جبلنا ماغازين – نيويورك

لأي شعب في أي بلد أخر، قد لا يكون الفوز بمسابقة فنية، ولو كانت مسابقة عالمية، حدثاً مزلزلاً كالحدث الذي سُجل مساء 14 أيلول في الولايات المتحدة بإعلان فوز فرقة "مياس" اللبنانية باللقب الأول وبمبلغ مليون دولار وبتسليط أضواء وسائل الإعلام الأميركية والغربية على هؤلاء الفتيات الآتين من بلد لم يسمع عنه الأميركيون يوماً إلا المآسي وأخبار الدمار والتهجير والانفجارات والاغتيالات والفشل في إدارة الدولة، وصولاً إلى الانهيار. فإذ بهؤلاء الفتيات يأتين إلى الولايات المتحدة ليقلبن الصورة ويوضحن للعالم كله أن لبنان بلد الفرح والجمال وأن الطاقات التي يتمتع بها أبناؤه أوسع من المدى والصورة التي يُنقل بها لبنان إلى العالم ما هي إلا بسبب سياسيين فاشلين وسارقين وطمّاعين لم يروا في لبنان يوماً إلا حصصاً يتناتشونها ويتقاسمونها دون أي اعتبار للإنسان اللبناني.  

الشعور بالفخر والاعتزاز يسود كل أبناء الجالية اللبنانية والمتحدرين من أصول لبنانية في كل أنحاء الولايات المتحدة والذين أصموا آذان كل من يعرفون من جيران وأصدقاء عرب وأميركيين وغزوا وسائل التواصل الاجتماعي بالدعوة إلى التصويت لهذه الفرقة المبدعة التي يقف على رأسها الفنان نديم شرفان، الذي عمل ومن معه خلف الكواليس، على تقديم لوحات فنية راقية أذهلت المشاهدين ولجنة التحكيم.

لبنان بدوره كان ساهراً ينتظر نتيجة التصويت حتى طلوع الضوء، فأقيمت تجمعات فرح في عدد من المناطق أعلن المشاركون فيها عن مدى اعتزازهم بالفرقة وأدائها وبمشاهدة العلم اللبناني مرفوعاً بأيادي المشاركين في حفل إعلان نتائج التصويت في لوس أنجلوس.

مبروك لفرقة مياس، مبروك للبنان، وشكراً للولايات المتحدة ولشعبها الذي صوّت إلى جانبنا ورجح كفة الفوز!