قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال انعقاد مؤتمر الديبلوماسية الفاعلة في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس إنّ "الذين يعيشون في أميركا اللاتينية يُدركون قضايا الجاليات اللبنانية هنا ومشاكلها، ويتفاعلون معها بطريقة مختلفة. وهذه القارة مهمة جدّاً بالنسبة لنا، لأنّ عدد اللبنانيين المقيمين فيها يوازي ثلاث مرات عدد اللبنانيين في لبنان. وهم لبنانيون كاملو الأوصاف، يعرفون لبنان ويُدركون مشاكله، ولكن المشكلة تكمن في أن قسماً كبيراً من المتحدّرين من أصل لبناني في أميركا اللاتينية لا يتكلم اللغة العربية، ولا الانكليزية، ولهذا يصعب التواصل معه، إلاّ عبر العاطفة".

وأشار باسيل في المؤتمر الذي ضمّ رؤساء البعثات الديبلوماسية في دول أميركا اللاتينية إلى "إنّ موضوع التبادل التجاري بين لبنان وأميركا اللاتينية نوليه أهمية كبيرة، فبحسب الأرقام نجد أنّه خلال الخمس سنوات الأخيرة، كان معدّل تصدير المنتوجات من لبنان الى أميركا اللاتينية 14 مليون دولار سنوياً فقط. فيما لدينا إمكانات كبيرة يجب الإستفادة منها لتحقيق أرقام أعلى".

وكان سفير لبنان في الأرجنتين أنطونيو عنداري قد أقام مأدبة عشاء على شرف الوزير باسيل في فندق "ألفيار" في بوينس أيريس التي وصلها في محطة أولى من ضمن جولته الرسمية على بعض دول أميركا اللاتينية. شارك في العشاء حضره وزير الصحة الأرجنتيني خوان منصور، نائب وزير الخارجية الأرجنتيني إدواردو زوين، النائبة في البرلمان الأرجنتيني سينتيا مجدلاني، النائب وعضو لجنة الصداقة اللبنانية- الأرجنتينية الدكتور هيكتور أوليفاريس، نائب حاكم ولاية سانتياغو دي ليستيرو خوسيه نادر، رئيسا جامعتين في الأرجنتين خوان طوبيا ودانيال خزامي، رئيس الغرفة التجارية الأرجنتينية- اللبنانية أنطونيو عرموني، ورؤساء الطوائف، وحشد من ممثلي الجمعيات اللبنانية في بيونس أيرس.

وألقى السفير عنداري كلمة رحب فيها بالوزير باسيل، وقال: "بين لبنان والأرجنتين وشائج وتاريخ وعُرى. فالأول يجمع على مساحته الصغيرة أدياناً ومذاهب تلتقي وتتفاعل ضمن تجربة حضارية متميّزة تبقى هي النموذج رغم المحن والمآسي. أمّا الثانية فهي مساحة شاسعة جامعة تُجسّد غنى الطبيعة والإنسانية، هي التي فتحت ذراعيها واحتضنت اللبنانيين المهاجرين حيث تستوي في نظامها الأديان على تنوّعها. والأرجنتينيون اللبنانيون اتحدوا بها وبنوا في كلّ زاوية من زوايا هذه البلاد لبنانَ آخر".

ولفت عنداري إلى أنها "هي المرة الأولى التي يُعقد فيها اجتماع مماثل في أميركا اللاتينية، وأن الوزير باسيل سيلتقي المسؤولين الأرجنتيين ويبحث في سبل تطوير العلاقات بين البلدين كما يلتقي الأرجنتينيين من أصل لبناني، وسيحضر اجتماع دول الـ "ماركوسور" لفتح الأبواب أمام الصادرات اللبنانية وتشجيع التجارة بين هذه الدول وبين لبنان." ودعا عنداري الى العمل على وصل الإنتشار اللبناني مجدّداً بأرض الآباء والأجداد.