عباس فواز رئيساً للجامعة اللبنانية الثقافية: أصبح هناك 4 جامعات والرؤساء الآخرون غير شرعيين
جبلنا ماغازين – بيروت
انتخبت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز رئيساً عالمياً لها بالتزكية خلال المؤتمر العالمي الثامن عشر الذي عقد اليوم في بيروت برئاسة الرئيس العالمي القنصل رمزي حيدر، وفي حضور مديرة الشؤون الاغترابية في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة فرح بري والمدير العام السابق للمغتربين رئيس منتدى التنمية والهجرة هيثم جمعة، وعدد من المسؤولين الحاليين والرؤساء السابقين في الجامعة.
وألقى فواز كلمة قال فيها: "ينعقد المؤتمر في ظل ظروف استثنائية وصعبة يمر فيها لبنان ومغتربوه خصوصا في افريقيا، كما المقيمون". أضاف: "عندما تأسست الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في العام 1960 في مؤتمر اغترابي عقد برعاية رئيس الجمهورية الراحل اللواء فؤاد شهاب، شكلت محطة مفصلية في تاريخ الاغتراب اللبناني الذي بدأ مع المهاجرين الاوائل في منتصف القرن التاسع عشر، والهدف من وجودها كان احتضان المغتربين وحمايتهم وان تكون المظلة الشرعية الوحيدة لهم من دون تمييز او تفرقة غير سياسية وغير طائفية وغير عنصرية".
وتابع: "هذه العناوين التي تضمنها نظام الجامعة أغرت المغتربين فعلا وجذبتهم واعطتهم جرعة أمل بأن هذه المؤسسة الاغترابية الوليدة ستوحدهم وتوفر لهم غطاء الامان والاطمئنان. غير انها للاسف وقعت في المحظور، حيث احتدم الصراع وتفاقم بين الطامحين والطامعين في محاولة منهم لحرفها عن مسارها الوطني التوحيدي خدمة لمشاريعهم السياسية والطائفية والمصلحية المشبوهة ولجعلها مطية وجسر عبور لينصبوا انفسهم رؤساء لها او في مواقع متقدمة فيها، وانقلبوا على انظمتها وقوانينها لاخراجها عن سكتها الصحيحة، وكل فريق أو فئة يغني على مصالحه ومشروعه وانتمائه الطائفي كانعكاس لما شهده لبنان من انقسامات وصراعات وحروب داخلية".
واعتبر فواز أن "غياب الدولة بعهودها وحكوماتها المتعاقبة عن الاغتراب وانعدام وجود سياسة اغترابية رسمية واضحة، الا في حالات نادرة او قليلة - منها على سبيل المثال لا الحصر، استحداث وزارة المغتربين والتي كان الفضل الكبير لدولة رئيس مجلس النواب الذي تنازل في وقتها عن ادارة جلسة مجلس النواب وجلس في صفوف زملائه النواب يدافع عن مشروع انشائها والتي لم تعمر طويلا لخلافات سياسة وطائفية حولها وعلى الصلاحيات والمصالح - هذه الجامعة التي رغم الدعوات والمناشدات لإصلاح ما اصابها من خلل وشلل وانقسام على المستويين الرسمي والاغترابي، فإنها سارت باتجاه الانحدار غير المتوقع، وهذا ما لم يكن يرغب به او يسعى اليه احد، وقد قدمنا كما قدم أسلافنا من جهدنا ووقتنا ومالنا للارتقاء بها، ولتبقى مؤسسة اغترابية واحدة تجمع ولا تفرق وبأن تظل فعلا الدرع الواقية التي تحمي المغتربين وتشكل النموذج الوطني المنفتح والفاعل لخدمة الوطن بجناحيه المقيم والمغترب".
وأضاف أن الجامعة، وإن كانت تعاني من منتحلي الصفة الذين يسرحون ويمرحون في ميدانها من دون حسيب او رقيب وكأنها سائبة ومتفلتة من الضوابط القانونية والشرعية، حيث بلغت مرحلة غير مسبوقة تجرأ فيها بعض من يدعون الحرص عليها وعلى الاغتراب على تأسيس جامعات رديفة وعلى قياسهم وبالاسم ذاته وينصب نفسه رئيسا لها، ويشكل ما يسميه هيئة ادارية جديدة من اشخاص لم ينتسبوا يوما الى الجامعة او لمجالسها القارية والوطنية، حتى أصبحت الجامعة أربع جامعات، وبدلا من رئيس شرعي واحد لجامعة شرعية ومنتخبة شرعياً برعاية رسمية الى اربعة رؤساء، ثلاثة منهم بحكم انظمة وقوانين الجامعة غير شرعيين، وكأنهم غير موجودين. فضلاً عن إقدام من يدّعي انه الرئيس العالمي للجامعة ستيف ستانتن على تسجيل الجامعة كمؤسسة عابرة للقارات غير حكومية مركزها في نيويورك، في خروج واضح وفاضح عن نظام الجامعة وقانونها، وتقويض لمؤسسة وطنية واغترابية تأسست في الوطن الام وبرعاية رئيس للجمهورية. إنه تحد جديد تتعرض له الجامعة والحرصاء عليها الذين ضحوا لأجلها لتبقى حلم المغتربين عله يتحقق ولو بعد حين".
وقال: "ان ستين سنة من عمر الجامعة يجب الا تذهب هدرا او هباء وتلغى من تاريخ الوطن والاغتراب بفعل فاعلين ومعلومين لهدم أسسها وإنهائها والغائها من قاموس المغتربين ليبنوا مكانها جامعة على شاكلتهم ولخدمة أهدافهم وكأنها ملكية حصرية لهم، للاسف من دون تدخل من المسؤولين الرسميين المعنيين في الملف الاغترابي الذين يتجاهلون عن قصد او سوء نية او من دونهما الجامعة ومغتربيها ودورها ويتعمدون حتى عدم ذكر اسمها في مؤتمرات اغترابية مستجدة".
أضاف فواز: "من هذا المنطلق أناشد فخامة رئيس الجهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء التدخل لدعم الجامعة، وانه من واجبنا ومسؤوليتنا أن نتعاون لإنقاذها من براثن التقسيميين والفئويين والعنصريين من دون ادعاء او مبالغة بل بواقعية وولاء وطني لأنه حرام أن ندفنها قبل فوات الاوان او ننجر الى الفخ الذي يحاول بعض الوصوليين ايقاعنا به".
وحدد فواز برنامج العمل للمرحلة المقبلة كالآتي:
أولاً: توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم:
-فتح حوارات مع كافة الجهات المنشقة عن الجامعة ومع هيئات الجامعة في كل انحاء العالم.
- تعيين لجنة قانونية من محاميين مختصين ومحاميين دولين للعمل على تطبيق نظام الجامعة واقتراح تعديله حيث تدعوالضرورة بهدف تطويره مع مستجدات العصر.
ثانيا: تنظيم زيارات الى بلدان الاغتراب بهدف تنظيم وتفعيل الفروع والمجالس الوطنية واستحداث فروع ومجالس جديدة حيث تدعو الحاجة. و تدعيم العلاقات بين الجاليات اللبنانية فيما بينها من جهة وبينها وبين دول وشعوب الدول المضيفة من جهة اخرى من خلال الزيارات لهذه البلدان وعبر اقامة مؤتمرات ونداوت فيها.
ثالثاً: العمل على انشاء اللوبي اللبناني العالمي من خلال اقامة مؤتمرات دورية في لبنان للمغتربين والمتحدرين من اصل لبناني في كافة المجالات وعلى سبيل المثال لا الحصر: مؤتمر الحقوقيين اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاطباء اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاعلاميين اللبنانيين في العالم، مؤتمر المهندسين اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاقتصاديين اللبنانيين في العالم، مؤتمر اعضاء وزراء ونواب وفعاليات سياسية سابقة وحالية من اصل لبناني في بلدان العالم. تعقد هذه المؤتمرات في العاصمة اللبنانية - بيروت، مركز الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بشكل منفصل ودوري حسب الاختصاص ويشارك فيها المختصون اللبنانيون المقيميون والمغتربون والمتحدرون من اصل لبناني.
ينبثق عن هذه المؤتمرات لجنة متابعة لكل مؤتمر وتجتمع هذه اللجان في بيروت تحت اشراف الجامعة لتشكل معها اللوبي اللبناني العالمي.
رابعاً: تعيين لجان شبابية قارية من جميع القارات من اللبنانيين والمغتربين والمتحدرين من اصل لبناني.
خامسا: توسيع ملاك المكتب التنفيذي والإداري ليشمل مدير مكتب، دبلوماسي، خبير اقتصادي واجتماعي ومدير اعلامي متخصص في الاعلام وشبكات التواصل.
بيان المنتدى اللبناني للهجرة والتنمية
سبق المؤتمر العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية إصدار "المنتدى اللبناني للهجرة والتنمية" الذي يرأسه المدير العام السابق للمغتربين بياناً أشار فيه إلى أن "انعقاد المؤتمر العام الثامن عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم يأتي في وقت مليء بالأزمات المؤثرة على الكيان الاغترابي اللبناني والعالمي. وتأتي الحروب التجارية والعقوبات العابرة للقارات لتفرض نفسها وتضع المغتربين اللبنانيين أمام تحديات كبرى، نستطيع من خلالها فهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق مؤسساتهم وجمعياتهم ونواديهم وأشخاصهم ولا سيما الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الممثل الرسمي للمغتربين اللبنانيين".
اضاف المنتدى: “إن الجامعة هي البيت الكبير الذي يسع كل الجمعيات والمؤسسات الاغترابية. ومن هنا اننا ندعو وباسم المنتدى اللبناني للهجرة والتنمية الإدارة الجديدة للجامعة إلى توثيق العلاقة مع كل المغتربين والدعوة إلى عقد حوار كان قد بدأ من أجل التوصل إلى حل نهائي لوحدة الجامعة ومنع تفريغها وتفريعها لأن الاستمرار في الخلافات يؤدي إلى زوالها."
واكد البيان أن هذه الجامعة هي ملك لكل اللبنانيين، لا يستطيع أحد أن يلغيها أو أن يحل مكانها مهما كان مركزه أو منصبه لأن الجامعة أصبحت جزءًا من الوجدان الاغترابي العالمي. ودعا وزارة الخارجية والمغتربين إلى دعم الجامعة والاستعانة بها، وعلى الجامعة التنسيق مع الوزارة والحفاظ على علاقتها بلبنان، فهي جمعية لبنانية مركزها بيروت غير سياسية وغير عنصرية ومن غير المقبول أن يكون مركزها غير العاصمة اللبنانية لأنها ممثلة للمغتربين اللبنانيين والدولة اللبنانية تعترف بها لأنها كذلك. وشدد على ضرورة عدم التدخل في شؤون الجامعة الداخلية والجامعة يجب أن تكون مستقلة بأعمالها، لكن لا تكون مستقلة عن لبنان".
*المصدر: الوكالة الوطنية