واشنطن تؤكد للبنانيين في الولايات المتحدة أن لا صفقة وراء الترسيم ولا فوائد مالية للسياسيين
خاص جبلنا ماغازين – واشنطن
أكدت مصادر في البيت الأبيض أن "ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل هو اتفاق عملت عليه الولايات المتحدة بشكل مدروس جيداً وهو مفيد لجميع الأطراف". وتبلغ ممثلو منظمات لبنانية أميركية وناشطون سياسيون في واشنطن أنه من الضروري أن يعرف اللبنانيون، وبخاصة المواطنين اللبنانيين -الأميركيين بأن "لا صفقة ينطوي عليها هذا الاتفاق ولا تنازلات، لا لحزب الله ولا لجبران باسيل (المشمول بالعقوبات من قبل الخزانة الأميركية). فالإدارة لا تملك حق عقد أي صفقة من هذا النوع، ولا يمكن لباسيل أن يشطب نفسه من قائمة العقوبات إلا عبر المرور بالمحكمة الفدرالية".
ومن جهة أخرى، شددت المصادر أنه "لن تكون هناك فوائد مالية من خلال اتفاق الترسيم لأية جهة سياسية لبنانية أو لمن ينشئون الشركات. فنحن - أي واشنطن - وشركة توتال نتخذ الإجراءات اللازمة للتأكد من أن الصناديق السيادية ستفيد الشعب اللبناني فقط ولا أموال للسياسيين".
بيار مارون: الحياد والإصلاحات
ما لم تتحدث عنه مصادر البيت الأبيض، توجه به موقع "جبلنا ماغازين" إلى أحد النشطاء اللسياسيين اللبنانيين في وشنطن، وهو رئيس منظمة "دروع لبنان الموحد" SOUL بيار مارون للسؤال عما بعد الترسيم، فقال إنه "رغم الاتفاق على الترسيم، لن يتعافى لبنان اقتصادياً قبل أن يتعافى سياسياً. ولن يبدأ لبنان بالاستفادة من أموال الغاز قبل أن يتبنى موقفاً حيادياً عن صراعات المنطقة وقبل حصول الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي. والطريق إلى الحل لا يمر إلا عبر انتخاب رئيس للجمهورية".
وأكد مارون رداً على سؤال أن "أميركا لا دور لها في تسمية الرئيس المقبل. هي فقط تريد رئيساً لبنانياً بعيداً عن ضغوطات إيران أو أي دولة أخرى ويسير بالإصلاحات المطلوبة. لذلك فالمسؤولية تقع بشكل مباشر على النواب لكي يعودوا إلى لبنانيتهم ويعملوا مصلحة لبنان".
على الرئيس المقبل أن يكون قادراً على المس برؤوس كبيرة
وأعتبر أن "لبنان يحتاج لرئيس سيادي قادر على القيام بالإصلاحات ولا يتوانى عن إيصال رؤوس كبيرة إلى القضاء للمساءلة والمحاسبة وعن المس بمعادلة جيش وشعب ومقاومة".
وتساءل مارون: "هل يناسب لبنان أن يأتي رئيس يكمل بالوضع الذي نحن فيه اليوم، أي أن يكون الرئيس المقبل محتضناً للمقاومة فيما المقاومة هي في صلب محور الممانعة الذي هو اصطفاف إقليمي ضد دول الخليج؟ وكيف نطلب من دول الخليج مساعدتنا للخروج من الأزمة ونحن في المحور المعادي لها"؟
وأكد أن لبنان "لا يحتاج للكثير حتى يستعيد عافيته لأنه بمجرد أن يصير هناك رضى خليجي عنه يبدأ باستعادة عافيته تدريجياً، خاصة وأن الانتشار اللبناني – وهو ثلث الاقتصاد – موجود دائماً ويساعد، ثم يليه صندوق النقد ومصادر التمويل الأخرى. كل هذا ممكن ولكنه يرتبط بموقف لبنان الحيادي وتطبيق الإصلاحات".
حزب الله منافق
ورداً على سؤال عما سيتغير على الحدود بعد الترسيم، قال مارون: "لن يتغير شيء، فالهدنة بين حزب الله وإسرائيل قائمة منذ العام 2006، وبعد الترسيم ورغم ما أسفر عنه من اعتراف لبنان الرسمي بإسرائيل، سيتابع حزب الله سياسته العدائية لإسرائيل ولو كانت صورية، هكذا يبقي سلاحه مشرعاً من خلال تصوير الحزب بأننا لا نزال في حالة حرب مع إسرائيل وأن الترسيم لا قيمة كبيرة له". وتابع: "أما في الحقيقة، فالحزب أعطى الضوء الأخضر للترسيم وجماعته هم من كانوا يتحاورون. بالنتيجة هو اعترف بإسرائيل ولكنه حافظ في الوقت نفسه على حجة وجوده. وهذا نفاق".