64 نائباً في جلسة "لا نصاب" جديدة لانتخاب رئيس... هل يترشح البطريرك؟
أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ظهر 18 حزيران الحالي جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما لم توفق الجلسة السادسة في الانعقاد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني في ظل استمرار مقاطعة كتلتي حزب الله والعماد ميشال عون جلسات الانتخاب.
ولم يحضر الى مجلس النواب سوى 64 نائبا، بتراجع كبير عن المرات السابقة. علماً ان نصاب جلسة الانتخاب يتطلب 86 نائبا.
وفي موقف من مقاطعة جلسات الانتخاب، أكد الرئيس ميشال سليمان اليوم انه "لا يجوز أن يهتم الخارج بالاستحقاق الرئاسي، في حين نمضي في وضع شروط مسبقة تليها شروط مضادة لمواصفات الرئيس العتيد".
ودعا سليمان عبر "تويتر" الى "ترك الخارج بعيدا عن هذا الاستحقاق والمشاركة في الجلسات النيابية حتى انتخاب الرئيس". وأشار الى أنه "لا يليق بلبنان العريق في الديموقراطية أن يكتفي بالرقص في أعراس الانتخابات الصديقة والشقيقة".
في هذا الوقت برز تساؤل عبر عنه مقال في
جريدة "الجمهورية" عماّ إذا كان البطريرك بشارة الراعي، وأمام استحالة
انتخاب رئيس في ظل المعطيات الداخلية والخارجية، سيلجأ إلى خطوة غير مسبوقة
رئاسياً، لأنه نيابياً هناك واقعة النائب الأب سمعان الدويهي، وذلك عبر ترشّحه
شخصياً إلى رئاسة الجمهورية؟
وكتبت "الجمهورية": لا يوجد
لغاية اللحظة أيّ مؤشر يدلّ على نيّته الترشّح، إنما المزيد من الإلحاح، من قبل
الراعي، على تقصير مرحلة الفراغ. ولكن ماذا لو اصطدمت كل هذه المساعي بالجدار
المسدود، فهل سيضع الجميع أمام الأمر الواقع؟ من يعرف الراعي يعلم جيداً أنه لا
يتردد في الذهاب إلى النهاية في الأهداف الوطنية التي يضعها، وبالتالي لا يجب
استبعاد خطوة ترشّحه التي إن حصلت يكون الهدف منها الآتي:
أ- خَلط الأوراق بالشكل الذي يحرج فيه
الجميع من 8 إلى 14 آذار، بالإضافة الى الوسطيّين، فهل يتحمّل عون مواصلة تعطيل
النصاب ونقل المواجهة مع بكركي؟ وهل «حزب الله» يواصل التلطّي بعون، أم يفترق عنه
«حبيّاً» تلافياً لتحويل الانتخابات الرئاسية إلى مواجهة مسيحية-شيعية؟ وهل يدعم
النائب وليد جنبلاط هذه الخطوة انسجاماً مع مواقفه المتقاطعة مع بكركي منذ العام
2000؟ وهل تبارك 14 آذار ترشّح الراعي بعدما وضعت أمام معادلة مستحيلة يشكّل
انتخاب الراعي أفضل مخرج من هذا الواقع؟
ب- إخراج المأزق الرئاسي من الفراغ
المتمادي من خلال ترشّح شخصية يصعب الهروب من انتخابها.
ج- إعادة الاعتبار إلى موقع رئاسة
الجمهورية المسيحي إلى درجة ترشّح أبرز رمزية دينية تاريخية للموارنة في تعبير
واضح عن أهمية موقع الرئاسة الأولى، ومدى التكامل بين بكركي وبعبدا، والخشية من
أيّ إضعاف يطال الجانب الزمني للمسيحيين الذي لا بد من أن ينعكس مع الوقت على
الجانب الروحي.
د- وضع الترشيح في خانة الخطوة الاستثنائية
الرامية إلى تقصير مرحلة الفراغ، وإفهام البعض أنّ مصير المسيحيين لا يمكن أن يكون
رهن طموحاتهم الشخصية، وإدخال تعديلات على الدستور تتصِل حصراً بآلية انتخاب رئيس
الجمهورية بالشكل الذي تقفل فيه الطريق نهائياً أمام التعطيل وعدم الانتخاب.
وختم المقال في "الجمهورية"
بالقول: لن يكون ترشّح البطريرك الراعي، لو حصل، طمعاً بسلطة زمنية زائلة، إنما
يرمي إلى إنقاذ المسيحيين في مرحلة مصيرية، خصوصاً أن بكركي التي ناضلت على مدى
قرون دفاعاً عن كنيسة وشعب حر وصولاً إلى إنشاء وطن يشكّل المظلة والحماية للأمة
المارونية، لن تسمح بانهيار لبنان الذي يدخل في صميم وجدان الكنيسة ويجسّد معنى
وجود الموارنة ورسالتهم، لأنّ انهياره يعني فقدان الموارنة قضيتهم في إنجاح تجربة
التعددية الدينية-السياسية وتحوّلهم إلى أمة في الانتشار من دون هدف ووطن.