مطار بيروت يتجه لمعاناة أقل للمسافرين بعد إلغاء أولى نقاط تفتيش الحقائب التي كانت تسبب الزحمة
جبلنا ماغازين – بيروت
جرت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إزالة أجهزة السكانر الأولية في قاعة المغادرة عند قوى الأمن الداخلي والتي كانت سببًا أساسيًا للزحمة وطوابير الانتظار الطويلة وشكاوى المواطنين. وستتيح إزالة نقطة التفتيش هذه للمسافرين الدخول مباشرة إلى نطقة تسجيل المسافرين (شيك إن)، بحيث يتم تفتيش حقائبهم من خلال النظام الجديد للتفتيش المدمج بنظام جرارات الحقائب، المعمول به في المطارات العالمية.
كما تم إلغاء نقطة التفتيش قبل الطائرة أيضًا، ليصبح مسار المغادر على الشكل التالي: كونتوار الcheck-in حيث تذهب الحقائب الكبيرة لتُفتّش بآلات سكانر، تفتيش الأشخاص والحقائب الصغيرة في تسع آلات جديدة متطوّرة، ومراقبة الجواز عند الأمن العام حيث أصبح عدد الكونتوارات 34.
إلا أنه مع بدء تطبيق نظام التفتيش الجديد يوم أمس، شهد المطار حالة من الفوضى حيث تجمعت بحقائب المسافرين على ارضية المطار بانتظار تفتيشها وتحميلها من خلال النظام الجديد المدمج بنظام جرارات الحقائب.
وقد تفقد وزيرا الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس والداخلية والبلديات ريا الحسن أمس الخميس، سير العمل في المطار في إطار جولة تزامنت مع إزالة أجهزة التفتيش (السكانر) التي كانت مثبّتة عند مداخل قاعات مغادرة المسافرين من الجهتين الشرقية والغربية.
وفي تصريح لها، قالت الحسن: "أنا أتحمّل جزءاً من عملية التأخير التي جرت في المطار، إنّما ذلك يعود لسببين: الأمر الأول يتعلق بالاجراءات الامنية، فأهم شيء بالنسبة للمسافر هو مدى التسهيلات لسفره، لكن بالنسبة لنا ومن الناحية الأمنية، لا يمكننا النظر فقط الى التسهيلات من دون الأخذ بأولوية تحقيق الأمن وسلامة الطيران والمسافرين. فمن هذه الناحية تأكدنا أنّ كلّ أجهزة السكانر وأجهزة تفتيش الحقائب تعمل بحسب الاجراءات المتبعة، وهنا يجب التذكير بأنّنا لا نعمل هنا بمفردنا وإنّما هناك مؤسسات دولية تتابع عملنا، وهناك مؤسسات تدقيق عالمية مثل الايكاو التي تدقق في ما إذا كنّا مطابقين للمعايير الدولية كي تسمع بالتالي للطائرات للعمل من لبنان".
وتابعت: "عملية التأخير كانت لضمان أمن وسلامة المسافرين، واننا نتفهم مدى المعاناة التي عاشها المسافرون من خلال الصور التي كانت تصلنا وانتظارهم لساعات في صفوف طويلة، ونأسف لهذا الامر، ولكنني أعيد التأكيد أنّ سلامة وأمن المسافرين والطيران كان اولوية بالنسبة لنا، ونأمل ان تكون هذه العملية التطويرية للمطار خطوة اولى على صعيد التحسينات".
وأشارت الحسن إلى أنّ "آلات التفتيش الحالية تتمتع بحداثة أكبر من الناحية الأمنية وتساهم في تعزيز عمل المشرفين عليها في كشف اي ممنوعات، كما زدنا عدد العناصر العاملة في المطار ان كان في التفتيشات أو في الأمن العام لكي نؤمن عملية انسيابية سهلة للمسافرين مع الأولوية للامن وسلامة الطيران والمسافرين".
وشكرت الحسن جميع الذين عملوا على مشاريع تحسين سير العمل في المطار لفترة طويلة، وأولهم الوزير فنيانوس الذي كان قد بدأ بهذه العملية منذ أشهر قبل من توليها منصب وزيرة الداخلية، كما تقدمت بالشكر إلى جهاز أمن المطار وكل الأجهزة الامنية التابعة له وللطيران المدني".
من جهته، قال الوزير فنيانوس لدى انتهاء الجولة: "ما رأيتموه اليوم جزء من عملية مستمرة وهو ما كنا وعدنا به اللبنانيين وتأخرنا بالإيفاء به مدة شهر وخمسة أيام حيث كان من المقرر ان تنفذ هذه الإجراءات مطلع آب الماضي.
أضاف: "بمبلغ 18 مليون دولار تمت إزالة الماكينات للتجهيزات الأمنية التي كانت موجودة على المداخل، حيث كان يسجل الازدحام الكبير في قاعات المغادرة هذه، والفكرة كانت إزالة هذه الماكينات الثلاث للتفتيش من كل جهة (الشرقية والغربية)، لإيجاد مساحة إضافية لقاعات المغادرة، وهذا الأمر ليس بمثابة تغيير جذري في المطار، صحيح أنه أصبح لدينا 9 آلات تفتيش لحقائب اليد وأزيلت آلات التفتيش عن المداخل الرئيسية وأصبح لدينا 34 كونتواراً للأمن العام، إنما هذه خطوة أولى في رحلة الألف ميل التي يحتاج إليها المطار".
وتابع: "إن إزالة التجهيزات التي كانت موجودة لا يعني القول إن جرارات نقل الحقائب تعمل ولا يلزمها اي شيء، وبالتالي لا يمكن القول إن بكبسة زر وبالإجراءات التي تحققت اليوم تم إيجاد الحلول لكل الازمات الموجودة في المطار. كنا قدمنا، انا ووزيرة الداخلية، مشروعين أمام مجلس الوزراء وقد أقرّ من أصل مبلغ 200 مليون دولار ما قيمته 18 مليون دولار، وبهذا المبلغ حققنا هذه الاعمال والاجراءات، ولا يتوقع أحد إنجاز أكثر من ذلك، فجرار نقل الحقائب وحده يتطلب تكلفة 21 مليون دولار ويحتاج إلى فترة زمنيّة تمتد من شهرين إلى ثلاثة أو حتى ستة أو ثمانية أشهر ليتم إصلاحه".
وأوضح فنيانوس أنه تمت "إزالة ماكينات الأجهزة الأمنية التي كانت موجودة في الجهتين الشرقية والغربية. وزدنا عدد الآلات التي تراقب الحقائب، كما زدنا عدد كونتوارات الأمن العام، ولم يعد هناك ثلاث نقاط للتفتيش موجودة للأمن العام، وكل هذا العمل تم بالدرجة الاولى والفضل فيه يعود إلى أشخاص مجهولين يعملون ليل نهار لتنفيذ هذا الوعد الذي كان مقرراً في العاشر من الشهر الجاري إنما تم تأجيله إلى اليوم لمصادفته مع ذكرى عاشوراء. واليوم تم افتتاح المرحلة الاولى من عملية تطوير المطار، ولدينا الكثير نعمله في المرحلة المقبلة إنما ينقصنا التمويل المالي لنستطيع نقل المطار ليكون كما يتمناه كل لبنان، مطاراً يسهّل أمور المسافرين ولا يدفعهم إلى التذمّر إنما للتعبير عن سرورهم للسفر من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت".