صحافي أرجنتيني يهين اللبنانيين... عنداري: أنت جاهل وعليك بالاعتذار
جبلنا ماغازين – بيونس أيرس
مساء الأحد في
الأول من حزيران، أطلّ الإعلامي الأرجنتيني الذائع الصيت "خورخي لاناتا"
على مستمعيه في برنامجه الأسبوعي عبر إذاعة Mitre ليتحدث بطريقته الانتقادية الساخرة عن أوضاع بلده
الأرجنتين. وإذ به يتخطى كل حدود السخرية والنقد ليطال لبنان وشعبه ويحقّره بكلام
أقل ما يقال فيه أنه سوقيّ. إذ قال: "نحن في جو هذا القرف الذي نراه، علينا أن نفهم أننا لسنا
سويسريين أو سويديين أو نرويجيين أو ديمقراطيين، أو برلمانيين، أو مشاركين.. لأننا
لسنا كذلك. بل نحن براز مثل لبنان. هذا هو لبنان. نرى في لبنان ما نحن عليه...
".
بالطبع، هذه الإهانة لم تمرّ مرور الكرام في ذلك البلد الذي يضم قرابة مليون
لبناني ومتحدر. فعدا عن ردود الفعل المستنكرة في أوساط الجالية اللبنانية الناشطة
في الأرجنتين، جاء ردّ قاسٍ من سفير لبنان في بيونس أيرس أنطونيو عنداري وصف فيه
"لاناتا" بالجاهل رافضاً كلامه التحقيري ومطالباً إياه بالاعتذار من
الشعب اللبناني والجالية اللبنانية في الأرجنتين.
وجاء في رد السفير عنداري:
"حضرة السيد خورخي لاناتا:
بخصوص تصريحك التالي - تاريخ 29/5/2014، في إذاعة "راديو ميتري" والذي فيه تقول:"نحن في جو هذا القرف الذي نراه، علينا ان نفهم أننا لسنا سويسريين أو سويديين أو نرويجيين أو ديمقراطيين، أو برلمانيين، أو مشاركين، لأننا لسنا كذلك، بل نحن براز مثل لبنان، هذا هو لبنان، نرى في لبنان ما نحن عليه ... ".
نريد أن نعبر عن استنكارنا وأسفنا العميقين لاستخدام صورة بلدنا الحبيب بشكل تحقيري وتمييزي، الامر الذي يمثل أيضا جهلا عميقا من قبلك تجاه واقعنا.
في الواقع، ان لبنان هو من اعرق ديمقراطيات الشرق الأوسط، حيث ان نظامنا السياسي يتمتع بالانفتاح والتعددية، وتتمثل فيه جميع فئات المجتمع في جمهوريتنا. نحن اللبنانيون نستطيع القول بفخر أنه حتى في سنوات الحرب الرهيبة، والتي ساهمت فيها عوامل خارجية وحولت لبنان الى ساحة حرب، لم نتوقف في أي وقت من ان نكون دولة ديمقراطية.
في بلادنا هناك حرية مطلقة في وسائل الإعلام وفي ابداء الرأي، كما ان هناك حرية اقتصادية وحرية دينية (يتألف سكان لبنان من المسيحيين والمسلمين والدروز واليهود وطوائف أخرى). إن لبنان يبذل قصارى جهده دوما للحفاظ على السلام، في منطقة تكثر فيها النزاعات.
سوف تندهش بلا شك اذا زرت بعض مدننا، نذكر مثلا بيروت، التي اطلق عليها بحق اسم باريس الشرق، وذلك بسبب كونها مدينة عالمية تتمتع بالتعددية والأناقة و باحترام الآخرين. و إذا عدنا إلى الوراء في التاريخ، نصل إلى جبيل، مهد الأبجدية. ونجد أيضا الفينيقيين، رواد في عولمة التجارة وفن الملاحة.
ولا يسعنا إلا أن نذكر أن اثنين من اللبنانيين حصلا على جائزة نوبل في الكيمياء وفي الطب.
كل هذا ألهمَ قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى القول بأن لبنان هو أكثر من بلد هو "رسالة السلام والحرية و العيش الواحد".
إذا، كن على ثقة تامة أن لبنان ليست دولة استبدادية او تعسفية، بل هو بلد يتمتع باحترام سائر الدول ويلتزم التزاما مطلقا في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، التي ساهم مع الامم المتحدة في كتابة شرعتها.
وبالتالي فإننا نعتقد أنه من الظلم والجهل ان يتم ذكر لبنان بذلك الشكل التحقيري.
لم تسئ فقط إلى اسم بلدنا، بل قمت بإهانة واحدة من أكبر الجاليات التي تقطن جمهورية الأرجنتين، الا وهي الجالية اللبنانية، التي برزت وساهمت في مختلف مجالات الحياة في هذا البلد الحبيب الارجنتين. فإنجازات ابنائها الارجنتينيين المتحدرين من اصول لبنانية كفيلة بالرد عليك.
نود ان نفكر ان تصريحاتك جاءت نتيجة فورة انفعال وزلة لسان، ونأمل التوضيح والإعتذار من جانبك في وسيلة الاعلام نفسها التي بثت ظلما تعبيرك تجاه لبنان.
نحن نعتقد أن شخصية تتمتع بعلمك وسيرتك يمكن أن تخطئ ولكنه أمر لا يغتفر إذا لم يتم تصحيح الخطأ والاعتذار، وخصوصا نظرا الى ان برامجك ذات انتشار وتأثير واسع في الارجنتين.
نأمل أن تقدم اعتذارك الى الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ومئات الآلاف المتحدرين من اصل لبناني الذين يعيشون في الأرجنتين".
ردّ السفير عنداري على تصريحات "لاناتا" لاقى اهتماماً واسعاً في وسائل الإعلام والصحف الأرجنتينية.
ويذكر أن لاناتا هو صحافي معروف في الأرجنتين وأن إعلان برنامجه الإذاعي الحالي هو عبارة عن يد ذات إصبع وسطي مرفوع، وكان متزوجاً من امرأة لبنانية قبل أن يتطلقا. ولقد حاز العام الماضي على جائزة أفضل صحافي في الأرجنتين.
في اتصال سريع أجراه موقع "جبلنا ماغازين" ٌمع السفير عنداري، أكد إنه لم يتلق بعد أية إجابة من الصحافي لاناتا، مشيراً إلى أنه سينتظر الحلقة الجديدة مساء الأحد من ذلك البرنامج الإذاعي ليرى ما إذا كان سيتقدم باعتذار من اللبنانيين أم لا، ليبني على الشيء مقتضاه.