خاص جبلنا ماغازين - ووكالات

بعد ساعات على التهديد الذي طال المصلين في كنيسة سيدة لبنان في هاريس بارك – سيدني قبل قداس خاص كان الشباب الماروني قد أعده للصلاة على نية مسيحيي العراق وجمع التبرعات لهم، تتواصل عمليات المداهمات الأمنية في معظم أنحاء مدينة سيدني للبحث عن مشبوهين. وقد تم اعتقال ما لا يقل عن 15 شخصاً، مما أسفر عن إحباط أعمال إرهابية خطيرة كانت ستشهدها مدينة سيدني المكتظة بالبشر على اختلاف جنسياتهم وعرقياتهم وأديانهم.

وفي هذا الإطار، علم موقع "جبلنا ماغازين" أن تهديدات داعش – أستراليا طالت أمس مدرستين كاثوليكيتين لبنانييتين في سيدني هما: مدرسة سيدة لبنان، وهي تابعة لرعية الكنيسة التي تعرضت للتهديد الأربعاء، ومدرسة مار شربل. إضافةً إلى مدرسة الروح القدس، وهي مدرسة كاثوليكية تقع في منطقة لاكمبا ذات الكثافة السكانية المسلمة. ولم يتسنى ل"جبلنا ماغازين" الحصول على معلومات إضافية عن مكان وزمان التهديد وكيفية حصوله، إلا أنه علم أن التهديد وجه إلى راهبة وعدد من الطلاب.

وأشارت وسائل الإعلام الأسترالية مساءً أنه بنتيجة المداهمات التي شارك فيها أكثر من 800 رجل أمن في أنحاء سيدني، وهي العملية الأكبر من هذا النوع في البلاد، تم إحباط عدد من المخططات الإرهابية لضرب الأمن وإثبات حضور داعش في أستراليا. ومن هذه المخططات كان هناك مخطط خطير بقيام عناصر من هذه المنظمة الإرهابية بخطف عشوائي يطال شخصين من المارة في مدينتين أستراليتين، بينهما سيدني، ثم القيام بذبحهما أمام الناس في الشارع لإحداث حالة من الرعب وتأكيد السيطرة الداعشية في المدينتين المعنيتين في أستراليا.

وسط ذلك، قالت مهاجرة لبنانية في سيدني ل"جبلنا ماغازين" قبيل خلود المدينة إلى النوم بعد يوم أمني حافل: "نعيش حالة رعب حقيقية بعد ما شهدته المدينة من تهديدات وما لحقها من مداهمات. التهديد طال المدارس التي يؤمها أولادنا. ولا أعتقد أنني سأرسل ابنتي إلى المدرسة غداً، وهي مدرسة الروح القدس في لاكمبا". وأضافت: "يسوع سيحمينا ويحمي أولادنا. وللأسف، أتينا من لبنان إلى هذا البلد لكي يكبر أولادنا في جو من الأمن والطمأنينة، فلحق بنا الخوف على مصيرهم إلى هنا".

وفي أعقاب تهديد مؤيدين ل"داعش" أمس المصلين في كنيسة سيدة لبنان، دهمت الشرطة عشرات المنازل في سيدني وبرزبن كجزء من أكبر عملية لمكافحة الارهاب في تاريخ استراليا.

وفي عملية مشتركة بين الشرطتين المحلية والفيدرالية وجهاز المخابرات آزيو، جرى اعتقال ما لا يقل عن 12 شخصا في سيدني، كما جرت عمليات اقتحام مماثلة في مدينة بريزبن.

وقال وزير الهجرة سكوت موريسون ان “هذه الاعتقالات تظهر حجم التهديد الداخلي، فهو ليس مجرد تهويل بل واقع قائم”.

في هذه الأثناء، أصدرت “القوات اللبنانية” في سيدني بياناً دانت فيه بـ”شدة الاعتداءات على الكنائس، وخصوصا ما حصل من تعد وتهديد للمؤمنين في كاتدرائية سيدة لبنان في هاريسبارك”.

وطالب البيان “المراجع المختصة بإتخاذ أقصى العقوبات في حق هؤلاء القلة من المهووسين ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه القيام بهذه الاعمال المشينة والجبانة ليتذكروا انهم في أستراليا، بلد الحق والقانون والحرية”.

ودعت القوات اللبنانية في أستراليا “جميع الأحزاب والجمعيات والفاعليات في الجالية اللبنانية والعربية الى إتخاذ موقف واضح وصارم بإدانة هؤلاء المخالفين والمتخلفين والمساهمة بمحاسبتهم وبقساوة، لما لهذه الاعمال من تأثير على سمعة الجالية اللبنانية عامة والمسلمة خاصة، لناحية ثقافتها وحضارتها وانخراطها في المجتمع الاوسترالي والتزامها القانون والنظام واحترام الاخر”.

كما دعا البيان “الأعضاء والمناصرين إلى إلتزام الهدوء والقانون وعدم التهور وعدم الانجرار للاستفزازات الجبانة من اي نوع كانت”، مؤكداً على الثقة بالقانون الأسترالي والأجهزة المختصة”.

بدوره، استنكر تيار المستقبل في استراليا التهديدات التي تعرضت لها كنيسة سيدة لبنان في هاريس بارك في سيدني، والتي قام بها أحد المتطرفين. واعتبر أن “هذه الممارسات بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام السمحة وتسيء الى المسلمين في إستراليا كما في كل مكان”.

وشدد التيار على “ضرورة عدم نقل أجواء ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط إلى أستراليا”، داعيا “أبناء الجالية الى التنبه لتصرفات أولادهم خصوصا وأن عددا من أبناء الجالية المغرر بهم توجهوا للقتال في سوريا والعراق ما أساء الى دور وسمعة الجالية في أستراليا”، داعيا “الجميع إلى المحافظة على الهدوء وعدم الإساءة إلى أستراليا بلد التعددية الحضارية الذي يتمتع به الجميع بالحقوق والواجبات نفسها” .

وقد اجرى منسق التيار في أستراليا عبدالله المير، بتوجيه من أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، إتصالا بالمطرانية المارونية مستنكرا بشدة ما حصل من تهديد.

للاطلاع على الخبر السابق عن التهديد الذي تعرضت له كنيسة سيدة لبنان اضغط على الرابط التالي:

http://www.jabalnamagazine.com/page_details.php?type=activities&id=522#.VBrcixa86pM

المصادر: جبلنا ماغازين ووكالات