Follow us

image

الحزن يلف لبنان على ضحايا غرق مركب طرابلس وقطع طرقات في الشمال وبيروت

جبلنا ماغازين – وكالات

يشهد لبنان الإثنين حداداُ رسمياً على ضحايا حادث غرق مركب الموت الذي كان يقل العشرات من أبناء مدينة طرابلس هرباً من جحيم الفقر مساء السبت. وستُنكّس الاعلام المرفوعة على الادارات والمؤسسات الرسمية والبلديات حداداً فيما تعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الاليمة.

الفاجعة التي ألمت بطرابلس - بل بكل لبنان - دفع بمواطنين مفجوعين في طرابلس إلى مواجهات مع الجيش اللبناني بعد بث شائعات عن تسبب مطاردة الجيش وارتطامه بالزورق إلى غرق المركب بمن فيه، في حين أنّ الوقائع التي كشفها الجيش أثبتت أنّ قبطان المركب تسبّب بالمأساة لدى محاولته الهروب بحمولة بشرية تفوق قدرة الزورق على الاستيعاب بعشرة أضعاف، وتسبّب بنفسه بارتطام زورقه بالخافرة العسكرية التي طلبت منه العودة لتجنب كارثة الغرق.

وقد عثر الجيش على 6 جثث في البحر قبالة جزيرة الفنار - رمتين في طرابلس، ويُرجّح أنها تعود لركاب الزورق الغارق الذين كان يجري البحث عنهم. وبذلك يرتفع عدد الضحايا إلى 14 بينهم أطفال. وتحدثت معلومات أمنية عن توفيق واحد من ثلاثة مهربين كانوا اتفقوا مع مجموعات الركاب.

معلومات غير رسمية: 75 شخصاً كانوا على متن المركب

وفي انتظار الحصيلة النهائية لضحايا "زورق الموت" الذي كان سيتجه بهم إلى إيطاليا، استمرت عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين. وقد أعلن، في وقت سابق، رسمياً عن وفاة طفلة وإنقاذ 48 شخصاً، في حين جرى التداول بلائحة أسماء من 75 شخصاً كانوا على متن الزورق.

ورجحت مصادر أن يناهز عدد المفقودين الأربعين شخصاً من أطفال ونساء ورجال من الجنسيتين اللبنانية والفلسطينية من بين الذين كانوا كانوا على متن المركب. وانعكست رواية الناجين عن اصطدام طرّاد للجيش بالزورق أجواء مشحونة في عدد من مناطق طرابلس حيث جرى إطلاق رشق إليات الجيش بالحجارة فيما كانت تجوب شوارع المدينة لتهدئة الوضع.

وفيما عمّت موجة الاستنكارات والأسى كل لبنان، عمد عدد من الشبان الغاضبين إلى التجمع والقيام بمسيرات عفوية وقطع طرقات ليلاً في طرابلس كما في بيروت التي تجمع فيها عدد من المواطنين عند جسر الرينغ وقطعوا الطريق مطلقين شعارات تدعو إلى تصعيد التحرك الإثنين واستكماله يوم الثلاثاء حيث سيجري التجمع أمام الأونيسكو لمنع مجلس النواب من الانعقاد.

الجيش: المركب تحمل وزناً يفوق 15 ضعفاً من قدرته على الاستيعاب

وسط ذلك، عقد قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني هيثم الضناوي مؤتمراً صحافيّاً في قاعدة بيروت البحرية أعلن فيه تفاصيل الوقائع المتعلقة بالحادث، فأوضح أنّ "صناعة المركب الذي غرق أمام سواحل طرابلس تعود إلى العام 1974، وهو صغير طوله عشرة أمتار وعرضه 3 أمتار، والحمل المسموح له هو 10 أشخاص فقط ولا وجود لوسائل أمان فيه، وبالتالي الغرق كان محتماً ولا مهرب منه". وأشار إلى أن "قائد المركب اتخذ قراراً بتنفيذ مناورات للهروب من خفر السواحل، ممّا أدى إلى ارتطامه بالخافرة، ولدينا دلائل ملموسة على هذا الأمر، أما كلّ ما يُشاع غير ذلك لا أساس له من الصحة". كما اعتبر أنّ "الشائعات التي تُطلق هدفها يصبّ في الإطار السياسيّ، إنّما على أرض الواقع قامت فرقنا بفعل كلّ مجهودها لإنقاذ الركاب، حتّى انّهم قاموا برمي السترات الوقائيّة لهم، ولكن لا بد من الذكر أن المركب تحمّل وزناً 15 ضعفاً مِمّا هو قادر على تحمّله".

وختم الضناوي قائلاً: "نتحمّل مسؤولياتنا كاملة في قيادة الجيش، وإذا حصل أيّ خطأ لفظيّ نحن سنحاسب الشخص المعنيّ، ولكن على الصعيد التقني وأرض الواقع فنحن لم نقترف أيّ خطأ
".