الإليزيه: الرئيس الفرنسي سيزور السيدة فيروز الإثنين لدى وصوله إلى بيروت
جبلنا ماغازين – نيويورك
أفاد قصر الإليزيه الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيلتقي الأسبوع المقبل بالمغنية الشهيرة فيروز وعدد من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين لدى عودته إلى لبنان في زيارة هي الثانية له بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت، بحثًا عن إصلاحات جادة في أعقاب الانفجار المدمر الذي أودى بحياة 181 شخصاً ودمر أجزاء من العاصمة اللبنانية.
وبحسب ما نقلت وكالة الصحافية الفرنسية عن قصر الإليزيه، فإن زيارة ماكرون للبنان ستستمر حتى الثلاثاء و"أحد اجتماعاته الأولى فور وصوله يوم الاثنين سيكون مع السيدة فيروز، إحدى الشخصيات النادرة في لبنان التي تحظى بإعجاب جميع المواطنين في كل أنحاء البلاد وعلى اختلاف طوائفهم".
وسيلتقي ماكرون الثلاثاء رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا حيث سيعقد اجتماع يضم عدداً من القادة السياسيين بهدف تنشيط الحركة السياسية التي وصلت بالفعل إلى طريق مسدود.
وقبيل توجهه إلى بيروت، حذر ماكرون من اندلاع حرب أهلية في لبنان إذا لم تُقدَّم المساعدة له. وقال: "إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة، وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية"، وسيؤدي ذلك إلى "تقويض الهوية اللبنانية".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى "القيود التي يفرضها النظام الطائفي التي إذا ما أضيفت - لكي نتحدث بتحفظ - إلى المصالح ذات الصلة"، أدت "إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد سياسي وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات".
وعلى نهج "المطالبة دون التدخل"، أشار إلى الإصلاحات التي يتعين تنفيذها وهي: "تمرير قانون مكافحة الفساد، وإصلاح العقود العامة، وإصلاح قطاع الطاقة، والنظام المصرفي".
وحذر من أنه "إذا لم نفعل ذلك فإن الاقتصاد اللبناني سينهار، والضحية الوحيدة ستكون اللبنانيين الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المنفى".
غير أن لبنان، كما قال ماكرون، "ربما يكون أحد آخر التجسيدات القائمة لما نؤمن به في هذه المنطقة: أي التعايش بين الأديان الذي يتجلى بأكثر مظاهره سلمية.. ونموذج التعددية الذي يقوم على التعليم والثقافة والقدرة على التجارة بسلام".
وفي وقت سابق من اليوم، كان مسؤول بالرئاسة الفرنسية قد قال إن ماكرون سيتوجه إلى بيروت الأسبوع المقبل للضغط على الساسة اللبنانيين للمضي قدماً في تشكيل حكومة يمكنها أن تطبق إصلاحات عاجلة.
وقال المسؤول للصحافيين قبل زيارة ماكرون لبيروت يومي الاثنين والثلاثاء: "الرئيس قال إنه لن يستسلم. قطع على نفسه عهداً بفعل كل ما هو ضروري وممارسة الضغوط اللازمة لتطبيق هذا البرنامج".
وأضاف المسؤول أن الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية جانباً مؤقتاً وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير. وشدد على أن البيان الوزاري للحكومة الجديدة يجب أن يتضمن برنامج الإصلاحات الضرورية.
وشدد المصدر الرئاسي على "عدم وجود متطوعين كثُر دولياً لمساعدة لبنان"، مضيفاً أن المصرف المركزي الفرنسي "سيعطي رأيه لمصرف لبنان حول وضع الحسابات المالية". كما أشار في هذا السياق إلى أن مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي "تعرقلت لأسباب سياسية لا تقنية".
في سياق متصل، رفض المصدر تأكيد انعقاد مؤتمر بين الأطراف اللبنانية في باريس.
ومن جهة أخرى، أكد أن فرنسا تشارك في التحقيق حول الانفجار الذي هز مرفأ بيروت في 4 آب، مضيفاً: "سلطات لبنان تتعاون معنا بمرونة".
وعن الوضع في جنوب لبنان، قال المصدر الرئاسي الفرنسي: "ننتظر من حزب الله تجنب عمل مماثل لما حصل عام 2006". كما اعتبر أن التجديد للقوة الدولية "اليونيفيل" مهم للبنان ولإسرائيل، مضيفاً: "نتابع الوضع جنوباً".
وأخيراً كشف المصدر أن الرئيس ماكرون سيبدأ زيارته إلى لبنان بلقاء فيروز "التي تمثل الكثير في لبنان والعالم العربي".