الذكرى الثانية لانفجار بيروت: أهالي الضحايا يتحركون والعالم يتضامن
جبلنا ماغازين – نيويورك ووكالات
يحيي لبنان غداً الذكرى الثانية لأحد أكبر الانفجارات التي شهدها العالم والذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وخلف دماراً هائلاً في بيروت وأوقع مئات الضحايا وعدداً لا يحصى من الجرحى والأبنية المدمرة وصدمة لا تزال تلف اللبنانيين الذين يبحثون عن الحقيقة بين ركام ما تبقى من أهراءات القمح الآيلة بدورها للسقوط في خلال ساعات.
وتأتي الذكرى بعد أيام قليلة على سقوط أجزاء من الأهراءات ووسط توقع مصادر معنية بهذا الملف بأن تسقط الأجزاء الباقية في خلال الساعات المقبلة، في وقتٍ تقوم القوى الأمنية بمنع السيارات من المرور في المكان تحسّباً لكمية الغبار التي قد تنتج عن عملية الإنهيار عندما تحصل. هذا، وترصد كاميرات عدة تعود لوسائل إعلامية وهيئات رسمية ما تبقى من الإهراءات لتصوير لحظة الانهيار الثانية.
واستكملت الترتيبات النهائية للنشاطات التي سيقوم بها أهالي ضحايا الانفجار في الذكرى “المشؤومة”، وأهمها اعتصام كبير سينفذ أمام تمثال المغترب في المرفأ جرى تحديد عدد من نقاط التجمع للسير نحوه بمؤازرة القوى الأمنية. ويشارك في الاعتصام وفد من مكتب حقوق الإنسان العالمي في الإعتصام للمطالبة بعودة التحقيق بالقضية بعد أشهر على التوقف من أجل إحقاق العدالة”.
ووفق تعميم لرئاسة مجلس الوزراء، ستُقفل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات يوم الخميس الواقع فيه 4 آب 2022 في ذكرى فاجعة إنفجار مرفأ بيروت، وتُنكس الأعلام على الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات، كما تُعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع ذكرى الفاجعة الأليمة، وتضامناً مع عائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم".
كما ستقفل المصارف أبوابها وتعطل الصحف تضامناً مع أهالي الضحايا ومطالبهم.
لوس أنجلوس تتضامن
اللبنانيون في دول الانتشار أيضاً سيواكبون تحرك أهالي الضحايا ويجددون مساندة موقفهم ومطالبتهم بمعرفة حقيقة التفجير وتحقيق العدالة. وعلم في هذا الإطار أن مبنى بلدية لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية سيضاء بألوان العلم اللبناني غداً عند الساعة 7:30 مساء بتوقيت لوس أنجلوس، وسط دعوات لأبناء الجالية اللبنانية للمشاركة وحمل الأعلام اللبنانية. بالإضافة إلى تحرك اغترابي آخر يجري مساء اليوم في ساحة الكابيتول بمدينة تولوز الفرنسية حيث يجري اعتصام صامت يتخلله إضاءة شموع.
نداء البابا فرنسيس
وعشية الذكرى، وجّه قداسة البابا فرنسيس نداءً قال فيه: “يصادف غداً الذكرى السنوية الثانية للانفجار في مرفأ بيروت. أوجه فكري إلى عائلات ضحايا هذا الحدث الكارثي وإلى الشعب اللبناني العزيز وأدعو الله أن يعزي الجميع بالإيمان وأن تواسيه العدالة والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أبدًا”.
وتابع: “آمل أن يواصل لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، السير على طريق “الولادة الجديدة”، والبقاء وفياً لدعوته في أن يكون أرض سلام وتعددية ، حيث يمكن للجماعات من مختلف الأديان أن تعيش في أخوّة”.
مجموعة الدعم الدولية
بدورها، أعربت "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" عن تضامنها مع لبنان وشعبه، لا سيما مع عائلات الضحايا وكل الذين تأثرت حياتهم جراء هذا الحدث الذي هز لبنان والعالم، واستذكروا "أكثر من مئتي شخص لقوا حتفهم فضلا عن الآلاف من الجرحى والذين فقدوا منازلهم أو وظائفهم، والذين عانوا من الصدمات النفسية".
وعبّر أعضاء المجموعة عن قلقهم نتيجة "عدم إحراز تقدّم حتى الآن في المسار القضائي المتعلّق بالانفجار"، ودعوا السلطات اللبنانية إلى "بذل كل ما بوسعها لإزالة كافة العقبات التي تحول دون اجراء تحقيق محايد وشامل وشفاف في انفجار المرفأ، إذ إن أسر الضحايا والشعب اللبناني يستحقون معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة دون مزيد من التأخير".
وأشار الأعضاء إلى أن "متابعة المسار القضائي يعد مطلباً ضرورياً لاستعادة مصداقية مؤسسات الدولة اللبنانية وضمان احترام سيادة القانون وإرساء مبادئ المساءلة وانهاء ظاهرة الإفلات من العقاب". وفي هذا الصدد، توقع أعضاء المجموعة أن "يتبنى مجلس النواب التشريعات الكفيلة بتعزيز استقلال القضاء، بما يتماشى مع المعايير الدولية".
وإذ عبر أعضاء المجموعة أنهم يتابعون "بقلق بالغ التأثيرات الحادة للأزمة الاقتصادية على كافة شرائح المجتمع اللبناني"، فإنهم جددوا دعوتهم السلطات اللبنانية "لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ اصلاحات جوهرية وإتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، من خلال تنفيذ التزامات لبنان وسن التشريعات اللازمة. كما أكدوا على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مشددين على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان وشعبه.