نديم الجميّل يحذّر من فلوريدا: الهجرة التي يشهدها لبنان حالياً خطِرة والنازحون قنبلة موقوتة
خاص جبلنا ماغازين – فلوريدا
حذر النائب نديم الجميّل من خطورة الهجرة التي يشهدها لبنان اليوم معتبراً أنها "ليست هجرة اقتصادية بهدف تأمين لقمة العيش أو مستقبل أفضل، بل هي هجرة عدم ثقة وعدم إيمان بأن هذا البلد سيكون لنا في المستقبل".
الجميّل الذي أنهى زيارة لمدينة تامبا في ولاية فلوريدا الأميركية نهاية الأسبوع الماضي حيث التقى أبناء الجالية وشارك في لقاءات ونشاطات لحزب الكتائب ومناصريه قدموا من سائر أرجاء الولايات الأميركية والكندية، شدد على أن "المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان اليوم سببها الأساسي سلاح حزب الله الذي يحمي المافيا والفساد ويسهل التهريب عبر الحدود".
ورأى الجميّل أن "هناك محتلاً جاء ليضع يده على لبنان ويغير وجهه وثقافته، وفي الجانب الآخر هناك أشخاص يريدون أن يجروا إصلاحاً من هنا وتغييراً من هناك، ولكن هذا كله عمليات تجميل لا تعالج لب المشكلة". وأعتبر أن "حزب الله يحكم البلد بوجود رئيس أو عدمه وأيّ رئيس للجمهورية لن يستطيع أن يُحدث تغييراً في البلد من دون أن ينطلق أولاً من سلاح حزب الله وهيمتنه على مفاصل الدولة".
وقال: "قد يأتي رئيس للجمهورية مع أكبر كتلة نيابية وأكبر عدد من الوزراء، ولكن إذا كان هذا الرئيس لا يحمل قضية يأتي لكي يدافع عنها، لن يقدم أو يؤخر في شيء".
واعتبر من جهة أخرى أن "عمل المغتربين في دول الانتشار وعملنا كسياسيين في البلد يجب أن يكون مترابطاً ومتفاعلاً مع بعضه إلى أقصى حد لكي نكون بالفعل مؤثرين في الانتشار ويعود لبنان إلى صلب اهتمامات السياسات الخارجية لدول العالم، وبخاصة الولايات المتحدة".
وتوجه الجميّل بمناشدة إلى الحضور في حفل عشاء جمعه مع أبناء الجالية ومناصرين لحزبيْ الكتائب والقوات في تامبا، داعياً إياهم إلى المشاركة بجدية في تغيير الواقع القائم في لبنان وقال لهم: "إذا فقدنا الأمل بلبنان كونوا أكيدين أن كل ما نقوم به اليوم وكل هذه اللقاءات لا معنى لها".
وفي لقاء مع "جبلنا ماغازين" السبت، أبدى الجميل اعتزازه بأن يرى أبناء الجالية اللبنانية في فلوريدا متضامنين مع بعضهم بعضاً وبأن يتشاركوا همّ أهاليهم في لبنان الذين يمرون بأصعب الظروف الحياتية والاجتماعية.
وقال: "للأسف لم أستطع أن أقدم لهم تطمينات لأنه من غير المعروف متى سنخرج من هذه الأزمة. وكل ما أستطعت أن أؤكده هو أننا سنقوم بكل جهد ممكن من أجل إعادة البلد الذي عرفوه وأحبوه وضحوا من أجله إلى أفضل مما كان، وذلك من خلال الدفع لتغيير الأداء والطقم السياسي الحالي الذي نرى بأية عقيلة نفسية يدير البلد".
ورداً على سؤال، أكد الجميل أننا "كلبنانيين قادرون على انتاج رئيس للجمهورية إذا ما وضعنا مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، ولكن المشكلة تكمن في أن لا أحد مستعد للتخلي عن مصالحه أو مصالح الفريق الذي ينتمي إليه من أجل مصلحة البلد".
واعتبر نديم الجميّل أنه "من المبكر جداً أن نرى أي تأثير للاتفاق السعودي - الإيراني على لبنان، ولكن إذا تمكنت هذه التفاقية وغيرها من خلق استقرار وسلام في الشرق الأوسط وقادرة على تنتشر مثل بقعة الزيت لتغطي المنطقة، فهذا سيكون أمراً إيجابياً جداً. فكل ما نحتاج إليه اليوم هو الاستقرار والسلام لكي نتمكن من بناء اقتصاد فعال ومستقبل أفضل".
وعما إذا كانت لديه رسالة يود توجيهها للولايات المتحدة، قال الجميّل: "المهم أن تعرف واشنطن أن في لبنان شعباً يدافع عن كرامته وحريته وسيادته ويقاوم من أجل الحفاظ على هوية وثقافة معينة يريد أن يحافظ عليها، ونتمنى أن يقف الأميركيون إلى جانب اللبنانيين ويعوا أهمية دورنا كآخر المدافعين عن هذه القيم في الشرق"، موضحاً أن هذه القيم هي الحريات والديمقراطية والنظام الاقتصادي الحر.
ورداً على سؤال عن موضوع النازحين السوريين في لبنان، قال الجميّل في حديثه لـ"جبلنا ماغازين" إن "هذا الملف خطير جداً ولبنان لا يستطيع تحمل هذه القنبلة الموقوتة، ونحن نرى كيف أن المجتمع الدولي يدعم هذا الكم الهائل من النازحين في لبنان ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه لكي لا يعودوا إلى بلدهم. وهذا الأمر خطير ومرفوض. وإذا كانت هناك خطورة جدية وعدم استقرار في لبنان، فهو ناتج من مخيمات النازحين السوريين، بحيث أصبحت معظم الجرائم التي نشهدها في البلد تتم على يد هؤلاء النازحين، وأنا لا أتحدث من ناحية عنصرية بل من ناحية وطنية وأمنية بامتاز لأنه لم يعد بإمكاننا الاستمرار على هذا المنوال وبات واجباً إيجاد حل لهذه المشكلة".
من جهة أخرى، شارك نديم الجميل في البِكنِك السنوي الثالث عشر لحزب الكتائب في تامبا ومباراة في الرماية على الأطباق بمشاركة عدد كبير من اللبنانيين الذين أتوا من مناطق عدة في أميركا وكندا وحضرها النائب نديم الجميل وعدد من كوادر حزب الكتائب. وتخللت هذا اليوم الطويل حملة تسجيل للمؤسسة المارونية للانتشار قامت بها ممثلة المؤسسة (رئيسة تحرير موقع جبلنا ماغازين) فاديا سمعان بحضور المدير التنفيذي وعضو مجلس الأمناء جو خوري.
وبالمناسبة دعا الجميل جميع اللبنانيين المغتربين إلى المبادرة بتسجيل أولادهم وزيجاتهم في لبنان، وقال: "نحن اليوم نتطلع إلى أن يكون لدى كل لبناني مقيم في الخارج انتماء لوطنه الأم وضروري جداً أن تتواصلوا مع المؤسسة المارونية للانتشار من أجل التسجيل في لبنان عبر السفارات والقنصليات، فأولادكم سيحتاجون إلى جنسيتهم اللبنانية يوماً ما، كما أن لبنان يحتاج إليهم".
بدورها، ألقت سمعان كلمة دعت فيها جميع الحضور إلى اعتبار تسجيل المغتربين لأولادهم مسألة وطنية بامتياز والمبادرة إلى دعوة جميع من يعرفون إلى التواصل مع المؤسسة المارونية للانتشار لمساعدتهم في هذا الإطار، مذكرة بأن المؤسسة تقدم أيضاً كل التسهيلات والمساعدة الممكنة لتقديم طلبات استعادة الجنسية لمستحقيها من أبناء وأحفاد المهاجرين.
وهذه بعض اللقطات من النشاطات في تامبا: