Follow us

image

انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتأييد واسع لخطاب القسَم!

جبلنا ماغازين – بيروت

بعد عامين من شغور المنصب، انتخب مجلس النواب اللبناني اليوم قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية بحصوله على تأييد 99 نائبا من إجمالي عدد النواب البالغ 128 الذين شاركوا في العملية الانتخابية. وأعلن عون بعد انتخابه بدء "مرحلة جديدة" في تاريخ البلاد، داعيا الى "تغيير الأداء السياسي"، وإلى بناء وطن يكون الجميع فيه "تحت سقف القانون والقضاء".

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد انتهاء فرز الأصوات "تعلن الرئاسة (مجلس النواب) أن الرئيس هو جوزيف عون" الذي وصل بعد وقت قصير الى البرلمان بلباس مدني وأدّى اليمين الدستورية بعد أن دخل قاعة الاجتماعات في المجلس على وقع التصفيق.

 وجاء انتخاب عون الذي يحتفل غداً الجمعة بعيد ميلاده الواحد والستين بعد اجتماع عقده مع ممثلين عن كتلتي حزب الله وحليفته حركة أمل في مقر البرلمان، وفق ما قال مصدر مقرب من الحزبين

وأعلن عون بعد انتخابه بدء "مرحلة جديدة" في تاريخ البلاد، داعيا الى "تغيير الأداء السياسي"، وإلى بناء وطن يكون الجميع فيه "تحت سقف القانون والقضاء".

وفي خطاب القسم الذي تلى أداءه اليمين الدستورية في مقر مجلس النواب، قال عون "عهدي الى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان"، مضيفا "سأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات". 

كما تعهد  عون بالعمل على "احترام الهدنة" مع إسرائيل وعلى إنهاء احتلالها للبنان، مؤكدا على حق الدولة "في احتكار حمل السلاح".

ويأتي هذا بعد شهر على سريان وقف لإطلاق النار أعقب حربا بين إسرائيل وحزب الله استمرت أكثر من عام. وقال عون "سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة.. بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه"، مضيفا "عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، بحيث أعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح".

ونال عون تأييد 99 نائبا، واقترع تسعة نواب بأوراق بيضاء و13 آخرون لصالح "السيادة والدستور". وبدا واضحا أن أكثرية نواب الحزبين البالغ عددهم ثلاثون اقترعوا له، ما منحه الأكثرية المطلوبة للفوز، بعد أن كان حصل فقط على 71 صوتا في الدورة الأولى.

وما أن أُعلن انتخاب عون حتى عمّت الاحتفالات بلدة العيشية، مسقط رأسه في جنوب لبنان، حيث عقدت حلقات دبكة على وقع التصفيق وعزف الموسيقى. ورفعت صوره في أنحاء البلدة.

وعلى وقع توالي البيانات وردود الفعل المحلية والعربية والدولية مرحبة بانتخابه توجه الرئيس عون إلى قصر بعبدا حيث قدمت له التحية الرسمية من الحرس الجمهوري واستقبل من كبار موظفي القصر.

خطاب القسم

قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في خطاب القسم :" شرفني السادة النواب بانتخابي رئيسا وهو أعظم وسام أناله".

وأشار الى ان "لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض واذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعا".

ورأى عون أنه "يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان"، وقال : "عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".

أضاف :"إذا أردنا أن نبني وطنا فإنه علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء".

وأكد أن "التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال".

ولفت عون الى ان "عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لإختيار رئيس حكومة يكون شريكا وليس خصما"، معلنا "سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح".

أضاف :"اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان".

وتابع: "سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه".

وأكد عون أن "عهدي أن نعيد ما دمره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا"، وقال :"آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض".

وأكد "رفض توطين الفلسطينيين"، وقال:"نؤكد عزمنا لتولي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح"، داعيا الى بدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لاسيما ملف المفقودين والنازحين السوريين ".

 

أجواء الجلسة الانتخابية

وجاء انتخاب عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في أعقاب أجواء سياسية مشحونة وصراعات حادة بين القوى السياسية والطائفية، في وقت تواجه فيه البلاد واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية والأمنية في تاريخها الحديث، وعقب حرب مدمرة لم تضع أوزارها بشكل نهائي بعد، تاركة البلاد في حالة من الترقب والاضطراب.

وكانت الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس الـ 14 للجمهورية اللبنانية بدأت قبل ظهر اليوم الخميس بعد اكتمال النصاب، في حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الموفد السعودي يزيد بن فرحان، سفراء اللجنة الخماسية وعدد من الديبلوماسيين.

وحصل عون في الدورة الأولى على 71 صوتاً فيما كان المطلوب للفوز 86 صوتاً، أما بقية الأصوات فتوزعت على النحو الآتي: 37 ورقة بيضاء، 14 صوتاً لصالح "السيادة والدستور"، صوتان لشبلي الملاط، و4 أوراق ملغاة، حيث أن نواب حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر امتنعوا عن التصويت لصالح عون.

وفي الدورة الثانية التي انعقدت بعد ساعتين من انتهاء الدورة الأولى حصد عون تأييد 99 نائباً، فيما صوت 9 نواب بورقة بيضاء، كما صوت 12 نائبا بورقة "السيادة والدستور"، وحصد شبلي الملاط على صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5، حيث صوت له حزب الله وحركة أمل في هذه الدورة.

يذكر أن فوز المرشح لرئاسة الجمهورية في الدورة الأولى يتطلب حصوله على 86 صوتاً، بينما يكفي في الدورات اللاحقة حصوله على 65 صوتاً من أصل 128 نائباً.

لكن لو لم يحصل عون على 86 صوتاً في الدورة الثانية، كان ذلك سيثير جدلاً حول دستورية انتخابه، استناداً إلى المادة 49 من الدستور التي تنص على أنه "لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام، خلال مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن الوظيفة أو تاريخ إحالتهم على التقاعد."

فانتخاب عون بأقل من 86 صوتاً كان يتطلب تعديلاً دستورياً، إلا أن حصوله على هذا الرقم يعدّ بمثابة تصويت ضمني على تعديل الدستور، حيث إن أي تعديل دستوري يستوجب موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب، أي 86 صوتاً من أصل 128.

وقبيل انتخاب عون شهدت بيروت نشاطاً دبلوماسياً مكثف، حيث توافد مبعوثون دوليون وإقليميون إلى لبنان، ما عكس الاهتمام الكبير بإنهاء أزمة الشغور، منهم المبعوث الأميركي آموس هوكستين، الذي وصل إلى بيروت يوم الإثنين، ولودريان، الذي وصل الثلاثاء، بن فرحان، الذي زار لبنان مرتين خلال أسبوع.

وقد تركزت الجهود على دعم عون كمرشح توافقي يحظى بقبول إقليمي ودولي، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، وآخرها المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل.