وظائف للطلاب اللبنانيين في جامعات فرنسا! -خاص جبلنا ماغازين
جبلنا ماغازين – باريس
لم يكن عام 2019 سهلاً على طلاب لبنان في الخارج. أما عام 2020، فكان الأقسى على الإطلاق، حيث ازدادت في خلاله حدة الأزمة المالية في لبنان بالتزامن مع انتشار وباء كورونا - في لبنان كما في معظم دول العالم - والإقفال العام أو الجزئي الذي كان يطل عليهم من هنا وهناك، وسط عدم تمكن الأهل من مد أبنائهم وبناتهم بالمبالغ المطلوبة بالعملة الأجنبية لسد حاجاتهم.
لذلك، احتاج الطلاب للكثير من الدعم المادي والمعنوي في خلال هذه الأزمة المزدوجة وغير المسبوقة. فكيف إذا زدنا عليها تداعيات انفجار بيروت الهائل، والذي دفع بعدد أكبر من العادة من الطلاب اللبنانيين إلى الالتحاق بجامعاتٍ في الخارج لمتابعة دراستهم؟
الجاليات اللبنانية في دول الانتشار - أفراداً ومؤسسات - وبالتعاون مع البعثات الديبلوماسية في الخارج لم تبخل بالمساعدة لتخفيف العب عن الطلاب وأهاليهم. ولكن إلى أي حد يمكن أن تكفي هذه المساعدات لسد حاجات الطلاب وتأمين مصاريفهم؟
من هنا، انطلقت في فرنسا فكرة إيجاد وظائف لهؤلاء الطلاب، فكان أن تدارست شخصيات ناشطة لبنانية في فرنسا مع السفارة اللبنانية وغرفة التجارة اللبنانية الفرنسية بهذا الأمر وخرجت بفكرة إنشاء platrorm لأجل هذا الهدف.
https://entreelib.fr/ ولد هذا الموقع الإلكتروني منذ ثلاثة أيام ليكون صلة الوصل بين الطلاب اللبنانيين وأصحاب العمل – من مؤسسات وأفراد وبدأ يستقطب المئات من طلبات العمل.
عدوان: عدد الطلاب اللبنانيين ارتفع كثيراً في السنتين الأخيرتين
سفير لبنان في باريس رامي عدوان قدّرعدد الطلاب اللبنانيين في فرنسا حالياً بثمانية آلاف طالب، لافتاً إلى إن هذا الرقم هو الأعلى حتى اليوم، وعدد كبير منهم يحتاج إلى وظيفة.
وأشار عدوان لـ"جبلنا ماغازين" إلى أن السفارة، وبالتعاون مع الجالية اللبنانية من مؤسسات وجمعيات وأفراد، ساهمتا بالكثير "من أجل تقديم المساعدة المالية والاقتصادية والنفسية للطلاب، وخصوصاً خلال أزمة الكورونا؛ كما أن الحكومة الفرنسية وافقت على طلب تقدمت به السفارة لمعاملة الطلاب اللبنانيين في الجامعات الرسمية أسوة بالطلاب الفرنسيين، فما عادوا بحاجة لدفع رسوم التسجيل والرسوم الإضافية".
وأضاف: "إطلاق هذه البوابة الإلكترونية اليوم يهدف إلى تسهيل دخول الطلاب مضمار الحياة المهنية وتأمين فرص عمل طالبية تساعدهم على تخطي الأزمة الاقتصادية والمالية التي يواجهونها جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وبالتالي تمكنهم من التركيز على تحصيلهم العلمي والعيش بكرامة والاستفادة من الفرص المتاحة لكسب الخبرة وإثبات المهنية والجدارة".
وأشار عدوان إلى أن "الـplatform يسمح للعائلات اللبنانية في فرنسا بالتواصل مع هؤلاء الطلاب للاستعانة بخدماتهم في وظائف طلابية مثل حضانة الأطفال وإعطاء الدروس الخصوصية، كما يتيح للشركات إمكان التواصل مباشرة مع الطلاب اللبنانيين، لتختار من بينهم الأنسب لتولي المسؤوليات والوظائف التي يتم الإعلان عنها، لما يتمتعون به من مؤهلات لغوية وإجتماعية ومهنية".
عبد المسيح : المنصة مجانية ومتاحة لأية جالية لبنانية في الانتشار
من جهته، الناشط الاجتماعي ورجل الأعمال اللبناني الفرنسي إدمون عبد المسيح، وهو أحد أصحاب فكرة هذه المبادرة، أعرب لـ"جبلنا ماغازين" عن فرحته بإطلاق المنصة الإلكترونية، خصوصاً وأنها جاءت "نتيجة تعاون بين السفارة وغرفة التجارة والجالية اللبنانية معاً".
وقال: "الهدف الأول من هذه المبادرة هو الحفاظ على كرامة شباب وشابات لبنان الذين يحصّلون علومهم في الخارج، فبدلاً من أن نمدهم بمساعدة مالية نحن نقدم خدمة مجانية تكفل لهم تأمين مصاريفهم وفي الوقت ذاته يجدون الوظائف التدريبية في سنواتهم الأخيرة في الجامعة ويكتسبون خبرة في العمل كما يشكلون غنى لصاحب العمل، بخبراتهم وبتنوع اللغات التي يتقنونها. فيمكنهم أن يعملوا في مطاعم أو في إعطاء الدروس الخصوصية أو يقوموا بأعمال telework عبر الإنترنت. وتكون ساعات العمل على قدر ما تسمح به القوانين الفرنسية المتعلقة بالطلاب".
وإذ شكر عبد المسيح السفارة اللبنانية على دعمها وتبنيها لهذا المشروع وكل المؤسسات والجمعيات ورجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين الذين ساهموا في إطلاق هذه البمبادرة، دعا الجالية اللبنانية ولا سيما أصحاب الشركات والأفراد ورجال الأعمال والعائلات اللبنانية إلى التجاوب والإعلان عن الوظائف الشاغرة عبر المنصة والإطلاع على معلومات الطلاب المنشورة في الموقع. كما شجع الطلاب على نشر معلومات عنهم في المنصة ليطلع عليها أصحاب العمل.
ودعا عبد المسيح الجاليات اللبنانية في دول الانتشار إلى أن تحذو حذو الجالية في فرنسا لتخفيف العب عن الطلاب. مشيراً إلى وضع هذه المنصة بتصرف أية جالية لبنانية في أي بلد آخر مجاناً لاستخدامها في مساعدة الطلاب في ظل هذه الأزمة.