جبهة النصرة تصعّد تهديداتها في ملف الأسرى وسلاح أميركي للبنان لقتال داعش
على وقع طبول الحرب التي يقرعها الحلف الدولي على منظمة "داعش" الإرهابية في العراق وسوريا، والذي أصبح لبنان فعلياً عضواً فيه بعد توقيعه على "بيان جدة"، تسلم الجيش اللبناني دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية، حيث حطّت طائرتان أميركيتان في القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي محمّلتان بالأعتدة العسكرية والذخائر، ومن هذه الأسلحة ألف بندقية A4، و500 بندقية M16، وهي من أحدث طراز بندقية، إضافة إلى 480 صاروخ 4AT المحمول على الكتف والمضاد للدروع، وعدد كبير من مدافع الهاون "Morter" مع ذخائرها التي تنوّعت بين هاون 81 ملم و120 ملم. ومعلوم أن هذه الأسلحة تستعمل في معارك تخاض حروبها بطريقة حروب العصابات. وبحسب ما نشره موع "المدن" الإلكتروني، فإن لهذه المساعدات الأميركية رسالة واضحة بأن لبنان شريك في الحرب على الإرهاب وإن هذه النوعية الجديدة من الأسلحة والدعم السريع سببه أن هناك تحدٍيا جديدا وكبيرا أمام الجيش في إطار الحرب على الإرهاب بعد الإشتباكات التي دارت في عرسال، وهذا السلاح الذي حصل عليه الجيش مؤخّراً لا يحدث فارقاً نوعياً سوى في حرب الجرود والعصابات.
يقول العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ"المدن" إن لبنان ومنذ سنوات عديدة لم يستفد عسكرياً إلّا من الولايات المتحدة الاميركية، خصوصاً لناحية الأسلحة النوعية المقدمة، وأغلب الأعتدة العسكرية مقدمة من أميركا، وهذه المساعدات خاضعة منذ سنوات للموازنة الأميركية.
ويضيف تقرير "المدن": يرى الخبراء العسكريون أن الضربات الجوية التي ستنفذ ضد داعش في العراق وسورية لن تستطيع القضاء على هذا التنظيم من دون الدخول البري بقوات كبيرة من أجل ملاحقة هذه المجموعات، خصوصاً أن هناك مساحات واسعة وجرودا شاسعة، وهذا ما قد يتيح حرّية التحرك لهذه المجموعات في سوريا في ضوء عدم وضوح مسار الأمور فيها، ومن هنا يعاد طرح موضوع الجرود السورية المتاخمة للجرود اللبنانية وإمكانية عودة اشتعال الجبهات، إذ قد تستغلّ المجموعات الحدود المتفلتة وغير المضبوطة من أجل تنفيذ ضربات في الداخل اللبناني، وهذا ما يحتّم منح لبنان هذا النوع من الأسلحة لصدّ هذه الهجومات البرية، وحتى من مسافات بعيدة.
وقال مصدر عسكري لـ"المدن" إن لبنان مستهدف من هذه المجموعات الإرهابية، واليوم أصبح مهدداً بشكل مضاعف بعد دخوله في الحلف الدولي لمحاربة داعش، وتوقيعه على إتفاق جدة، ولذلك فمن الممكن جداً أن يكون لبنان هدفاً لضربات التنظيم عبر إدخال سيارات مفخخة وتنفيذ عمليات تستهدف مراكز معيّنة، ويشير إلى أن الجيش على أهبة الإستعداد لصد هذه المجموعات.
لكن، وبحسب ما نشره الموقع نفسه، فإن لبنان قد يكون مسرحاً لتوجيه رسائل عبر ضربات متنقلة،إلا أنه غير مطروح كساحة للاحتلال من قبل داعش؛ فوضعه مختلف عن الوضع السوري والعراقي، ففي حال سيطرت هذه المجموعات على منطقة معينة، لن يكون بإستطاعتها الإستقرار فيها لأن هناك دائرة عدائية كبيرة لهذه المجموعات داخل لبنان، لذا فإن دخولهم إليه لن يتمتع بأي غطاء أو غض نظر دولي أو إقليمي.
في هذه الأثناء، ووسط الغموض الذي يلف
عملية التفاوض الهادفة للإفراج عن الجنود اللبنانيين الأسرى لدى تنظيميْ داعش
وجبهة النصرة، نشرت "جبهاة النصرة" على الإنترنت بياناً تهديدياً لوّحت
فيه بأن الجندي الأسير محمد معروف حمية قد يدفع ثمن وصول المفاوضات إلى طريق
مسدود.
وجاء في بيان "النصرة"الآتي: "إن عرقلة المفاوضات ليست من قبلنا، ونحن
لا تملك اي طلبات تعجيزية كما يدعي البعض. سمعنا تصريحاتهم (أي
المسؤولين) عن ان المفاوضات قد تطول لشهر أو شهرين، علمنا أن الطريق مسدود من
قبلهم، وأيقنا ذلك عندما رأينا الجيش المسيّر من "الحزب الايراني" يتابع
عملياته الممنهجة بالتضييق على اللاجئين السوريين في الداخل وعلى حدود عرسال." وختمت النصرة بيانها بالقول: "لا تلومونا إن طفح الكيل".
هذا، وأرفقت "جبهة النصرة" بيانها بصورة للعسكري اللبناني المخطوف محمد معروف حمية، قائلة: "قد يكون حمية أول من سيدفع الثمن."
*المصدر: وكالات – موقع المدن