Follow us

image

الشارع اللبناني يغلي من جديد مع تفاقم الأزمة المعيشية وعنف متنقل بين الجيش والمتظاهرين

جبلنا ماغازين – بيروت

على الرغم من عدم تعافي لبنان كلياً من فيروس كورونا الذي لا يزال يفرض على اللبنانيين قلة التجول والاختلاط، اندفع عدد كبير من اللبنانيين الغاضبين إلى الشارع مجدداً اعتباراً من أمس الإثنين للتعبير عن رفضهم للسياسات الاقتصادية للحكومة الجديدة وتفلت سعر الدولار وارتفاع أسعار السلع الضرورية وصبوا جام غضبهم على المصارف ومؤسسات الصيرفة ما أدى إلى مواجهات مع الجيش والقوى الأمنية سقط بنتيجتها الشاب فؤاد السمان (26 عاماً) ضحية جديدة للثورة وأصيب عدد كبير من المتظاهرين بجروح.

وكانت قيادة الجيش قد دعت المواطنين والمتظاهرين السلميين إلى المسارعة في الخروج من الشوارع واخلاء الساحات. وحذّرت قيادة الجيش أنها لن تتهاون مع أي مخلٍ بالأمن والاستقرار وكل من تسوّل له نفسه التعرض للسلم الأهلي.

وإذ كانت طرابلس ساحة لأعنف المواجهات، فلقد شهدت بيروت وصيدا وضبية وخلدة ومناطق بقاعية تظاهرات وإقفال طرقات ومواجهات محدودة مع القوى الأمنية بعد سلسلة اعتداءات طالت واجهات بعض المصارف مستخدمين الحجارة والمفرقعات النارية وقنابل المولوتوف.

المشهد ذاته تكرر اليوم اعتباراً من ساعات الظهيرة وفي مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصاً في طرابلس التي شيعت شهيدها الشاب وسط صرخات الغضب. وشهد هذا اليوم كذلك إقفال طرق وتجمعات واعتداءات على المصارف ومواجهات بين المتظاهرين والجيش والقوى الأمنية وسقوط عدد من الإصابات. وشوهدت مواكب للدراجات النارية تنطلق من الخندق الغميق في ساعة متأخرة من الليل، فيما كان مصرف لبنان يشهد تظاهرة تحولت إلى مواجهات مع القوى الأمنية . وأحرقت كذلك واجهات عدد من المصارف في بيروت وصيدا وغيرها من المناطق.

الخارجية الأميركية

وسط ذلك، أبدت وزارة الخارجية الأميركية، أسفها للتقارير عن الخسائر في الأرواح والممتلكات في لبنان، وحثت الجميع على الامتناع عن العنف أو الأعمال الاستفزازية.

ولفت متحدث باسمها لـ”سكاينيوز” إلى أن “هناك خيارات صعبة”، رغم تأكيدها "دعم حق الشعب اللبناني في الاحتجاج سلميا والتعاطف مع مطالبه المشروعة بإصلاحات حقيقية ودائمة تعالج المشاكل الهيكلية وتنشط الاقتصاد”.

وبدورها، رأت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، أن “شعور الشعب اللبناني بالإحباط بسبب الأزمة الاقتصادية أمر يمكن تفهمه، ومطالب المحتجين مبررة. لكن حوادث العنف والتهديدات وتدمير الممتلكات مقلقة للغاية ويجب أن تتوقف”.

وقالت شيا في بيان، “نحن نشجع السلوك السلمي وضبط النفس من قبل الجميع، وكذلك اليقظة المستمرة بشأن التباعد الاجتماعي في اطار جائحة فيروس كورونا”.

المحلل السياسي بيار مارون

رداً على سؤال توجه به موقع "جبلنا ماغازين" إلى المحاضر والمحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط بيار مارون، وهو لبناني مقيم في فلوريدا، عن مشاهد العنف التي دخلت على خط التظاهرات أمس واليوم، قال إن هناك عنصرين يتحكمان بهذه المشاهد، أولها أن المجاعة حطت رحالها في لبنان ووصلت الأمور بالشعب الخائف على مصيره لأن يبحث عن هدف يصب عليه غضبه وينتقم ممن أوصل الوضع الاقتصادي إلى هذا المنحى، وهذا كان متوقعاً. والعنصر الثاني هو حزب الله الذي - كما بات معروفاً - يشن حملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بهدف التخلص منه والإتيان بحاكم جديد مقرب من خطه السياسي ومطيع له ولا يتقيد بالحظر الذي فرضته الخزانة الأميركية. علماً أن حزب الله اليوم بات أمام مفترق طرق: إما أن يتخلى عن سلاحه ويبسط الجيش سلطته على كامل الأراضي اللبنانية استناداً لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، وإما أن يعلن ولاية الفقيه في لبنان".

واقترح مارون على "الثوار" أن يتعاونوا مع الأحزاب التي تقف ضد مشروع حزب الله "لإفشال أهداف الحزب الذي يحكم حالياً سيطرته على الأجهزة الأمنية ورئاسة الجمهورية والحكومة". محذراً في الوقت ذاته من  الوضع المعيشي المأساوي القائم حالياً في لبنان ومن الجوع والإحجاف بحق الطائفة السنية، ما قد "يفتح المجال للسلفية لكي تدخل إلى الأرض الخصبة من خلال طرابلس أو غيرها".