Follow us

image

الرهينة مارشا مخايل: لبنانية من البرازيل إلى أستراليا... فإلى قبضة إرهابيّ مقهى لينت

بين أكثر من 300 ألف مغترب ومتحدر لبناني في أستراليا، وفوقهم 6 ملايين تقريبا بالبرازيل، تشاء الصدف أن تقع واحدة منهم رهينة في سيدني بقبضة الشيخ الإيراني معن هارون مؤنس، ومن أبرز رهائنه، لأنها تواصلت من حسابها في “فيسبوك” مع أفراد عائلتها وأصدقائها الموزعين بين البلدين، لتخبرهم بما يحدث، وظهرت في فيديو مع 3 رهائن أخريات ليذعن مطالبه بأمر شخصي منه، حتى انتهت جريحة قبل قليل من مقتله مساء الاثنين بالتوقيت العربي، وفي الثانية فجر الثلثاء بتوقيت أستراليا.

مارشا (مارسيا) مخايل، ولدت منذ 44 سنة في مدينة “غويانيا” عاصمة ولاية غوياس بوسط البرازيل، وعلمت حكومة الولاية بشأنها من أقاربها هناك، فأبلغت الخارجية التي اتصلت بدورها بقنصليتها في سيدني، وبساعات ألمت وسائل الإعلام البرازيلية بخبرها الذي وصل صداه إلى “العربية” فجمعت منها ومن صحف أسترالية معظم ما يلبي الفضول عن مارسيا الأم لثلاثة أبناء، أعمارهم 21 و15 و9 سنوات.

إحدى صحف البرازيل، وهي “فوليا دي سان باولو” الشهيرة، اتصلت بصديقة لمارسيا من زمن الدراسة في “غويانيا” بعد أن وجدتها بين أصدقائها في “فيسبوك” فقالت الصديقة إن والدي مارسيا مهاجران من لبنان “وكانا يملكان مطعماً لبنانياً في غويانيا، حين كانت زميلتي بالمدرسة، وكذلك شقيقها”، مضيفة أن عائلتها غادرت البرازيل إلى أستراليا حين كان عمرها 14 سنة، ولم يبق لها في غويانيا إلا أقارب.

تابعت الصديقة وأخبرت أن عائلة مارسيا اعتادت تزويج أفرادها من لبنانيين ولبنانيات، فزوجوها للبناني في أستراليا، فيما نشرت صحيفة “أو غلوبو” البرازيلية، نقلاً عن قريبة لها في البرازيل، أنها من عائلة خوري، ومخايل هي عائلة زوجها، طبقاً لما قرأت “العربية” في الصحيفة التي اتصلت هاتفياً بشقيقها جورج المقيم في مدينة قرب سيدني، وعلمت منه أنها مهاجرة منذ 30 سنة في المدينة، وأنها تمكنت من الاتصال هاتفياً من المقهى بأحد أبنائها حين كانت محتجزة، فبكت لثوان ثم انقطع الخط.

وروى جورج أن شقيقته “مديرة مشاريع تكنولوجية وفي حقل المعلوماتية بأحد البنوك”، وأن له شقيقة ثانية اسمها كلاوديا، فيما نشر موقع 9.News الأسترالي أنها بطلة بكمال الأجسام، وتعمل في بنك Westpac الواقع مقره في مبنى يقع فيه أيضا مقهى “ليندت” الذي تم احتجاز الرهائن فيه. أما هي فتذكر بموقعها في “فيسبوك” القليل عنها شخصيا، وهو موقع فيه 10751 متابعا حتى صباح الثلثاء، كما و428 صديقاً و4 صور.

يبدو أنها حين توجهت إلى عملها صباح الاثنين، دخلت المقهى لتتناول شيئاً ما، وصادف حظها السيئ أن يكون الشيخ الإيراني هناك، فاحتجزها مع 17 من عمال وزبائن كانوا فيه، وبعد دقائق بثت من هاتفها الجوال رسالة إلى حسابها في “فيسبوك” طالبة النجدة، فعلم الجميع بأمرها، وألحقتها بعد ساعات برسالة ذكرت فيها مطالب محتجزها بعد أن أجبرها على كتابتها، فأسرع ذووها وفتحوا صفحة في الموقع سموها Pray for Marcia Mikhael  فأقبل عليها الداعون إلى لله بأن يحميها مما كانت فيه.

وفي لحظة ما من الاحتجاز، قام الشيخ الإيراني معن هارون بإجبارها و3 رهائن أخريات على الظهور أيضاً في فيديو تم تصويره من هاتف جوال على ما يبدو، وفيه بدا خلف كل منهن شاب من الرهائن يحمل راية كتب عليها “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وبدأن يوجهن رسالة إلى رئيس الوزراء الأسترالي ويعلن عن شروط المحتجز ومطالبه

 


والشروط سهلة وقليلة، ويمكن التعرف إليها، وكذلك مشاهدة الفيديو الذي تظهر فيه مارسيا مخايل، بالاطلاع على موضوع آخر منشور في “العربية.نت” اليوم، وهو بعنوان “بالفيديو.. 4 سيدات من رهائن المقهى طالبن بعلم داعش” لمن يرغب بمعرفة المزيد عن الرجل الذي جاء إلى أستراليا لاجئاً قبل 18 سنة، وفيها مات الاثنين بعملية إرهابية نفذها وانتهت بعد 16 ساعة بمقتل محامية عمرها 34 وأم لثلاثة أبناء، وبمقتل مدير المقهى، وعمره 34 سنة. أما الجرحى فكانوا 3 رهائن، بينهم مارسيا مخايل.

وكانت مارسيا التي تضع بين صورها في “فيسبوك” واحدة لحرف “نون” الذي يشير به “الدواعش” إلى النصارى، بين أبرز الرهائن لأنها الوحيدة التي تمكنت أيضا من بث رسائل كتبتها في “فيسبوك” لتخبر فيها عائلتها المهاجرة مثلها في سيدني، وكذلك زوجها وأولادها الثلاثة بما يجري. ومع أن ما كتبته كان قليلا، إلا أنه كان مفيدا للشرطة بالتأكيد.