البروفسور فيليب سالم: قادرون على تخليص بلدنا من اللصوص الذين يحكمونه
خاص جبلنا ماغازين – بيروت
بدعوة من موقع "جبلنا ماغازين" ومنظمة "دروع لبنان الموحد" في واشنطن، استضاف مقر جمعية SOUL for Lebanon في بيروت لقاء حوارياً جمع البروفسور فيليب سالم إلى شباب "الثورة". وشارك في اللقاء رئيس "دروع لبنان" بيار مارون وعدد من أعضاء الجمعية وممثلون عن بعض مجموعات الثورة.
وجاء اللقاء بمناسبة زيارة الدكتور سالم إلى لبنان لتوقيع كتابه الجديد بعنوان "فلسفة التمرد والثورة".
ووجه سالم في بداية اللقاء رسالة توحيدية للشباب المنتفض مؤكداً أننا "قادرون على تخليص بلدنا دون أن نكون بحاجة للخارج". وقال: "أعتبر نفسي من عسكر الثورة وأعتقد أن أهم شيء هو أن يكون للثورة قيادة ورؤية موحدة، وإلا لن نستطيع أن نصل إلى أي مكان. على الرغم من تشرذمنا تمكنا من إيصال 13 نائباً جديداً إلى البرلمان، ولو كنا موحدين لأوصلنا 70 نائباً. وعلى كل حال، لدينا اليوم عدد نواب كافياً لإيصال رئيس جمهورية لا يكون تحت عباءة حزب الله. والمطلوب رئيس قائد، أي لا ينتمي إلى أي قوة سياسية معينة ويستطيع أن يجمع اللبنانيين ويملك رؤية عن كيفية إنقاذ البلد".
وأكد سالم أنه "ليس أمام اللبنانيين من خيار إلا باستكمال الثورة، ولكن السؤال هو كيف ننظم ونوحد هذه الثورة ونجد قادة لها وكيف نترجم الغضب إلى عمل جماعي. كل هذا يحتاج إلى نقاش وإلى وقت ونحن اليوم لا نزال في بداية هذه المسيرة".
واعتبر سالم أننا "كلبنانيين يجب أن نتفاعل مع جميع دول الأرض ولكن يجب أن يكون الشعب قادراً على قول لا وأن يؤمن بأنه قادر على التغيير".
وقال: "الطبقة السياسية التي أخذت لبنان إلى الذل ليست هي من ستعيد لبنان إلى الحياة". مضيفاً: "أكيد أننا نريد أن نغير الطبقة السياسية ولكن ليس هذا هو الحل. الحل هو في تغيير العقل السياسي اللبناني. فإذا لم نغير ثقافتنا السياسية في النظرة إلى السلطة والنظرة إلى علاقة المواطن بالدولة والنظرة إلى موضوع محاسبة المسؤولين، حتى إذا غيرنا الطبقة السياسية ستعود هذه الثقافة السياسية لتفرز طبقة سياسية أسوأ منها".
وأسف الدكتور سالم لكون الشعب اللبناني "مكبل بسلاسل الطائفية والزعامات السياسية"، الأمر الذي "يحد من قدرته على التقدم وعلى محاسبة من يحكمه".
وأضاف: "أدعو إلى فصل الدين عن الدولة. يتحدثون اليوم عن تقسيم البلد طائفياً، ولكن الكانتون المسيحي لا يحل المشكلة بل يعقدها. وعظمة لبنان هي بمعانقة المسيحية للإسلام.. عظمة لبنان أنه رمز للتعددية الحضارية في الشرق.. عظمة لبنان أنه البلد الوحيد في الشرق حيث الدولة لا دين لها".
وإذ أكد سالم أن "لبنان يملك كل مقومات النجاح"، شرح أن "أهم هذه المقومات هو الإنسان، حيث أن الإنسان اللبناني أهم من شجر الأرز". وقال:"هذا الإنسان القوي الصامد لم يتعرض شعب في العالم لما تعرض له من ذل حيث سرقت أمواله ومدخراته كما حصل في لبنان. ولا هناك دولة في العالم وصل فيها المواطن إلى فقدان الدواء. ليس هناك ذل أكثر من ذلك. ولكن نحن عندنا هذا الإنسان العظيم والطبيعة الرائعة، ولبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي لديه مياه تكفيه حيث تنبع الينابيع وتصب في أرضه، فلا أحد يمكنه قطع المياه عن اللبنانيين، إلا بالطبع دولتنا. ومياه لبنان هي نفطه الحقيقي وباستطاعته أن يصدّر المياه إلى العالم العربي".
وأضاف: "كذلك فإن لبنان لديه شعبه الانتشار في العالم، وليس هناك دولة أخرى لديها هذا الانتشار إلا إسرائيل. ولكن الفارق بين الانتشار اللبناني والانتشار الإسرائيلي هو أن هذا الأخير موحد بأهدافه، أما الانتشار اللبناني فهو بشكل عام مشرذم. ولكن هناك قسم كبير من الانتشار اللبناني داعم للبنان دون أن يدعم الدولة، ولا أحد يجب أن يدعم هذه الدولة، فهي ليست دولة بل مجموعة لصوص يسرقون ويذلون شعبهم. إذن الانتشار أيضاً هو النفط الحقيقي للبنان. وأينما اتجهنا في العالم نجد اللبنانيين المميزين والناجحين في كل المجالات وكلهم يحبون لبنان".
وبعد كلمة الدكتور سالم جرى نقاش مع الحضور تطرق إلى دور المغتربين في مساندة الثورة كي تستطيع الثبات ومواجهة الطبقة الفاسدة المدعومة من حزب الله والمتحكمة بمصير الوطن.
وفي ختام اللقاء، وقّع الدكتور سالم نسخة من كتابه الجديد قدمها للجمعية، فيما قدم رئيس المنظمة بيار مارون وإلى جانبه الفنانة أسمرا درعاً تكريمياً للدكتور سالم تقديراً لخدماته للإنسانية من خلال اكتشافاته ومعالجته مرضى السرطان ووقوفه إلى جانب الشباب اللبناني المنتفض.