قرار مزلزل للمحكمة الدولية في اغتيال الحريري: إعادة إدانة عنيسي ومرعي وطلب توقيفهما
جبلنا ماغازين – نيويورك
قرّرت غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان اليوم بالإجماع فسخ حكم تبرئة حسين عنيسي وحسن مرعي في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستنتجت أنّهما مذنبان بالمشاركة والتدخل في عمل إرهابي والتدخّل بالقتل ومحاولة القتل عمداً.
وقال بيان أصدرته المحكمة إن "غرفة الاستئناف نظرت في أسباب الاستئناف الثمانية التي قدَّمها الادعاء واستنتجت أن غرفة الدرجة الأولى ارتكبت أخطاءً في القانون تبطل الحكم وأخطاءً في الوقائع حالت دون إحقاق العدالة".
وأضاف البيان أنه "بعد تحليل ما للاستنتاجات المذكورة أعلاه من تأثير في المسؤولية الجنائية الفردية للسيدين مرعي وعنيسي، فسخت غرفة الاستئناف بالإجماع حكم تبرئة السيدين مرعي وعنيسي وأعلنت أن كلًا منهما مذنب على نحو لا يشوبه أي شك معقول فيما يتعلق بالجرائم التالية:
التهمة 1: مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي؛
والتهمة 6: التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي؛
والتهمتان7 و8 : التدخل في جريمة القتل عمدًا؛
والتهمة9: التدخل في جريمة محاولة القتل عمدًا".
وأعلنت رئيسة المحكمة أنّ غرفة الاستئناف ستُصدر، في وقت لاحق اليوم، مذكّرة توقيف في حق كل منهما، على أن تُحدّد الغرفة لاحقاً الإجراءات المتعلقة بالنطق بالعقوبة. كما ذكّرتهما أنّه يحق لهما قبول حكم الإدانة وإعادة محاكمتهما.
سعد الحريري: على الدولة توقيف المدانين
إثر نشر القرار، علق الرئيس سعد الحريري في بيان مؤكداً ثقته "التامة والتزامه الكامل بما يصدر عن المحكمة (..) ورأى أن "قرار غرفة الاستئناف بفسخ حكم تبرئة المتهمين حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي وإدانتهما، يحتّم على الدولة اللبنانية بكل سلطاتها وأجهزتها العسكرية والأمنية، العمل على توقيف المدانين وتسليمهما للمحكمة الخاصة بلبنان لتنفيذ العقوبات المقرّرة". كما دعا الحريري إلى "توقيف المدان في الجريمة نفسها سليم عياش"، محمّلاً "حزب الله" مسؤولية "التغطية على الجريمة وحماية المجرمين الذين ينتسبون اليه والتهرّب من حكم العدالة الدولية".
بهاء الحريري: تأكيد جديد على أن المتهم الأول هو حزب الله
بدروه علٌق السيد بهاء الحريري، النجل الأكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري، في بيان قائلاً: "إن قرار غرفة الاستئناف بفسخ حكم تبرئة المتهميْن حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي وإدانتهما، وهما العنصران التابعان لميليشيا حزب الله، يؤكد مرة جديدة أن المتهم الأول في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو هذا الحزب وقيادته وعناصره. وعليه، نطالب الدولة اللبنانية بملاحقة المجرمين وتحميل حزب الله مسؤولية التستر على مرتكبي هذه الجريمة". مضيفاً: "إذ نؤكد أننا لن نتغاضى بعد اليوم عن محاسبة المرتكبين، ندعو السلطة في لبنان إلى عدم التغاضي عن قرار المحكمة والعمل سريعاً على مطالبة الحزب بتسليم المتهمين إلى العدالة".
وكانت مصادر السيد بهاء الحريري، وداً على سؤال لـ"جبلنا ماغازين"، قد وصفت قرار المحكمة بأنه "كبير وكبير جداً"
رئيس منظمةSOUL الأميركية: هل تستجيب الدولة لقرار المحكمة؟
من جهته، المحلل السياسي ورئيس منظمة SOUL في الولايات المتحدة بيار مارون، رأى أن "العبرة في تنفيذ القرار وتوقيف المجرمين الذين ينتمون إلى حزب الله. علماً أن هذا القرار بالإدانة يأتي اليوم ليؤكد مجدداً تورط حزب الله بما لا يقبل الشك في هذه الجريمة".
وأضاف مارون: "بناء على ذلك، سننتظر لنرى إذا ما كانت الدولة اللبنانية والعهد القوي سيستجيبان لقرار المحكمة أم أنهما سيذعنان للحزب "القوي" ويتغاضيان عن تنفيذ حكم صادر عن محكمة دولية. وهذا سيجعلنا على بينة مما تبقى من الدولة وهيبتها".
وختم قائلاً: "أن يأتي هذا القرار في هذه المرحلة بالذات فيما لبنان يتفاوض على حدوده البحرية مع إسرائيل، وإيران تتفاوض مع أميركا والمجتمع الدولي في فيينا، والعالم منشغل بالحرب الروسية على أوكرانيا، إنما يدل على أن عمل هذه المحكمة لا يرتبط بأية لحظة دولية معينة، وبالتالي فهذا تأكيد جديد على نزاهة ومصداقية عملها".