جبلنا ماغازين – بيروت

أعرب المجلس الأرثوذكسي اللبناني عن استغرابه الشديد لطلب الطبقة السياسية إعطاء الثقة لهذه الحكومة، وهي التي جاءت كسابقاتها باختيار وتعيين وزرائها من قبل المرجعيات الحزبية والتيارات السياسية التقليدية ومن غير المستقلين. وسأل: "ألم تدركوا بعد بأن غالبية من الشعب اللبناني يرفض هذه الحكومة ولا يريد إعطائها أدنى ثقة؟"

وقال المجلس في بيان أصدره رئيسه روبير الأبيض: "الشعب اللبناني بكل انتماءاته ومكوناته الاجتماعية - مقيماً كان ام مغترباً - قد سبق وطالب بحكومة من الاخصائيين والمستقلين لكنكم ويا للأسف وبكل وقاحة لم تصغوا إلى مطلبه.. فكفى ازدراءً واستهزاءً باللبنانيين الذين أصبحوا يدركون جيداً أنهم ارتكبوا خطأ جسيماً في الماضي عند منحكم ثقة لا تستحقونها لأنكم أنتم من أوصلتم البلد الى هذا الفشل الذريع والإفلاس والانهيار الاقتصادي المذري الذي لم يشهد لبنان له مثيلاً من قبل".

وتوجه رئيس المجلس الأورثوذكسي إلى أعضاء مجلس النواب اللبناني مطالباً إياهم بعدم منح الثقة لهذه الحكومة التي لا تمثل إلا نفسها والتي لا تتماشى مع طموح وتطلعات اللبنانيين. وأضاف: "لبنان اليوم بحاجة الى رجال حقيقيين يُشهد لهم على وقفتهم التاريخية والوطنية، فندعوكم للاحتكام الى ضمائركم ووجدانكم والعمل لما فيه مصلحة لبنان وشعبه أولاً، لأن التاريخ لا يرحم وسيذكر كل واحد منكم على موقفه ورأيه وأدائه. فكونوا نواباً حقيقيين أحراراً في قراراتهم يخدمون ويعملون للشعب ومع الشعب اللبناني، فأنتم اليوم أمام امتحان مدعوون من خلاله لاكتساب ثقة الشعب بكم مجدداً من خلال تبني أولويات ٍفي خطة عمل تبدأ اليوم ولفترة ثلاثة (3) أشهر والتي من شأنها التأسيس لإعادة دورة اقتصادية سليمة:

١- إلغاء مجالس وصناديق الهدر كمجلس الإنماء ‎والاعمار وهيئة تشجيع الاستثمار "ايدال" وصندوقي الجنوب والمهجرين والهيئة العليا ‎للإغاثة واللجنة المؤقتة لإدارة المرفأ.

٢- رفض دفع استحقاقات لبنان بسندات اليورو بوندز على حساب احتياجات المواطنين الأساسية وتأمين ودائعهم في المصارف والاتجاه إلى هيكلة شاملة للدين العام و بأسرع وقت.

٣- استعادة أرباح المصارف التجارية من الهندسيات المالية الركيكة و استخدام هذه الأموال المنهوبة لتأمين ضمان صحي شامل و مجانّي.

٤- رفع الحصانات والسرية المصرفية عن كل سياسي وموظف عمل في القطاع العام أو كانت له استفادة من القطاع العام وذلك لاستعادة الأموال المنهوبة.

٥- خفض الفوائد على ودائع المصارف في مصرف لبنان.

٦- فرض ضريبة تصاعدية على الودائع التي تتعدى ٢٥٠ ألف دولار.

وتوجه بيان رئيس المجلس الأورثوذكسي اللبناني إلى "كل الثوار الأحرار العابرين للطوائف والمتواجدين في كل ساحات الوطن وأرجائه  في كل المناطق والذين يريدون لبنان جديداً سيداً حراً مستقلاً معافى من أزمته الاقتصادية الصعبة التي تطال كل عزيز علينا، بالمشاركة الكثيفة في التظاهرات والاعتصامات رفضا لمنح الثقة لهذه الحكومة والتي للأسف لم تلحظ في بيانها أدنى مطالب الثورة والتي لا تمثل التطلعات التي نصبو إليها، حتى أنها لم تتطرق الى ذكر أي انتخابات نيابية مبكرة ولم تعمل على بناء مشروع اقتصادي جديد واضح لإعادة الثقة إلى النظام المصرفي الذي يعتمد على الدولار الأميركي وليس على العملة الوطنية".