واشنطن تستضيف مؤتمراً للّبنانيين المؤيدين للثورة ومطالبها! -خاص جبلنا ماغازين
فاديا سمعان – جبلنا ماغازين
ما يعانيه لبنان واللبنانيون في هذه المحنة الأقسى منذ الحرب الأهلية – بل الأقسى منها – لا يثقل كاهل الشعب اللبناني المقيم وحسب. فالمصيبة جمعت الكل، في لبنان كما في الاغتراب. لذا، وبالتوازي مع التحركات الاحتجاجية والانتفاضة القائمة في لبنان منذ حوالي سنة ونصف السنة ضد منظومة نخرها الفساد، كان لا بد للاغتراب أن يتحرك داعماً وباحثاً عن حلول غير مؤقتة لبلد ينهار أمام ناظري شعبه المتألم ومسؤوليه غير الراغبين بإنقاذه، حفاظاً على مصالحهم وكراسيهم ومكتسباتهم.
من هنا، انطلقت في دول الانتشار مبادرات متعددة للتضامن مع لبنان المقيم، منها ما هو إنساني في ظل الوضع الاقتصادي المزري وانهيار الليرة وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وانتشار وباء كورونا، ومنها ما هو سياسي لجهة تسخير المغتربين لإمكاناتهم - كل في بلده ومدينته – لجعل العالم على بيّنة مما يجري في لبنان.
في هذا الإطار، سيشهد حزيران المقبل سلسلة مؤتمرات يعدّ لها مغتربون لبنانيون تضامناً مع مطالب الشعب اللبناني المقيم. عرف منها مؤتمر في جنيف منتصف الشهر المقبل، وآخر في سيدني، إضافة إلى مؤتمر هام ستستضيفه العاصمة الأميركية واشنطن في 23 و24 حزيران.
"دروع لبنان الموحد" تستعد لمؤتمر واشنطن
مؤتمر واشنطن تعدّ لإقامته منظمة Shields of United Lebanon – SOUL أو "دروع لبنان الموحد" وهي مجموعة أنشئت مؤخراً في الولايات المتحدة من قبل عدد من الناشطين اللبنانيين–الأميركيين من مختلف الولايات لدعم الثورة اللبنانية ومطالبها.
منسق المؤتمر، الناشط والمحلل السياسي بيار مارون قال في اتصال مع "جبلنا ماغازين" إن هدف المؤتمر "إسماع صوت الشعب اللبناني في عواصم القرار - وبخاصة واشنطن - والعمل على توحيد صوت المغتربين مع صوت المقيمين من أجل خلاص لبنان".
وأضاف مارون: "كمجتمع لبناني، نحن نعمل من أجل الوصول إلى لبنان الرسالة الذي يمكن لكل لبناني – لأية طائفة أو منطقة انتمى – أن يشعر بأن لبنان وطنه وبيته". وقال: "بعد المؤتمر ستكون هناك مساع لتوحيد اللوبي اللبناني في دول الاغتراب لكي ينسقوا عملهم وتوجهاتهم ولكي يبدأوا، كلٌّ بحسب قدراته، بالعمل الدؤوب من أجل قيامة لبنان".
وعن تفاصيل المؤتمر وما سيتناوله من ملفات، أوضح أحد المنظمين إنه سيتناول على مدى ثلاثة أيام قضايا لبنان وأزمته، وسيغوص - بمشاركة شخصيات ومنظمات وجمعيات أميركية لبنانية – في تفاصيل ما يجري على الساحة اللبنانية، و"سيؤكد على أحقية مطالب الثورة ووقوفه إلى جانب المواطنين اللبنانيين الذين نُهبت أموالهم وسُرقت مدخراتهم وقُتلت أحلامهم وأصيبوا وجرحوا وشردوا بانفجار مرفأ بيروت في آب الماضي". مضيفاً في حديث لـ"جبلنا ماغازين" إن "ورش عمل ستقام لبحث تفعيل دور القضاء وتفعيل دور المرأة والبحث عن حلول للأزمة الاقتصادية والتأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل ومشاركة المغتربين في التصويت فيها".
أما عن مطالب المؤتمر، فيقول المصدر إن "من النقاط التي سيشدد عليها البيان الختامي هي: ضرورة تطبيق الدستور والقرارات الدولية وسحب السلاح غير الشرعي وتدخل دولي من أجل حل مشاكل لبنان واستعادة الأموال المنهوبة من خلال القوانين الدولية ومنها قانون ماغنتسكي".
المشاركون من الاغتراب
يذكر أن عدداً من المجموعات والشخصيات الداعمة للثورة في الانتشار ستشارك في المؤتمر إن عبر "زوم" أو عبر التواجد في واشنطن أيام 23 و24 و25 حزيران.
ومن المنظمات الاغترابية التي أكدت مشاركتها في أعمال المؤتمر حتى الآن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم WLCU من خلال رئيسها العالمي ستيفن ستانتن الذي شدد في اتصال مع "جبلنا ماغازين" من سيدني على أن انفجار المرفأ يعدّ جريمة ضد الإنسانية يجب ألا تمر من دون محاسبة، مشدداً على أن أي إصلاح يؤمل في لبنان لن يحصل في ظل برلمان كالمجلس النيابي الموجود في لبنان اليوم".
كما ستشارك في المؤتمر منظمةOur New Lebanon الناشطة في الولايات المتحدة والتي هي على صلة وثيقة بمجموعات الثورة في لبنان. بالإضافة إلى جمعيات ومنظمات أخرى بانتظار تأكيد مشاركتها.
تمويل المؤتمر
يوضح المنظمون أن مؤتمر SOUL For Lebanon سيموّل من تبرعات اللبنانيين في الاغتراب، وبخاصة الولايات المتحدة، إضافة إلى فتح المجال أمام كل من يود المساهمة أن يتبرع بأي مبلغ كان لتغطية المصاريف، وذلك عبر صفحة مخصصة لهذا الغرض على موقع Gofundme على الرابط التالي:
مشاركة لبنان المقيم
الناشطون في الولايات المتحدة لا يعملون وحيدين من أجل التحضير لمؤتمر واشنطن وإنجاحه، بل هناك عدد من الثوار والناشطين على الأرض في لبنان يتواصلون بشكل دائم مع معدّي هذا المؤتمر كما يعدون للمؤتمر الموازي في بيروت، وبين هؤلاء ناشطون في مجموعتيْ "لن نسكت" وFist Lobby وعدد من الشخصيات القانونية والفنية والإعلامية ورجال أعمال وأطباء ومهندسين ووجوه عرفت من خلال مشاركتها في التظاهرات والاحتجاجات التي عمت لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019.