Follow us

image

إدانة شاملة لاغتيال الناشط المعارض لحزب الله لقمان سليم: هل تصل نتائج التحقيق إلى القاتل؟

جبلنا ماغازين – بيروت

في تطور أمني خطير ذكر اللبنانيين بمسلسل الاغتيالات الذي استهدف اعتباراً من العام 2004 سياسيين وإعلاميين وناشطين معارضين لحزب الله والنظام السوري، عثرت القوى الأمنية اللبنانية اليوم على جثة الناشط “لقمان سليم” مقتولًا بالرصاص في سيارته بمنطقة النبطية. وذلك بعدما كانت عائلته قد فقدت الاتصال به أمس وأطلقت الليلة الماضية رسالة استغاثة، طالبة ممن يعرف عنه شيئا التواصل معها. حيث كتبت رشا لقمان الأمير، شقيقة الشهيد لقمان سليم، الباحث والمحلل السياسي المعروف بمعارضته الشرسة لحزب الله على تويتر، أن “أخاها غادر منطقة نيحا في الجنوب عائدًا إلى بيروت لكنه لم يعد بعد، وهاتفه لا يردّ.لا أثر له في المستشفيات”.

وإذ انطلقت التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة، نُقلت جثة الناشط المغدور الى مستشفى صيدا الحكومي، بعدما انهى الطبيب الشرعي الكشف عليها، وتبين انها مصابة بخمس طلقات نارية، أربعة في الرأس وواحدة في الظهر.

وفي إطلالة لها على قناة العربية بعد الاغتيال، أكدت شقيقة لقمان سليم أن العائلة لا تثق بالقضاء اللبناني ولا بتحقيقاته.

ماذا قال لقمان سليم في آخر لقاء إعلامي معه؟

يذكر أن لقمان سليم، وفي آخر لقاء إعلامي له، كان قد أطل سليم على قناة "الحدث" للتعليق على مقال نشرته صحيفة "الغارديان" جاء فيه أن رجال أعمال سوريين وروسيين يقفون خلف إحضار نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت.

وأشار في حديثه إلى أنه "في 14 أكتوبر 2013 وقع النظام السوري على معاهدة الانضمام للحد من الأسلحة الكيميائية، والصدفة أنه في 23 أكتوبر وصلت إلى بيروت السفينة روسوس محملة بأطنان نيترات الأمونيوم، وبالصدفة أيضاً بدأ العام 2014 على تصاعد في وتيرة الغارات بالبراميل المتفجرة لم يُسبق أن سجلت في 2012 و2013".

وأضاف: "نحن أمام أحجية تكتمل تفاصيلها، اليوم بتنا نعرف من استورد ولكن نريد أن نعرف من خزن ولمصلحة من تم تخزينها في المرفأ؟ ولمصلحة من كان يتم إخراجها شيئاً فشيئاً إلى الأراضي السورية حيث كانت تصنّع ليتم استخدامها فوق رأس الشعب السوري"، معتبراً أن "هذه المعلومات تسقط ما تبقى من ورقة توت، حاولت بعض الجهات اللبنانية أن تتستر عليها زاعمة أن المسألة تقف عند حدود الإهمال الإداري".

إلى ذلك شدد سليم على "أننا أمام جريمة حرب أطرافها موسكو بيروت ودمشق، وكل من شارك سواء بالصمت أو بتقديم التسهيلات هو متهم وبات في حكم الساقط أهلياً".

وأكد أن "المتهم الأكبر هو صاحب الدالة الكبرى - أعني ميليشيات حزب الله - التي تملك ليس فقط السيطرة على المرافئ بالمعنى الجغرافي والتقني للكلمة، بل تملك الدالة السياسية على اللبنانيين وكل من يتعاطى الشأن العام، وتملك قدرة التخويف لأن خوف اللبنانيين - حتى من معارضي حزب الله - عن الإشارة إليه بأصابع الاتهام، هو جزء من الجريمة التي وقعت بحق اللبنانيين وقبلهم السوريين".

حزب الله يدين الجريمة

وفيما تتوالى المواقف المدينة لهذه الجريمة موجهة أصابع الاتهام لحزب الله، سارع الحزب إلى إصدار بيان دان فيه "قتل الناشط السياسي لقمان سليم". وطالب الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بالعمل سريعاً على كشف المرتكبين ومعاقبتهم ومكافحة الجرائم المتنقلة في أكثر من منطقة في لبنان وما يرافقها من استغلال سياسي واعلامي على حساب الأمن والاستقرار الداخلي".

عون: للإسراع في التحقيق

من جهته، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من المدعي العام التمييزي إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات جريمة الاغتيال وشدد على ضرورة الإسراع في التحقيق لجلاء ظروف الجريمة والجهات التي تقف وراءها".

واشنطن: ندين الاغتيال البشع للناشط الشيعي المعارض لحزب الله

دانت وزارة الخارجية الأميركية بـ"أشد العبارات" حادثة اغتيال الناشط السياسي والاجتماعي اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفه المنتقدة لـ"حزب الله".

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة الحرة، إن الولايات المتحدة تدين "الاغتيال البشع للناشط الشيعي البارز لقمان سليم"، داعيا إلى تقديم الجناة للعدالة.

وأضاف أنه "من الجبن للغاية وغير المقبول تماما أن يلجأ أي شخص أو أي كيان إلى العنف والتهديدات والتخويف كوسيلة لتخريب حكم القانون أو إسكات الخطاب السياسي والنشاط المدني".

بدورها، علقت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا على جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم. وقالت في تصريح لها: "أريد أن أبدأ بتقديم خالص تعازيّ إلى عائلة سليم، وكل من تأثر بخبر وفاته المفجع، إنه لاغتيال بربري. لقد قال لقمان سليم سرا وعلانية أنه كانت هناك تهديدات لحياته، ومع ذلك استمرّ، بشجاعة، بالدفع من أجل العدالة والمساءلة وسيادة القانون في لبنان".

واشارت الى ان "هذا الاغتيال لم يكن مجرد اعتداء وحشي على فرد، بل كان هجومًا جبانًا على مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والمشاركة المدنية. إنه أيضا هجوم على لبنان نفسه".

وأكدت أن استخدام التهديد والترهيب كوسيلة لتخريب حكم القانون وإسكات الخطاب السياسي هو أمر غير مقبول، قائلة: "إننا ننضمّ إلى أصدقاء لبنان الآخرين وقادة البلد الذين قاموا بإدانة هذه الجريمة المروّعة وندعو جميع القادة من مختلف الأطياف السياسية إلى القيام بالشيء ذاته". 

كما شددت على ضرورة إجراء تحقيق سريع في هذه الجريمة وغيرها من عمليات القتل الحديثة التي لم يتم حلها حتى يتمّ تقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة.

وقالت: "في بلد يحتاج بشدة إلى التعافي من الأزمات المتعددة التي يواجهها، ترسل الاغتيالات السياسية إشارة جد خاطئة إلى العالم حول ما يمثله لبنان. على أمل أن تسود سيادة القانون والمساءلة، المبادئ ذاتها التي كان لقمان سليم يقاتل من أجلها".

باريس: لتحقيق شفاف حتى إثبات الحقائق

وزارة الخارجية الفرنسية وصفت اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم بأنه "جريمة بشعة" وطالبت بتحقيق شفاف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول في بيان: "فرنسا تطالب بإثبات الحقائق بوضوح وبأن يسهم كل من يستطيع المساهمة في إثبات الحقيقة بكامل طاقته".

وأضافت: "تتوقع فرنسا بأن تسمح السلطات اللبنانية وكل المسؤولين اللبنانيين لنظام العدالة بالعمل بشكل فعال وشفاف دون تدخل".

منظمة العفو الدولية: لإعلان نتائج التحقيق على الملأ 

وفي تصريح لمنظمة العفو الدولية تعقيباً على الجريمة، قالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة لين معلوف، أن الشهيد سليم "كان في طليعة النضال ضد الإفلات من العقاب في لبنان ما بعد الحرب، ودافع بشدة عن حق عائلات المفقودين والمخفيين قسرا في نيل العدالة والكشف عن الحقيقة، إلى جانب جمعيات الأهالي ومجموعة من المنظمات والنشطاء الآخرين الذين امتلكوا الشجاعة الكافية لتحدي نمط الإفلات من العقاب السائد في لبنان".

وأضافت: "لقمان سليم هو ضحية هذا النمط من الإفلات من العقاب الذي استمر لعقود من الزمن، والذي تسبب ببقاء جرائم قتل النشطاء والصحافيين والمثقفين في الماضي والحاضر بلا عقاب، وهو نمط تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية النهائية عنه".

وأشارت إلى أن "مقتل سليم المروع يثير مخاوف خطيرة من العودة إلى عمليات القتل المستهدفة، وتزداد هذه المخاوف في ظل تقاعس الدولة عن تحقيق أي عدالة في قضايا مروعة ومماثلة سابقا"، وقالت: "يحق للشعب اللبناني أن يبلغ العدالة في الجرائم المستمرة التي تعرض لها على مدى العقود وحتى يومنا هذا. ويصادف اليوم أيضا مرور ستة أشهر على الانفجار الذي فجع به سكان العاصمة بيروت وقبض على روحها، من دون أن يساءل أو يحاسب أحد عنه حتى الساعة".

وطالبت "السلطات اللبنانية، من أجل القطع مع مسلسل الإفلات من العقاب السائد ماضيا، بضمان أن يكون التحقيق الذي أعلنته في جريمة قتل لقمان سليم شفافا ومحايدا ومستقلا"، مشيرة إلى أنه "ينبغي إعلان النتائج على الملأ، وتقديم الجناة إلى العدالة على وجه السرعة".

 لقاء سيدة الجبل: حزب الله هو المتهم الأساس

إثر الجريمة، عقدت شخصيات سياسية ووطنية إجتماعاً استثنائياً في مقر لقاء سيدة الجبل للتباحث في تداعيات اغتيال الشهيد لقمان سليم ووجهت نداء إلى اللبنانيين بحضور كل من: مروان حمادة، أنطوان قسيس، أنطوان قربان، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين بشير، إدمون رباط،، أسعد بشارة، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسين عطايا، حسان قطب، خليل طوبيا، ربى كبارة، منى فياض، مياد حيدر، ندى صالح عنيد، نوال الجميل المعوشي، فارس سعيد، طوني حبيب، كمال الذوقي، جورج كلاّس، غسان مغبغب، وعطالله وهبة . وأصدر بياناً جاء فيه:

أولاً: استنكار جريمة اغتيال الناشط والمناضل لقمان سليم شهيد سيادة لبنان وحريته وهي جريمة تأتي في سياق اغتيال كل معارضي سلطة الهيمنة الإيرانية. ان هذه الجريمة تعكس مدى قلق وتوتر الميليشيات المتسلطة على البلد وخوفها من السقوط نتيجة عجزها عن معالجة الازمات.

ثانياً: إن اغتيال الشهيد لقمان سليم دلالة قاطعة على إفلاس الميليشيات التي لا تجد سوى الارهاب والاغتيال لترهيب كل النخب اللبنانية من جميع الفئات والطوائف والاحزاب التي تطالب برفع الوصاية الايرانية واستعادة النظام الديموقراطي والدستور والحفاظ على الحريات السياسية والإعلامية.

ثالثاً: لقد اغتيل الشهيد في منطقة نفوذ حزب الله وبالتالي هو المتهم الأساس، فإما أن يخبر اللبنانيين كيف حصلت هذه الجريمة أو يتحمل المسؤولية المباشرة عنها. فلبنان تحت حكمين، الاول ورقي دستوري يتمثل بشخص رئيس الجمهورية اما الآخر أمني عسكري يتمثل بشخص أمين عام حزب الله وكلاهما مسؤول. كما أنه من مسؤولية الجيش والقوى الأمنية تحديد المسؤوليات أمام الرأي العام ومنع العصابات المسلحة من التحكم بالأمن في كل لبنان، والعمل على توفير الأمن لكل مواطن وجعل الجميع تحت سقف القانون من دون استثناء.

رابعاً: هل يمكن أن نعتبر ان هذه الجريمة المروعة هي الرد الايراني على مقتل سليماني وعلى الغارات الاسرائيلية المتصاعدة على قواعد ايران وحزب الله في سوريا؟ وهل بهذا الارهاب يتم منع التعدد والتنوع في البيئة الشيعية وفصلها عن كل تحرك لأجل لبنان وسيادته؟.

خامساً: إن المجتمع العربي والدولي مطالب بفرض عقوبات مشددة على كل اركان الطاقم الحاكم وعلى كل الميليشيات التي تتسلط على البلد تحت شعارات لا مضامين لها سوى العمالة والتبعية لمشروع المرشد بإعادة احياء الامبراطورية الفارسية. ايها اللبنانيون لا تخافوا، لا تتراجعوا. لبنان لكل حر، لبنان لكل حرة. لبنان وطن وليس ساحة.