كمية هائلة من نترات الأمونيوم المهملة قد تكون وراء الانفجار وعدد الشهداء مرشح للارتفاع
جبلنا ماغازين – وكالات
آخر الأرقام التي نشرت عن ضحايا الانفجار الهائل الذي هز بيروت يوم أمس الثلاثاء أشار إلى وقوع ما لا يقل عن 78 ضحية وأكثر من 3000 جريح، إلا أن الأعداد مرشحة للازدياد بشكل كبير مع انبلاج الصباح واستكمال عمليات رفع الأنقاض والبحث عن المفقودين.
اجتماع المجلس الأعلى للدفاع
وكان المجلس الأعلى للدفاع أعلن بعد اجتماع طارئ بيروت مدينة منكوبة، وأوصى مجلس الوزراء بإعلان حالة الطوارئ في العاصمة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد، وتتولى فوراً السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الامن وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة".
كما أعلن المجلس تكليف لجنة تحقيق بالاسباب التي ادت الى وقوع هذه الكارثة، على ان ترفع نتيجة التحقيقات الى المراجع القضائية المختصة في مهلة اقصاها 5 ايام من تاريخه، على ان تتخذ اقصى درجات العقوبات بحق المسؤولين، وتخصيص اعتمادات للمستشفيات لتغطية النفقات الاستشفائية للجرحى، ودفع التعويضات اللازمة لعائلات الشهداء.
وكلف المجلس الأعلى للدفاع الهيئة العليا للاغاثة تأمين ايواء العائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن، والتواصل مع وزارة التربية لفتح المدارس لاستقبال هذه العائلات، ووضع آلية لاستيراد الزجاج وضبط اسعار المواد التي تستعمل في ترميم الاضرار وتحقيق كميات من القمح بعد ان تلفت تلك المخزّنة في الاهراءات، وتجهيز مرفأ طرابلس لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير، وتشكيل خلية ازمة لمتابعة تداعيات هذه الكارثة على الصعد كافة، وحصر بيع الطحين للافران، وتكليف الهيئة العليا للاغاثة مسح الاضرار بالتنسيق مع الجيش اللبناني، والتواصل مع جميع الدول وسفاراتها لتأمين المساعدات والهبات اللازمة وانشاء صندوق خاص لهذه الغاية.
وقرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020 والذي يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية ويخصص لظروف استثنائية وطارئة، كما اعلن رئيس الحكومة حسان دياب الحداد الوطني والاقفال لمدة ثلاثة أيام.
نداء الوطن: المسؤولون كانوا على دراية تامة بوجود قنبلة كيماوية موقوتة ولم يحركوا ساكناً لتفكيكها
صحيفة "نداء الوطن" كتبت: "سيذكر التاريخ طويلاً "إنفجار بيروت" بوصفه أحد أكبر الإنفجارات الكيماوية في العالم. 2700 طن من مادة الأمونيوم انفجرت في المرفأ فخلّفت عصفاً يحاكي ترددات هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس "ريختر"، وعلى الأثر ارتسمت علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول طبيعة الإنفجار وأسبابه والهدف من وراء تخزين "الأمونيوم" والجهة التي وضعت اليد عليه بعد مصادرته، ولا تزال فرضيات عديدة تتصاعد من بين الدخان، لكن يبقى الأكيد الوحيد غير القابل للشك والتشكيك أنّ السلطة مسؤولة ومدانة بالجرم المشهود عن إهمال قاتل أدى إلى ما أدى إليه من دماء ودمار في بيروت وجعلها "مدينة منكوبة" بكل ما للنكبة من أبعاد اقتصادية ومالية وبنيوية وصحية وبيئية.
وأضافت: "ففي خلاصة ما ثبت حتى ليل الأمس، هو أنّ أهل الحكم والحكومة كانوا على دراية تامة بوجود قنبلة كيماوية موقوتة في وسط العاصمة ولم يتحركوا ولم يحركوا ساكناً لتفكيكها. إذ تتقاطع المعلومات الرسمية وغير الرسمية عند التأكيد على أنّ شحنة "نيترات الأمونيوم" التي انفجرت كان قد تم نقلها من على متن باخرة كانت في طريقها إلى أفريقيا وجرى تخزينها في المرفأ، ومنذ 6 أشهر وضع على طاولة الرؤساء والوزراء وكل المسؤولين المعنيين تقرير رسمي يُحذر من خطورة الإبقاء على كمية كهذه من المواد الكيماوية شديدة الاشتعال مخزنة بطريقة لا تراعي معايير وشروط السلامة العامة، غير أنّ أحداً منهم لم يتحل بأدنى حسّ من المسؤولية الوطنية ليحول دون وقوع الكارثة... أما وقد وقعت الواقعة، فلا إعلان الحداد العام ولا حالة الطوارئ، ولا كل لجان التحقيق التي ستشكلها الحكومة لتحديد المسؤوليات سيشفي غليل اللبنانيين ويعيد عقارب الموت إلى الوراء، أنتم أهل السلطة من رأس الهرم إلى أسفله، مسؤولون مسؤولية كاملة عن انفجار بيروت، فتحلّوا بالجرأة والشرف ولو لمرة، لا تكابروا ولا تناوروا، لا تذرفوا دموع التماسيح على الضحايا ولا تبحثوا عن "كبش لمحرقتكم"، إرحموا شعباً عزيزاً ذلّ في عهدكم، إرحموا بلداً أضحى تحت سطوتكم منكوباً مدفوناً تحت الركام يلفظ أنفاسه الأخيرة".
وأشارت "نداء الوطن" إلى أن "المعلومات الرسمية وغير الرسمية تتقاطع عند التأكيد على أنّ شحنة "نيترات الأمونيوم" التي انفجرت كان قد تم نقلها من على متن باخرة كانت في طريقها إلى أفريقيا وجرى تخزينها في المرفأ، ومنذ 6 أشهر وضع على طاولة الرؤساء والوزراء وكل المسؤولين المعنيين تقرير رسمي يُحذر من خطورة الإبقاء على كمية كهذه من المواد الكيماوية شديدة الاشتعال مخزنة بطريقة لا تراعي معايير وشروط السلامة العامة، غير أنّ أحداً منهم لم يتحل بأدنى حسّ من المسؤولية الوطنية ليحول دون وقوع الكارثة"...
وأضافت: "أما وقد وقعت الواقعة، فلا إعلان الحداد العام ولا حالة الطوارئ، ولا كل لجان التحقيق التي ستشكلها الحكومة لتحديد المسؤوليات سيشفي غليل اللبنانيين ويعيد عقارب الموت إلى الوراء، أنتم أهل السلطة من رأس الهرم إلى أسفله، مسؤولون مسؤولية كاملة عن انفجار بيروت، فتحلّوا بالجرأة والشرف ولو لمرة، لا تكابروا ولا تناوروا، لا تذرفوا دموع التماسيح على الضحايا ولا تبحثوا عن "كبش لمحرقتكم"، إرحموا شعباً عزيزاً ذلّ في عهدكم، إرحموا بلداً أضحى تحت سطوتكم منكوباً مدفوناً تحت الركام يلفظ أنفاسه الأخيرة."
كتاب لبدري ضاهر حول نترات الأمونيوم الموجود في المرفأ
وأمس، جرى التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنسخة عن كتاب رفعه المدير العام للجمارك بدري ضاهر لقاضي الأمور المستعجلة طالباً تحديد مصير كمية من نترات الأمونيوم الموجودة في أحد عنابر مرفأ بيروت. وهذه نسخة عنه:
ونشر هذا الكتاب بعدما اتهم معلقون لبنانيون المدير العام للجمارك بدري ضاهر بالمسؤولية عن الانفجار الذي هز العاصمة وخلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى، إضافة إلى دمار واسع في مرفأ بيروت والمناطق المحيطة به.
وجاء الاتهام عقب كشف مسؤولين لبنانيين أن الانفجار وقع بعد وصول حريق إلى كمية كبيرة من المواد شديدة الانفجار المصادرة منذ سنوات والموجودة في الميناء.
وعلّق العشرات على وسم ”#الإعدام_لبدري_ضاهر“، مستنكرين ترك تلك المواد الخطيرة لسنوات في الميناء دون إتلافها، ما تسبب بحدوث الكارثة المروعة.