مؤتمر الطاقة الاغترابية منعقد في واشنطن وباسيل يدعو لبنانيّي الولايات المتحدة لدعم قضايا لبنان
جبلنا ماغازين – واشنطن
انطلقت أمس الجمعة في العاصمة الأميركية واشنطن أعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين بنسخته الرابعة المخصصة لأميركا الشمالية، بمشاركة المئات من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة وكندا تقدمهم عدد من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين من أصل لبناني.
بعد النشيد الوطني لكل من لبنان وكندا والولايات المتحدة، كانت كلمة للسفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى. ثم تحدث القاضي جوزيف أبو عكر ونائب وزير العلوم في وزارة الطاقة الأميركية بول دبر. كما تحدثت المحللة لشؤون الامن القومي في محطة "سي ان ان" جوليات قيم.
ثم ألقى وزير الخارجية جبران باسيل كلمة الافتتاح متوجهاً فيها إلى لبنانيي الولايات المتحدة وكندا، فقال: "اليوم، دوركم كبير هنا ومساهمتكم واضحة في ازدهار أميركا، ولكن وطنكم الصغير يفتخر بكم، وهو يواجه التحديات على أبواب مئوية لبنان الكبير وبحاجة الى كل جهد للانتقال الى مئويته الثانية. دوركم كبير هنا، ويجب أن يكون كبيرا في لبنان أيضا، وأن تكونوا واثقين فيه غير مترددين. واللبنانية lebanity وهي رابطة انتمائكم وتتطلب المحافظة عليها، وهي تتطلب تصويتكم في الإنتخابات النيابية المقبلة واستعادتكم لجنسيتكم، لكي تحافظ هي على مفهومها الحضاري. إلا أن فرصة استعادة الجنسية ليست وقتا متاحا الى ما لا نهاية، فالقانون كلفنا سنوات من النضال لإصداره وهو محدود في الزمان".
وسأل: "هل أنتم واعون أن مئات الآلاف من الغرباء يكافحون لإكتساب ما ليس حقهم؟ يسعون للحصول على الجنسية اللبنانية ويستعملون اللبنانيين لذلك، وهم لن يحصلوا عليها لو مهما جاهدت وكالات دولية، ودفعت دول من ورائها بكل طاقاتها لتجعلنا نقبل بأن يحل اللاجئون الفلسطينيون والنازحون السوريون مكانكم، بدلاء عن أصحاب الحق الشرعي والطبيعي، ولن نقبل مهما زادت الضغوط ومهما إندس المندسون، عنكم بديلاٍ، ولكن عليكم أن تقدموا وتستعملوا حقكم وتحصلوا الجنسية لكم ولأولادكم".
أضاف: "كلكم تعرفون المصاعب التي فرضتها الأزمة السورية علينا، فحربها تحمل لبنان الكثير منها: أكثر من مليون ونصف مليون نازح على أراضيه وأكثر من ألف مخيم عشوائي بين بلداته، وأكثر من ثلاثين مليار دولار خسارة في اقتصاده، ناهيك عن التطرف والإرهاب الذي استطاع الجيش اللبناني واللبنانيون الانتصار عليه. كل هذه العوامل أنهكت الإقتصاد اللبناني المتعب أساسا من السياسات الخاطئة والفساد، ودفعت المؤسسات العالمية لخفض تصنيفه الإئتماني، فلا يمكن لناتج محلي أن ينمو من دون وجود عامل محلي، ولا يمكن لاقتصاد بلد واحد أن يؤمن حياة شعبين، ولا يمكن لسوق عمل واحد - دفع آباءكم وأجدادكم إلى الهجرة بسبب صغره - أن يتحمل عمال دولتين. لذلك، لا يمكن لهذا الواقع أن يستمر ولا يقنعنا أحد أن ظروف العودة لم تتحقق بعد، فهي تحققت، فاسألوا أردوغان عنها وعن الإتحاد الأوروبي إن لم تصدقوا، وأسألوا وزير داخلية ألمانيا عن صفة النازح عندما يعود الى بلده، واسألوا الرئيس ترامب عن المكسيكيين وعن كل النازحين الى بلاده".
وتابع: "دوركم كبير كأميركيين متحدرين من أصول لبنانية لحمل قضية لبنان في كل المحافل السياسية الأميركية، وشرح حقيقة لبنان وأهميته، فهو لم يعتد يوما على أحد، بل هو محب للسلام ويريده. لقد قام بواجباته الإنسانية والأخلاقية والقانونية كاملة تجاه الشعبين الفلسطيني والسوري. واليوم، أصبحت العودة ضرورية ولن نرضاها سوى آمنة وكريمة، ولن نرضى أن يبقى مواطنونا في الخارج فيما جيراننا هم في الداخل. ودوركم هو أكبر في الاقتصاد، فكلما استهلكتم ما هو لبناني تعززون صادراتنا وتحمون صناعاتنا وتخففون عجز ميزاننا التجاري".
وأردف باسيل: "حافظوا على لبنان قبلة نجاح ووجهة زيارة وسياحة ومكانا لفريضة صلاة وعبادة. عيشوا اللبنانية وركزوا على مفهوم جديد للبنان، أرض القداسة ومكان للحج لجميع الأديان، وبيئة رائعة للسياحة الدينية ومنتجع للتأمل في سياحة بيئية. أما نحن فسنبقى نعمل لكل السياحات الجميلة في لبنان، والأفعال الصغيرة مجتمعة يمكن أن تحدث فرقا، فنحن لن ننتظر أو نستمع لأي كلام يستهلك وقتنا عبثا أو يؤخر جهودنا، أتى من داخل الحدود أو خارجها، أتى بشكل إغراءات أو ضغوطات، بل سنستمر بالعمل من أجل منتشرينا بوجه كل الصعاب، وبناء الحجر تلو الحجر من دون كلل، مستذكرين عظيما من هذه الأمة، الرئيس جون ف كينيدي الذي قال: "عندما يبدو أن كل شيء يسير ضدك تذكر بأن الطائرة تقلع عكس الريح وليس معه".
وختم باسيل كلمته بالدعوة إلى المشاركة بمؤتمر الطاقة الاغترابية في بيروت في شهر تموز من العام 2020 للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.
وقد حلت لاحقاً رئيسة بلدية واشنطن مورييل باوزر ضيفة على المؤتمر، فألقت كلمة أشادت فيها باللبنانيين الموجودين في الولايات المتحدة معربة عن فخرها بأن تستضيف واشنطن هذا المؤتمر وحيّت عدداً من الشخصيات اللبنانية أو اللبنانية الأصل التي تربطها بها علاقة صداقة وزمالة في العمل السياسي.
وشهد مؤتمر الطاقة الاغترابية في يومه الأول سلسة جلسات عمل تمحورت حول العلاقات السياسية بين لبنان والولايات المتحدة ومواضيع تتعلق بالسياحة وفرص الاستثمار في قطاع النفط في لبنان.