الحرائق تلتهم مساحات واسعة من أحراج لبنان ودول مجاورة ساهمت في جهود الإطفاء
جبلنا ماغازين – بيروت
أخيراً انتهى كابوس الحريق الكبير الذي اندلع أمس في الشوف وطال أحراج بلدات المشرف والدامور والدبية بجهود الدفاع المدني والجيش ومؤازرة من إطفائيات تابعة للقوات الدولية وبعد مشاركة قبرص والأردن واليونان في جهود إطفائه.
وكان صدر عن المديرية العامة للدفاع المدني، في وزارة الداخلية والبلديات بيان أشار إلى أن أكثر من 132 حريقاً شب في لبنان أمس وأن عناصر الدفاع المدني عملوا لليوم الثاني على التوالي، بمؤازرة طوافات قبرصية وأخرى تابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني وبمساندة وحدات من الجيش المنتشرة عملانيا وعناصر من فوج الإطفاء قامت بإخماد الحرائق التي شبت في أحراج (المشرف - الدامور - الدبية - دقون - بعورته - كفرمتى). مذكراً برقم الطوارئ 125 للإبلاغ عن أي حريق أو حادث.
واشار البيان إلى أن عناصر الدفاع المدني عملوا على إخماد حريق شب في أحراج (مزرعة يشوع - قرنة الحمرا - زكريت).
إلى ذلك، تمكن عناصر الدفاع المدني، خلال الساعات ال24 الماضية، بمؤازرة وحدات من الجيش المنتشرة عملانيا من إخماد حريق شبّ في أحراج مشحا - غرزور - وادي شارون - كفرنيس - المغيري - بخعون.
كما تمكن العناصر من تنفيذ مهمات إنقاذ وإسعاف وإخماد 132 حريقاً على الأراضي اللبنانية، أبرزها أحراج في المناطق الآتية:
جبل لبنان (عدد11) : زوق مصبح - جورة الترمس - عاليه - ذوق الخراب - داريا - بشامون - عاليه - بياقوت - حالات - العذرا - الخنشارة.
الشمال (عدد4): الحويش - بيت يونس - بشنين - برسا.
الجنوب(عدد4): العباسية - صريفا - النبطية - الزرارية.
وساهم ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في نقل أخبار وفيديوهات عن حرائق متفرقة ومناشدات الأهالي بفعلها ودعوات وجهت إلى سكان المنازل القريبة من الحرائق المندلعة لإخلائها. ونشر فيديو يظهر صفاً طويلاً من السيارات المحترقة بفعل المصيبة التي حلت على لبنان أمس ورافقته طوال ساعات الليل والصباح.
وأفيد اليوم عن سقوط شاب ضحية الحرائق، وهو سليم ناجي أبو مجاهد (32 عامًا) الذي هب للمساعدة في اخماد الحريق الذي اندلع في بلدته بتاتر لكنه قضى إثر لك بنوبة قلبية. .
إلى ذلك، صدر الصليب الاحمر اللبناني، البيان الآتي:
"على إثر الحرائق التي إندلعت في خراج عدد من المناطق وأتت على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية المتنوعة ولامست المنازل في عدد منها، فقد وضع الصليب الأحمر اللبناني فرقه في حال من الإستنفار كما أقام مستشفى ميدانيا أمام مركزه في الدامور، وتمكنت فرق الصليب الأحمر اللبناني منذ ما بعد منتصف ليل أمس الإثنين 14 تشرين الأول وحتى صباح اليوم الثلاثاء 15 تشرين الأول من تقديم الإسعافات الأولية في المستشفى الميداني وفي عدد من المناطق ونقل حالات أخرى إلى المستشفيات وفق ما يلي:
إسعافات أولية في المستشفى الميداني في الدامور:
72 حالة صحية
إسعافات أولية في المكان:
4 حالات في منطقة المشرف
6 حالات في منطقة الناعمة
4 حالات في منطقة الدبية،
2 حالتين في منطقة زكريت في قضاء المتن
المجموع : 88
إسعافات أولية ونقل حالات صحية إلى المستشفيات:
8 حالات إلى مستشفى الحاج في الجية،
1 حالة واحدة إلى لبيب أبو ظهر في صيدا
2 حالتين إلى مستشفى السان شارل في الحازمية،
7 حالات إلى مستشفى سرحال في الرابية.
وأشار بيان الصليب الأحمر إلى أن معظم هذه الحالات الصحية كانت تعاني من ضيق في التنفس وإختناق وإغماء وحروق طفيفة.
ولا تزال فرق الصليب الأحمر اللبناني على جاهزيتها وإستنفارها لتقديم الخدمات الإنسانية عند الحاجة. ويتم تلقي النداءات على خط الطوارئ المجاني 140".
الرئيس عون: لتقديم مساعدات عاجلة للأهالي المتضررين
تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ ليل امس، اتساع رقعة الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق اللبنانية، وتلقى تقارير حول الاضرار التي لحقت بعدد من الاحراج والمباني والمنازل.واعطى توجيهاته لوضع كل الامكانات في تصرف الفرق التي تتولى عمليات الاطفاء، منوها بالجهود التي يبذلها رجال الدفاع المدني والاطفاء لمكافحة الحرائق، بدعم من القوى البرية والجوية في الجيش .
واوعز الرئيس عون الى المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة الى المواطنين الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الاسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان او من الذين يكافحون النيران.
وطلب رئيس الجمهورية التحقيق في الاسباب التي ادت الى توقف طائرات "سيكورسكي" الخاصة بالانقاذ واطفاء الحرائق عن العمل منذ سنوات. كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث لتأمين قطع الغيار اللازمة لها تمهيدا لاعادة تشغيلها.
الحريري: لإجراء تحقيق بما جرى
أكد رئيس الحكومة سعد الحريري “أننا سنفتح تحقيقاً بما جرى لنعرف كيف بدأ هذا الامر”، وقال: “لا أود ان أوجه اصابع الاتهام الى اي كان ولكن يجب اجراء تحقيق واضح لمعرفة ما اذا كان ما حصل مفتعلا ام لا، واذا كان مفتعلا فيجب على الذين قاموا به ان يدفعوا الثمن، واذا لم يكن كذلك فقد يكون قد حصل جراء التغيير المناخي الذي يشهده العالم كله والذي تسفر عنه كوارث. اهم شيئ ان لا اضرار جسدية اما الاضرار المادية فبامكاننا التعويض عنها ان شاء الله”.
وأشار الحريري خلال ترؤسه جانباً من اجتماع الهيئة الوطنية لادارة الطوارئ والازمات والكوارث التي التأمت منذ الصباح في السراي الحكومي، الى انه “مع الاسف نشهد حرائق متكررة، هذا الامر يحصل في العالم كله ونحن نبذل كل الجهود الممكنة مع غرفة العمليات وكافة الاجهزة المعنية، من جيش وقوى الامن ودفاع مدني والمحافظين والبلديات والدفاع المدني والصليب الاحمر لاخمادها في اسرع وقت ممكن”.
وتابع: “أجرينا وزيرة الداخلية وانا اتصالات مع عدد من الدول لارسال طوافات وطائرات اضافية لاطفاء الحرائق التي شبّت في العديد من المناطق اللبنانية، والعمل على مكافحتها والحدّ من انتشارها. اننا نبذل جهدا كبيراً، وهيئة الاغاثة ستهتم بالكشف وتحديد الاضرار التي لحقت بالمنازل والممتلكات، وسنعمل على مدار الساعة ونقوم بواجبنا كاملا كدولة لاستكمال عملية اطفاء الحرائق”.
وقال الحريري: لقد طلبنا مساعدة الدولة الايطالية، ولم نترك جهة الا واتصلنا بها للمساعدة كما اجرينا اتصالات بالاوروبيين الذين سيرسلون وسائل مساعدة خلال اربع ساعات، لكي نتمكن من السيطرة اكثر على الحرائق المندلعة علماً انه بامكان هذه المعدات اطفاء الحرائق المندلعة خلال الليل “.
وكرر شكره “لكل الاجهزة من الاطفائية والدفاع المدني والجيش وقوى الامن وامن دولة وامن عام والمحافظين والصليب الاحمر، على الجهود الكبيرة التي يقومون بها وان شاء الله نتمكن من ان نقدم للمواطنين ما يستحقونه “.
وعن عدم الاستعانة بالطائرتين الموجودتين في المطار لاطفاء الحرائق، قال: “لقد تمكّنا الاثنين من اخماد الحريق ولكن لسوء الحظ هبت رياح ساخنة ادت الى اعادة اشتعاله، نحن بحاجة للطائرات في بعض المناطق التي لا يمكننا الوصول اليها، المشكلة الاساسية التي كنا نواجهها في البداية هي عدم تمكننا من ارسال طائرات الهليكوبتر لكي لا تصطدم بخطوط التوتر العالي، فكان من الضروري ان نستعين بالطائرات التي ارسلتها قبرص”، وتابع “اما بالنسبة للطائرات الموجودة فهي قديمة وبحاجة الى صيانة. اليوم هناك طائرات وهليكوبترات موجودة تابعة للجيش اللبناني وهناك اربع طائرات ستأتي للمساعدة ، والقاء اللوم في هذا الموضوع وفي هذا الوقت بالذات لا يساعد اطلاقاً”.
وأكد الحريري ان “الجميع يعمل بجهد كبير ليل نهار ولا يوجد اي تقاعس من قبل اي كان”.
وزيرة الداخلية: اتصلنا بكل البلدان التي تستطيع ان تساعدنا في إخماد الحرائق
أكدت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن ان "امامنا 24 ساعة لمراقبة عملية اخماد الحرائق التي اندلعت في بعض المناطق اللبنانية خصوصا في المشرف والدبيه والدامور والمتن"، لافتة الى ان "السلطات القبرصية واليونانية والاردنية سترسل طوافات خاصة بمكافحة الحرائق".
وأشارت الوزيرة الحسن بعد اجتماع لغرفة العمليات المركزية المخصصة لمتابعة موضوع الحرائق في السرايا الحكومية صباحاً الى ان "الجميع يبذل قصارى جهده للمساهمة في مكافحة هذه الحرائق، مؤكدة اخلاء البيوت والمدارس والجامعات المحيطة على بعد 5 كلم من منطقة الحرائق".
وقالت: "وسط الاهتمام الذي ابداه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من ساعة اندلاع الحرائق، تواجدنا منذ الصباح الباكر في غرفة العمليات المركزية والتي فعلناها وهي ممثلة بالجيش وقوى الامن الداخلي ووزارات المال والصحة والبيئة والتربية والطاقة والزراعة والصليب الاحمر ومجلس الانماء والاعمار والمجلس الوطني للبحوث العلمية والهيئة العليا للاغاثة. كل الادارات والمؤسسات المعنية التي تستطيع ان تساند موجودة اليوم في غرفة العمليات المركزية. وبالتوازي مع هذه الغرفة، فعلنا غرف العمليات في المحافظات حيث حضر معنا اليوم محافظ جبل لبنان ونتواصل مع المحافظين الآخرين ليكونوا على اهبة الاستعداد لمكافحة اي حريق او حادث يحصل".
أضافت: "لقد اتصلنا اليوم بكل البلدان التي تستطيع ان تساعدنا في الحرائق التي هبت، وامس، ومن خلال وزير الدفاع اتصلنا بالسلطات القبرصية التي اوفدت لنا طوافتين وتعملان منذ امس من خلال طلعتين جويتين امس واليوم قامتا بعد التزود بالوقود بـ8 دورات والطلعة الثانية بـ 6 دورات. والآن في فترة استراحة لتعاودا التحليق مرة اخرى للاطفاء في المناطق الوعرة التي لا يمكن لافواج الاطفاء والدفاع المدني ان تصل اليه.، وفعّلنا آلية للاستجابة السريعة التي وقعناها مع الاتحاد الاوروبي، وقد وقعت اليوم طلبا يسمح بالاستعانة من البلدان التي تحوز على الجهوزية الكاملة لمكافحة مثل هذه الحرائق والاحداث، وكما علمت ان اليونانيين استجابوا لطلبنا وسيوفدون ايضا طائرتين للمساعدة في اخماد الحرائق".
وتابعت: "لقد اجريت اتصالا بوزير الداخلية الاردني وطلبت منه ان كان لدى الاردن الاستعداد للمساعدة في هذا السياق، فأكد انه في المبدأ لا مشكلة حول هذا الموضوع لكن يحتاج الى قليل من الوقت لتأمين الطوافات لايفادها بأسرع وقت. فبين الطوافات القبرصية واليونانية واستعداد السلطات الاردنية لايفاد طائرات، اعتقد انه خلال ساعات نكون قد سيطرنا على الحرائق المنتشرة على الارض".
ولفتت الى انه "منذ اليوم الاول، يتواجد الدفاع المدني على الارض كما وكل الافواج الاطفاء لم يحصل اي تقصير ابدا، فالافواج اتت من بعلبك الى الضاحية الى المتن الى بيروت فصيدا. الكل وضع كل قدراته وامكانياته مع عناصر الدفاع المدني الذين يعملون منذ 24 ساعة ولم ينموا للسيطرة على الحرائق على الرغم من العوامل الطبيعية غير المساعدة، من الرطوبة المتدنية الى الهواء العالي حيث وصل امس الى 50 كلم في الساعة، وحيث كنت في المشرف كان الحر شديدا. كل هذه العوامل الطبيعية تعمل ضدنا وهي لست خاصة بلبنان بل بكل المنطقة المحيطة. نحن متواجدون على الارض، واتوجه الى البلديات لتنشيط دورها وتفعيله في المناطق المعرضة للحرائق وان تكون على استعداد كامل وجهوزية تام تحسبا لاي طاريء وللمساهمة في تأمين صهاريج لمكافحة الحرائق في حال اندلعت".
وأوضحت انها طلبت من وزارة التربية "اخلاء كل المدارس المحيطة بمنطقة الحرائق على بعد اقله 5 كلم كذلك الجامعات، كما طلبنا من وزارة الطاقة فصل كل خطوط التوتر العالي والمتوسط، لانه سقط في بلدة الدبية خط توتر بسبب الحرائق هناك".
وأكدت "بذل كل جهد لمكافحة الحرائق من كل النواحي من خلال وزارة الدفاع والداخلية الممثلة بالدفاع المدني وقوى الامن الداخلي والامن العام والبلديات والمحافظات"، وقالت: "تحدثت مع الجميع، وهم على استعداد كامل وتام للعمل ليلا نهارا لمكافحة الحرائق. بقي أمامنا 24 ساعة صعبة لانه يتخوف من حدوث حرائق في كل المناطق. أناشد كل البلديات البقاء على أتم الجهوزية تحسبا لأي طارىء في السياق عينه".
وختمت: "سنجري اتصالا مع قوات الطوارىء الدولية للنظر في امكانيات المساعدة لمكافحة الحرائق، كما وان الشيء المهم بالنسبة لي هو عدم سقوط ضحايا، والاهم ايضا هو اخلاء المنازل والمراكز القريبة من محيط الحرائق".