Follow us

image

انتهاء أزمة الرهائن في سيدني والجالية اللبنانية تقيم صلاة إسلامية مسيحية يهودية مشتركة في لاكمبا

بعد 17 ساعة من احتجاز متطرف عدداً من الرهائن داخل مقهى في وسط مدينة سيدني الأسترالية، أفادت الشرطة في بيان، عن مقتل محتجز الرهائن وانتهاء عملية الاحتجاز بعد اقتحام مقهى "شوكولا لينت" من أحد أبوابه الجانبية. واشارت وكلات الأنباء ووسائل الإعلام الأسترالية الى سقوط قتيلين وإصابة 4 بجروح من بين الرهائن إضافة إلى مقتل منفذ الهجوم الذي أدى إلى شلّ الحركة في مختلف أنحاء سيدني وأرهاب ساكنيها.

وقد قال مسؤول في الشرطة إن لاجئًا إيرانياً يقف وراء الهجوم ومعروف عنه أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أستراليين قتلوا في الخارج. وذكرت تقارير إعلامية أن المسلح كان قد طلب (وفقاً لما نقلته القناة العاشرة بعدما تمكنت من التحدث إلى رهينتين) تزويده بعلم تنظيم داعش، والتحدث مباشرة مع رئيس الوزراء الأسترالي معلنا عن وجود 4 عبوات معدة للتفجير في المدينة، اثنتان في مقهى لينت في مارتن بلايس، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني.

موقع "جبلنا ماغازين" الذي كان قد واكب الحدث منذ لحظاته الأولى بالتعاون مع أفراد من الجالية اللبنانية في أسترليا، كان قد نقل من سيدني بأن رئيس الجمعية الإسلامية اللبنانية سمير دندن أفاد بأن الشخصيات المعنية بالجالية المسلمة على استعداد لتقديم أي خدمة تطلبها الجهات الأسترالية الرسمية إذا احتاجت لذلك.

هل كان من لبنانيين بين المحتجزين؟
صحيفة "النهار" نقلت عن مطران الموارنة في اوستراليا انطوان شربل طربيه قبيل تحرير الرهائن أن "لا لبنانيين بين المحتجرين". واعتبر ان "الاحداث الامنية التي تحصل في اوستراليا بسبب الوضع في الشرق الاوسط تؤثر سلباً على الوضع الامني في اوستراليا ككل، فهذا الحاث فاجأ الجميع لانهم اعتبروا انهم بعيدون عن هذا التطرف وانه لن يصل الى هنا". واضاف: "لكننا نثق بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة الفيدرالية والمحلية وحضورها السريع لاحتواء العمل الترهيبي ".
واوضح ان "الحكومة اتخذت اجراءات وقائية تمنع سفر بعض الاوستراليين للمشاركة في القتال وبدأت بتنفيذها بعدما تمكنت من تحديد مكان ثمانين في المئة من هؤلاء وهي تعمل على ملاحقتهم".
وقال: "المجتمع الاوسترالي تعددي ويدعم الحفاظ على الانتماء الاثتني والديني، وأظن ان واقع الحرية التي تقدمها اوستراليا تمت الاستفادة منها، ما سهل نمو ظاهرة التطرف وتشجيع الشباب الاوسترالي للمشاركة في القتال الى جانب داعش". وعن العلاقة مع الحكومة الاوسترالية وانعكاس ما يجري على الجالية اللبنانية، اكد ان "العلاقة مع الحكومة جيّدة جداً ولن تؤثر عليها تصرفات بعض الاشخاص المتطرفين".

وبدوره، قال قنصل لبنان في سيدني جورج بيطار غانم ان" لا معلومات مؤكدة من السلطات الاوسترالية ان من بين المحتجزين اي اوسترالي من اصل لبناني او ان يكون المعتدي اوسترالياً من اصل لبناني وفق ما تناقلته بعض المعلومات".
واعتبر القنصل غانم ان "موجة التطرف التي ظهرت في الاونة الاخيرة في سيدني وارتباط بعضها بعدد من اللبنانيين مقلقان لكن الامر لم يمنع الجالية اللبنانية من التوحد في وجه هذه الهجمة التي لا تعبّر عن اللبناني وعن انتمائه للمجتمع الاوسترالي التعددي". واضاف ان "الجالية صدمت بوصول "داعش" الى سيدني لاعتبارها انها بعيدة جدًا عن ما يجري في الشرق الاوسط". واوضح انه "في السابق انضم بعض المتحمسين الى "داعش" للمشاركة في القتال الى جانبه، لكن اليوم الحكومة الاوسترالية شددت اجراءات السفر بعدما رصدت حالات عدة تؤكد سفر البعض الى سوريا والعراق".

صلاة مشتركة في جامع لاكمبا
الدكتور جمال ريفي وهو شقيق وزير العدل اشرف ريفي قال لـ"النهار" ان "ما جرى اليوم ليس الحادث الاول الذي يضع الجالية اللبنانية والمسلمة تحديداً امام هذا الموقف، فمنذ احداث 2011 ونحن نعاني من هذه الاحداث التي تنعكس سلباً على جاليتنا، لكن ما جرى اليوم يضعنا تحت ضغط كبير. وبفضل قيادات الجالية وحكمتها تمكنت من تخطي هذا الضغط، من خلال الموقف الموحد الذي اتخذ في وجه هذا العمل البربري لأن أمن اوستراليا وسلامتها من أمن الجالية وسلامتها، ومساء اليوم أقمنا صلاة مشتركة امام مسجد لاكمبا في سيدني، شارك فيها حاخام يهودي وشيخ وراهب للصلاة من اجل الافراج عن المحتجزين سالمين".
وجدد ريفي رفض الجالية اللبنانية لاي عمل بربري يقوم به اي شخص مهما كان انتماؤه العرقي. وقال "الحكومة الاوسترالية لم تتخذ اي موقف سلبي تجاهنا بالعكس اتخذت اجراءات أمنية لحمايتنا على اعتبار اننا مواطنون اوستراليون مثل اي مواطن اوسترالي اخر". وختم قائلا : "الجالية اللبنانية والمسلمة تحديداً ترفض اي عمل ارهابي ولن تكون يوماً بيئة حاضنة له، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الاشخاص المؤيدين للتطرف ".

من هو الجاني؟
وفق معلومات أمنية حصلت عليها جريدة "النهار" من مصدر اغترابي اوسترالي، فإن الشخص الذي نفذ الاعتداء، هو "من اصل ايراني يدعى هارون مونيس ويعاني من اضطرابات عقلية ويدعي انه شيخ وكان يعطي دروساً في الدين الاسلامي وهو في العقد الرابع من العمر ولديه مشاكل مع الشرطة الاوسترالية بسبب قضايا جنائية من بينها الاشتباه بدور له في اغتيال زوجته السابقة". كما هو متهم ببعث رسائل كراهية لاسر جنود أوستراليين قتلوا في الخارج. ووصل مونيس الى سيدني في العام 1996 بصفة لاجىء سياسي إيراني. 

ولفتت أقوال وكتابات متداولة لمونيس تم تناقلها عبر مواقع الانترنت، ومنها ما يؤكد مبايعته لـ"خليفة هذا الزمان" من دون تسميته، وفي مكان آخر، توقف البعض عند عبارة منسوبة للجاني وهي: "لقد كنت رافضياً (كلمة تستخدمها التنظيمات المتطرفة للدلالة على اتباع الطائفة الشيعية)، ولكني لم أعد كذلك، والحمدالله".