حداد رسمي في لبنان الإثنين حزناً على وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك
جبلنا ماغازين – بيروت
أصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مذكرة تضمنت إعلان الحداد الرسمي على وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الذي رحل أمس عن عمر 86 عاما، لتفقد فرنسا رجلاً سياسياً وإنسانياً امتدت مسيرته على مدى أكثر من نصف قرن. وجاء في نص المذكرة:
"لمناسبة وفاة صديق لبنان الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية الاسبق، يعلن الحداد الرسمي نهار الاثنين الواقع في 30 أيلول 2019 خلال مراسم دفنه، وتنكس الأعلام على الإدارات والمؤسسات والبلديات كافة وتُعدل البرامج في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع هذه المناسبة الأليمة". وتزامن البيان مع توجه الرئيس الحريري إلى باريس للمشاركة في مراسم دفن صديق والده، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصديق الشعب اللبناني.
شغل شيراك منصب رئاسة الجمهورية الفرنسية عام 1995 وجدد له الفرنسيون في عام 2002 ليستمر في الحكم حتى العام 2007. وكان قبل توليه الرئاسة الفرنسية عمدة باريس لمدة 18 عاماً من 1977 إلى 1995. وحصل على العديد من الجوائز الفخرية والأوسمة نتيجة مساهماته البارزة في المجال السياسي في العديد من الدول. أما على الساحة الدولية، سيذكر العالم شيراك بشكل أساسي بسبب معارضته الولايات المتحدة برفضه الدخول والمشاركة في غزو العراق عام 2003.
أطلق عليه الرئيس الفرنسي السابق جورج بومبيدو لقب الجرافة ″le Bulldozer″ لتميزه وبراعته وحنكته في المجال السياسي وتمتع بشعبية كبيرة في فرنسا والعالم العربي، نظراً لمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط. وكانت له مكانة خاصة لدى اللبنانيين حيث كانت تربطه علاقة صداقة قوية برئيس الحكومة اللبنانية السابق الشهيد رفيق الحريري، ووقف إلى جانب لبنان في المحن وزاره مرات عدة خلال توليه الرئاسة حتى عُرِف بـ"صديق لبنان".
ونعى المسؤولون اللبنانيون الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، مشيدين بمزاياه وبوقوفه إلى جانب لبنان في أزماته.
وأبرق رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معزياً بوفاة شيراك الذي وصفه بالصديق الوفي، ومعبّراً عن "مشاركة عائلته والقريبين منه، كما الشعب الفرنسي بأجمعه، مشاعر الألم والحزن". وقال عون "لقد ترك الرئيس الراحل بصماته في مختلف مراكز المسؤولية التي تسلمها خلال سنوات طويلة، في الحياة السياسية الفرنسية". وأضاف: "يذكر لبنان فيه الصديق الوفي الذي لطالما وقف إلى جانبه، وقد عمل بصدق وبشغف من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا، وجعلها مميزة. وأنا على ثقة بأننا سنعمل على الحفاظ على هذه العلاقة، النابعة من القلب والروح، وإبقاء شعلتها مضاءة".
كذلك، أصدر رئيس الحكومة سعد الحريري بيانا قال فيه: "غاب عن العالم اليوم رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا، وشخصية فذة لعبت أدواراً مميزة في قيادة أوروبا وترسيخ مكانتها في المعادلات الدولية». وأضاف «يرحل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك بعد أن كتب تاريخاً حافلاً بالإنجازات تشهد عليها قضايانا العربية واللبنانية، وهو الذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه المشروعة وأمسك بيد لبنان في أصعب الظروف وتقدم الصفوف دفاعاً عن حريته واستقلاله وسيادته".
وقال: "إذا كان اللبنانيون والعرب يشعرون اليوم بخسارة رجل ترك أثراً عميقاً في وجدانهم على مدى سنوات طويلة، فإنني من موقعي السياسي والعائلي أشعر بخسارة خاصة لصديق عزيز، شكل التوأم الروحي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والأخ الكبير لعائلتي التي عرفته داعماً ونصيراً وأباً، ولبلدي الذي لن ينسى أياديه البيضاء في دعم لبنان والعمل على حمايته وتقدمه». وختم «باسمي الشخصي وباسم الحكومة اللبنانية أتقدم بأحر التعازي من عائلته ومن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يسير على خطاه في دعم لبنان، ومن الشعب الفرنسي الصديق الذي أحب جاك شيراك ومحضه ثقته لسنين طويلة".