوي السفر إليه. ويمنح بناءً عليها: سمة (فيزا) لمدة 48 ساعة مع إفادة مغادرة. |
|
للسفر بحراً من لبنان: يُسمح بدخول السوريين المسافرين عبر أحد الموانىء اللبنانية بموجب تعّهد بالمسؤولية إجمالي يتقدّم به الوكيل البحري للباخرة الى مركز أمن عام المرفأ (مكان إنطلاق الباخرة) قبل 48 ساعة من موعد إنطلاق الباخرة، يتعهد بموجبه بنقل المسافرين من الحدود الى المرفأ ويكون مسؤولاً عنهم طيلة فترة تواجدهم على الأراضي اللبنانية. تُفاد الدائرة الأمنية عن الوضع ويُصار إلى منحهم إذن بالعبور إجمالي لمدة 24 ساعة كحد أقصى. |
|
العلاج الطبي: مطلوب تقارير طبية أو إفادة متابعة علاج لدى إحدى المستشفيات في لبنان أو لدى أحد الأطباء بعد التأكد من صحة إدّعائه. ويمنح بناءً عليها: سمة (فيزا) لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد لمرة واحدة ولمدة مماثلة. |
|
مراجعة سفارة أجنبية: مطلوب ما يثبت إدعائه لجهة الموعد. يمنح بناءً عليها: سمة (فيزا) لمدة 48 ساعة. |
|
دخول بموجب تعهد مسبق بالمسؤولية: لا يسمح بدخول السوري الذي لا يمكن تصنيف سبب زيارته ضمن الفئات الواردة أعلاه إلا في حال وجود مواطن لبناني يضمن ويكفل دخوله، إقامته، سكنه ونشاطه، وذلك بموجب تعهد بالمسؤولية. وعليه، يمنح كل سوري قادم للدخول بموجب “تعهد بالمسؤولية” سمة دخول (فيزا) لمدة 4 أيام، وتجدد مرتين لمدة ستة أشهر. |
وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أكّد أن أنّ “ما أعلنَته المديريّة العامة للأمن العام عن وضع معايير تُنظّم دخولَ السوريّين إلى لبنان والإقامة فيه ليس جديداً، إذ إنّه لطالما تَطلّبَ الدخول إلى لبنان مَلءَ استمارةِ دخولٍ لتوضيح السبب، أي إمّا أن يكون طالبَ سياحة، أو زيارة عمل، أو من مالكي العقارات"، وقال لـ”الجمهورية”: "لم نقفِل الحدود، ولكن اتّخذنا القرار بمنع النزوح السوري إلى لبنان ما عدا الحالة التي تتَطلّب الاستشفاءَ وإبرازَ تقرير طبّي، أسوةً بالحالات التي تتطلّب إبرازَ السبب في الدخول إلى لبنان، بحيث يُمنَح طالب السياحة سِمةً سياحية، وطالبُ زيارة العمل له سِمةٌ يُمنَح بموجبها إقامةً موَقّتة لمدّة أقصاها شهر، فيجب أن يكون في حوزته ما يُثبت صفتَه كرجل أعمال، أو مستثمِر. وتُمنَح لمالك العقار إقامة موَقّتة مدّتُها 6 أشهر، وتتطلّب هوية شخصية سليمة أو جواز سفر، ودفتر عائلة إذا كانت العائلة برفقةِ طالب السِمة، بالإضافة الى سَند ملكية أو إفادة عقارية حديثة. والقادمون للدراسة يُطلَب منهم ما يُثبتُ القبولَ في الجامعة أو المدرسة”.
ويقول إنّ “القرار بمنعِ اللجوء السوري إلى لبنان هو لضبطِ الفلتان على الحدود، خصوصاً أنّ النزوح الذي أوجَد مليون و200 ألف، انخفَض عددُه 100 ألف بعد القرار الذي اتّخذناه”، مشيراً إلى أنّ “وزارة الشؤون الاجتماعية لديها خطّة عمل لإعادة مسحِ الوضع السوري وتقويمه، وذلك من خلال التأكّد من انطباق صفات النازح على الموجودين في لبنان وإلّا فيتمّ شطبُهم من قبَل المفوّضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين”.
أما النائب نعمة الله أبي نصر فقال عن القرار: “قد تكون هناك أسباب مبرّرة لزيارة لبنان، كاستعمال مطار بيروت أو السياحة أو تصريف أعمال في شركات، لكنّ أعداد هؤلاء لا تتعدّى بضعة الآلاف، أمّا السوري الذي يدخل الى لبنان لتأييد فلان أم علتان أو للانضمام الى بعض الحركات المخِلّة بالأمن والمشاركة في الأحداث التي حصلت والتفجيرات التي شهدَتها البلاد، فهذا “ما إلو شِغل عنّا”، حتى إنّ الذين يأتون للإقامة فقط فاستيعاب البلد محدود نظراً إلى الكثافة السَكنية والأوضاع السياسية المالية والاقتصادية التي يتخبّط فيها لبنان، لذلك تدبير الأمن العام محِقّ، وكان من المفترض أن يُطبَّق قبل نزوح مليون ونصف مليون سوري، إلّا أنّنا نشعر من خلال هذا التدبير بأنّ هناك جهازاً يعمل لصالح دولة يُفترَض أن تكون مستقلة”.