Follow us

image

مصادر لبنانية في واشنطن: لا تحرقوا هذه الأسماء في البازار الحكومي

خاص جبلنا ماغازين – واشنطن

عشية الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المقبلة في لبنان، أكدت قوى ما كان يسمى بـ8 آذار عزمها على إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة فيما أعلن نواب التغيير وبعض النواب المستقلين توجههم لتسمية السفير نواف سلام؛ هذا في وقتٍ عاد الحديث لدى بعض قوى الثورة عن تأييدها لتكليف شخصيات مثل الخبير الاقتصادي المقيم في واشنطن رند غياض، فيما يتداول البعض اسم رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري.

كل هذه الأسماء جيدة "وهي شخصيات وطنية وشخصيات علم ومعرفة واقتصاد وشخصيات سلام"، كما تصفها جهات لبنانية مطلعة في واشنطن، ولكن هل حان دور هؤلاء في لبنان؟

تعتبر هذه الجهات أن "المنطقة اليوم في حالة مواجهة، ولبنان- إن كان على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الإقليمي - يواجه شبهَ حرب، وعلى الأقل حرباً كلامية مع إسرائيل. ويمكن أن تحصل مواجهة عسكرية ولو محدودة". وتسأل: "هل من الذكاء أن يقوم لبنان بوضع أحد هذه الشخصيات في رئاسة الحكومة فيما البلد في حالة حرب أو حالة مواجهة وعدم استقرار"؟

وتتابع المصادر: "كيف تستطيع هذه الشخصيات أن تضع ثقلها في إعادة الإعمار مثلاً في ظل وضع كهذا؟ وكيف نستطيع أن نبني الاقتصاد ونسترد ثقة المجتمع العربي والدولي وثقة المغتربين بلبنان وبنظامه المالي والمصرفي وباقتصاده الحر فيما البلد معرض ومهدد بضربة عسكرية؟ وأين البنية الأساسية التي سيأتي رئيس حكومة ليبني عليها ويعمل"؟

"على لبنان أن يحرر نفسه أولاً من التبعية لإيران وأن يتحرر مما يسمى بمحور الممانعة"، كما تقول المصادر، متابعةً أنه "يجب أن نبني سلطة ونبني دولة ومؤسسات قبل أن نستدعي شخصيات من هذا النوع لترؤس الحكومة. خبرة هذه الشخصيات وعلمها وقدرتها تحتاج إلى جوٍ آمن ومؤاتٍ وسليم لتعمل وتنجز. أما في هذه الحالة فنحن نحرق هذه الشخصيات القديرة و نحرم لبنان منها في المستقبل".

وتضيف: "المطلوب في هذه المرحلة إذن حكومة لمرحلة انتقالية لا يؤمل منها أن تقوم بالعجائب بل أن تسيّر شؤون البلد وتحضر الأرضية لتواكب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أيلول المقبل، وبعد ذلك تأتي حكومة جديدة مطلوب منها الكثير. وفي هذه الحالة يجب ألا نسمي اليوم شخصيات كالأسماء المطروحة لأننا بذلك نحرقها. فهذه شخصيات كبيرة على المستوى الاقتصادي والدولي، وهي في الوقت ذاته شخصيات وطنية، لا يجب أن نحرقها في فترة انتقالية. هذ ليس ظلماً بحق هذه الشخصيات بل هو ظلم بحق لبنان إذا حُرم من الخدمات التي يمكن أن يقدمها هؤلاء للبنان في مرحلة لاحقة".

وتشدد الجهات اللبنانية المطلعة في واشنطن على أن البلد "في مرحلة انتقالية وهي في الوقت ذاته مرحلة مواجهة، ولبنان أمامه عدة مواجهات. فهناك مواجهة نواب الأكثرية - ومن بينهم السياديون والتغييريون وبعض المستقلين - في معركة استعادة الدولة، وهي مواجهة مع قوى الأمر الواقع التي لا تريد دولة. ثانياً هناك احتمال أن نكون في مواجهة دولية حيث تهدد إسرائيل بضرب لبنان، والمجتمع الأوروبي لن يسكت عن أي تحرك عسكري مصدره لبنان إذا تسبب بمنع وصول الغاز المصري والإردني إلى أوروبا قبل الشتاء، والذي أصبحت أوروبا تعول عليه بعدما أوقفت الاستيراد من روسيا. وإذا حصل أي تحرك عسكري من جانب حزب الله، فهذا سيعني أن لبنان لا يضع نفسه بمواجهة مع العدو الإسرائيلي وحده بل مع الدول الأوروبية أيضاً".

وفي هذا الإطار، ترى المصادر أن لبنان أصبح بأمس الحاجة للدخول في هذه المنظومة الدولية وللبدء بإستخراج وتصدير نفطه والإفادة منه إلى أقصى حد بدل التلهي بمعارك وهمية لن توصلنا إلى أي مكان يفيد البلد.

باختصار، لبنان في مرحلة انتقالية وفي مرحلة خطورة وربما مواجهة. لذلك فإن شخصيات متل نواف سلام أو رند غياض أو بهاء الحريري ليسوا رجال هذه المرحلة بل هم رجال مرحلة الإعمار وإعادة وصل لبنان مع العالم واستعادة ثقة المغتربين والمجتمع الدولي، ولا يجب التداول بأسمائهم في البازار الحكومي اليوم.